العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ

فرضة المحرق و «شبهة الفساد» (3)

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

حينما تقوم إدارة الثروة السمكية بإجبار مواطن يملك رخصتي صيد سمك وروبيان على التخلي عن رخصة صيد الروبيان والاحتفاظ برخصة السمك فقط. وتقوم أيضا، بإجبار مواطن آخر على التخلي عن رخصة سياقة (تاكسي) أو أي نشاط تجاري آخر والإصرار على إما رخصة صيد وإما لا شيء. وتأتي الإدارة نفسها وتدعي أن الموارد البحرية في تناقص شديد، وأن توجيهات من مسئولين كبار صدرت بشأن الحد وإنقاص رخص صيد السمك والروبيان، حينما تقوم الثروة بكل ذلك؛ وتأتي بعد هذا وذاك وتمنح رخصا جديدة للصيد لمن تشاء، وتمنع عمن تشاء، وحينما تقوم دوريات الثروة وخفر السواحل بنشاط غير مسبوق من أجل التضييق على البحرينيين هواة ومحترفين، وترك الأجانب لحالهم! فإن ذلك يشي بشبهات فساد عن هذه التصرفات والأفعال!

وحينما تصدر رخص صيد جديدة من قبل إدارة الثروة السمكية بانتقائية غريبة، فيتم منح بعض من دخولهم تقترب من 500 دينار وحرمان الصياد المحترف من هذه الرخص، فهنا يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمن أصدر؟ ومن تسلم؟ ومن وافق؟ وما المعايير التي تم منح تلك الرخص المؤقتة في ضوئها؟

وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن الدراسات تشير إلى أن عمل الأجانب في مهنة الصيد سبب رئيسي في تدمير الثروة البحرية، وعلى رغم ذلك تقوم دوريات خفر السواحل والثروة السمكية بملاحقة البحرينيين وترك الأجانب! ألا يكون هذا الأمر مدعاة لمن أراد الطعن في هذا الفعل المدمر للثروة البحرية؟

وحينما تصدر النيابة العامة قراراتها وأوامرها على الأجنبي المخالف وتأمر بالإفراج «بضمان محل إقامته»، في حين يتم «مرمطة» البحريني بعقوبات تصل إلى (300) دينار عن كل مخالف (راكب)؛ ما اضطر بعض البحرينيين إلى الاستدانة والعمل كحمالية في السوق! بل ويصل الأمر إلى أن يطلب البحرينيون مساواتهم بالآسيويين حين وقوفهم أمام «النيابة»! ألا يشي كل ذلك عن خلل فادح وتمييز صارخ؟ إما أن يكون جراء تدخل الوساطات والمحسوبيات من قبل أصحاب النفوذ، وإما هي مزاجية لدى البحرينيين، إذ مع الأسف كثير من البحرينيين «لا يدوسون» إلا على بني جلدتهم فقط!

على المسئولين تدارك أمر «الثروة السمكية»، واستواء كفة الميزان في البلاد، فلا يعقل أن تعيث العصابات و «المافيات» فسادا في البحر، دونما حسيب أو رقيب... ألا يكفي هوامير البحر التي استحوذت على الفشوت ونهبت السواحل، وصارت الأرض إما «منهوبة أم منهوبة»؛ لتخرج لنا «عنافيز الميافر» وتنتف من جسد المواطن البحريني، المحترف والهاوي، «نتفة» عزيزة عليه ألا وهي: صيد السمك والروبيان؟ ارحموهم يرحمكم الله.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً