العدد 1763 - الأربعاء 04 يوليو 2007م الموافق 18 جمادى الآخرة 1428هـ

جعفر الجمري: أنا مهووس وأعاني من وسواس في ترصدي وتتبعي للوقت

أتكون هي استراحة المحارب الشهيرة التي نسمع عنها كثيرا؟ قد تكون هي، إذ إن المحارب بعد استراحته يعود ثائرا ويصنع النصر، وهو ما تحقق للزميل الشاعر جعفر الجمري، بعد غياب طال أمده، عاد وحصد جائزة المركز الأول في حقل الشعر العربي الفصيح للكتاب المتميز للعام 2006-2007، عن مجموعته الشعرية «صفة لليل عابر».

ندرة حضوره ومشاركته في الفعاليات الثقافية هي ما جعلت هذه الصورة تتكون عنه، إذ كان يقضي معظم أوقاته في مزاولة عمله الصحافي، معتبرا أن الوقت الذي يقضيه في الأنشطة التي لا تضيف إلى رصيده شيئا مجرد هدر يفضل تجنبه، إلا أنه رحب باستقطاع دقائق من وقته للإجابة عن بعض الأسئلة.

*هل تأخرت في حصد جائزة من جوائز الإبداع أم أنكَ ترى أنها جاءت في الوقت المناسب؟ ولماذا؟

- المسألة لم تشكل هما كبيرا بالنسبة إليّ. أنا لا أكتب كي أحصد جوائز هنا وهناك؛ بدليل ندرة مشاركاتي حتى على مستوى الفعاليات الثقافية، والأنشطة المصاحبة لها. أعتقد أنه لولا تحريض الزميل علي القميش لما قُدِّر لي أن أطبع المجموعة أساسا، وبالتالي لم أكن في وارد الدخول في المسابقة.

*يقول الكثير من المتابعين للإنتاج الشعري البحريني: إن جعفر الجمري، غاب كثيرا، حتى إن ظهوره على الساحة منذ نهاية التسعينيات لم يكن «كما يشتهي هو...» هل هذا صحيح؟

- المسألة مرتبطة في جانب بقناعات، وفي جانب آخر بطبيعة ما يقدّم في الساحة الثقافية في البحرين باعتباره نشاطا وفعالياتٍ، فيما أرى أن الجزء الأكبر منه محاولة لملء فراغ. مثل هذا التوجه لا يتماشى مع اعتباري وتقديري الوقت والزمن. أنا مهووس وأعاني من وسواس في ترصدي وتتبعي الوقت، إذ لا أريد أن أهدر ساعة أو ساعتين في أنشطة لا تضيف إلى رصيدي شيئا.

*ساحة الشعر الشعبي شهدت الكثير، وكان من سمات عقد الألفية الجديدة، أن البحرين خصوصا والخليج عموما، شهدت حالا من الغرام الكبير بالشعر الشعبي والنبطي، وبدأت الأمسيات واللقاءات تنشط، وقدمتم الكثير، فهل يمكن القول: إن هذه الصورة تؤكد تألق الشعر الشعبي في عصر ذهبي جديد؟

- الشعر الشعبي في البحرين يعاني من إهمال المؤسسات والدوائر الرسمية. لدينا شعراء يمكنهم أن يسدوا عين الشمس، ولكنهم في المقابل لا يلقون الاهتمام اللائق بهم.

*«شاعر المليون»، هل في رأيكم، يمكن اعتبار الفكرة محاولة لتكريم الشعر والشعراء، أم لترويج فكر تجاري استثماري في ساحة الشعر الشعبي الخليجي تحديدا؟

- «شاعر المليون»، ومن بعده «أمير الشعراء»، بمثابة موجة ستزول مع الأيام. مثل هذه المشروعات المرتجلة لا يمكن لها أن تؤسس أو تعمّق الواقع القائم. المال وحده لا يؤسس حالا إبداعية، قد يساهم في تعميقها، ولكن ليس لوحده. ما يحدث أن مثل هذه المشروعات تتكئ على لحظات الوفرة في المال، فيما التأسيس مفقود تماما.

* كيف تنظرون إلى شعراء البحرين من ناحية، مكانتهم ومراتبهم الإبداعية بين شعراء الخليج والعرب، وإنتاجهم ومستواه، وتقديرهم من جانب الدولة، والشاعرات وطموحاتهن؟

- في البحرين عدد من الأصوات الشعرية التي استطاعت أن توجد لها مكانة في الخريطة الشعرية الإقليمية والعربية، والبعض الآخر استطاع أن يتجاوز الحيز العربي، إلى العالمية، من خلال ترجمة عدد من النصوص أو المجموعات. وفيما يتعلق بالإنتاج، يظل محصورا في عدد من الأصوات والأسماء لاعتبارات ليس هذا مجال ذكرها، ومع مشروع النشر المشترك أعتقد أن مكنة النشر بدأت تعمل بشكل لافت. وفيما يتصل بالتقدير، فهو مفقود ليس على مستوى الشعراء فقط، بل يكاد يطول الإنسان البحريني عموما، بغض النظر عن اهتماماته. أما بالنسبة إلى الأصوات الشعرية النسائية، فبالكاد نقف على صوتين أو ثلاثة، وتلك الأصوات لها حضورها المتميز والأخاذ في المشهد الشعري المحلي، الخليجي، حتى العربي.

*هل يمكن أن تعطينا فكرة عن مشاركتكَ في مسابقة جائزة الإبداع الشعري؟ وهل يمكن أن نتعرف إلى شروطها وآليات التحكيم فيها؟

- كما سبق أن أشرت إلى أن المحرض الأول على مشاركتي في المسابقة كان الزميل علي القميش، وقبل ذلك المبادرة إلى تقديم الديوان إلى مشروع النشر المشترك. كما تعلم أنا لديّ أكثر من 8 مخطوطات جاهزة للنشر تتوزع بين الشعر والنصوص المفتوحة والكتابة النقدية... إلخ، ولكني لم أبادر حقيقة إلى نشرها لاعتبارات كثيرة، ومن أهمها الانشغال والكسل! أما الآلية التي تعمل من خلالها لجنة التحكيم فليست لديّ أية فكرة في هذا الجانب.

*ماذا عن خططكم المستقبلية؟

- أنا صدد الإعداد حاليا لنشر نصوص تحت عنوان «مبثوث في مراثي الغبار» وواقعا هي نص واحد ولكن تم تقسيمه إلى أكثر من عنوان، وهناك حضور بصري في النص يمكن تلمّسه، سينشر بخط اليد.

العدد 1763 - الأربعاء 04 يوليو 2007م الموافق 18 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً