العدد 1763 - الأربعاء 04 يوليو 2007م الموافق 18 جمادى الآخرة 1428هـ

أدباء ومهتمون يقيمون تجربة الجمري

حيث تعرفت عليه أول مرة كانت في بريد الدراز القديم وكان رجلا خلوقا ومتواضعا وكان يعمل حين ذاك في الإمارات وسألت عنه أحد الإخوان من قرية بني جمرة فقال لي: إنه شاعر موهوب ومحب لشعره وللناس وكان يساعد الآخرين إذ أنني طلبت منه مساعدتي في يوم من الأيام ولم يتوان في مساعدتي وهذه المساعدة كانت نبض أمل لي استمددت منها الحياة وفرحت له عندما سمعت عنه أنه أخذ المرتبة الأولى في الشعر على البحرين واتمنى لشاعرنا الحبيب التوفيق في حياته إن شاء الله تعالى.

محمد زايد

جعفر الجمري هو الرجل الذي كنت أجهله فاكتشفته، فقد اطلعت عبر مجموعة مصادفات على تجربة الجمري الشعرية فقرأت فيها شعورا سطرته أنامله ولاحظت فيها سموا معجونا بمفردات ٍ قرآنية لم ألحظ مثلها كثيرا في ساحة الشعر العربي. زاد تعمقي في نصه فأطلقت بعد الإصرار والترصد على جزء من تجربته الشعرية فأحببت الغوص في أعماق إنسانية لأعرفه رجلا لا شاعرا.

فاخترت عمل لقاء صحافي معه كشف لي المزيد عن شخصية الجمري وملامحها، فهو الطفل المشاغب والشيخ الجليل في آن ٍ واحد. عرفت سر تعمقه في المفردة القرآنية وإناء المعرفة الأساسي الذي ينهل منه.

باختصار شديد... وجدت عبر نصوص جعفر الإنسانية والجمال، وعلى رغم انحسار اطلاعي على التجارب الحداثية في المنطقة، فإني أستطيع الجزم أن تجربة الجمري تصنف ضمن صفوف التجارب الحداثية الأولى. هو رجل استطاع بعطائه وإنسانيته وقلبه الطيب أن يفوز بأكثر من مجرد جائزة، أبارك له فوزه الذي لم أستغربه أبدا، وأتمنى له المزيد من النجاح والتقدم.

أمل المرزوق

لم يحظ الشاعر البحريني جعفر الجمري باهتمام من له علاقة بالنقد الادبي عموما والشعري خصوصا... والسبب كما أعرفه أن الجمري ليس شاعر مناسبات أو مجموعات شللية فهو وفق المنهاج النقدي فوق مستوى هذا النقد... لذلك يخشى من ينتقد الاقتراب من جمرة الجمري لأنها تلسع وتحرق في الصميم.

تعرفت على كتاباته الشعرية عندما كان مغتربا في الإمارات... ودخلت عالمه الشعري مع أول تجربتين قدمها... ثم تعمقت في كتاباته بعد أن أثبت وجوده وقريب منا فوق أرضه وبين نخيل بلاده.

هذا الشاعر يذكرني بامتداد قامة ادونيس الشعرية فهو أحد تلاميذ مدرسته الذين يبحثون في النص الشعري بمعول الارتقاء بالصورة ونبذ التعليب وتجاوز السائد المليء بالكسل والاشباع الخارجي للنص.

حين تقرأ الجمري تشعر باحتراق أصابعك فوق حروفه... يذهب بالمتأمل إلى بحار الفلسفة ويقدم له حلولا في الحياة وينتقل من عالم السراب إلى واحة الغموض المتألقة صفاء واخضرارا للكون الواسع.

يقول الجمري في نص جميل «أغنية في مهب البكاء» «سنحشر أرواحنا في الثقوب التؤدي إلى شاهد القبر».

مقطع كهذا يدخلك في عالم الشاعر الممتد نحو الحياة الازلية ويعيدك من جديد لإنتاج عالم آخر لا تلمسه إلا عندما تنصهر في بوتقته وكأنك تطلب المزيد من الموت.

سلمان الحايكي

في محادثة هاتفية بيني وبين الشاعر جعفر الجمري أخجلني بطلب رأيي في نص سيرسله لي. فأنا قد أجيد التقطيع العروضي وشيئا من علم القوافي وتمييز المرفوع من المنصوب والمجرور والمجزوم وذائقة لا بأس بها. لكن ذلك لا يؤهلني أن أنتقد نصا لصاحب تجربة كبيرة وباع طويل في الشعر والأدب والصحافة. وقد حاولت أن أقلل من قيمة رأيي أمام تجربته إلا أنه رفض ذلك وأصر على طلب رأيي وملاحظاتي على نصه دون تحفظ، وعبر عن رأيي بأنه يهمه. ومن يومها عرفت سر نجاح هذا الرجل وسر تميزه في نتاجه الأدبي. وقد تعلمت منه درسا بأن الشاعر مهما نضجت تجربته وارتقت نصوصه لا بد أن يكون تحت النقد لا فوقه وأن يسمع لرأي الكبير والصغير ويتقبل ذلك في اطار ما يعتقد انه يطور من مستواه. وفعلا أرسل لي الجمري نصه وكان تحت اسم «يَبَابه أنخابُ». وهنا اكتشفت جانبا آخر في تجربة الجمري. فقد كنت أظنه شاعرا حداثيا كفر بالتقليدية إلا أن نصه كان نصا عموديا على بحر الكامل... وأي كمال كان النص... وأي سكر سكرت مع جماله ولغته الجميلة.

حينما يُطلب مني أن أتحدث عن تجربة جعفر الجمري أقف حائرا فيما أختار في تجربته. أأختار تجربته في الشعر العمودي التقليدي الذي بهرني به. أم عن تجربته في الشعر الشعبي وتميز ملحق ريضان الذي يعده أم الشعر الحديث أم عن تجربته الصحافية وكتاباته المتميزة ونقده. أم عن صفته في ليل عابر... فجعفر الجمري كله تجارب. وتجاربه كلها راقية وناجحة... فعن أي تجربة أتحدث؟

عبدالله حسن

التكريم الذي ناله الجمري لم يكن وليد صدفة أو مفاجأة تحينتها الصحيفة للاحتفاء بأحد منتميها، إنما هو مؤشر عبور لمجال أرحب من حيث الاعتراف بقلم غني عن التعريف طالما اتحفنا أدبا وشعرا ودافع قوي لكتّاب وشعراء آخرين ينتمون إلى مؤسسة الوسط، حتى فوزه بالجائزة لم يكن مفاجأة لنا ؛لاننا نعرف الجمري وقدرته وإمكاناته في فرض اسمه على أي لجنة تحكيم، عوضا عن كونه حكما ومحكما لكثير من النصوص التي تطال يديه.

التكريم مساحة أخرى تضاف إلى المساحات المتاحة للجمري في مجال عمله وربما هو إضافة وحافز ينذر أن تتكرم به بعض من مثيلات الوسط. ولطالما كان حلما جميلا يداعب خيال كل أديب وشاعر بان يرى التقدير الأمثل والمناسب لجهد كبير استغرق منه الوقت الكثير.

وعلى رغم بساطة التكريم واشتماله على نفر قليل من نخب الأدب والشعر والفن في البحرين وزملاء الجمري في العمل إلا أنه كان يعني شيئا كبيرا وضع بصمته في قلب الجمري، وهذا ما عبّر عنه في كلمته القصيرة الرقيقة، والشيء الأهم هو ما لاحظته من محبة وشعور بالغبطة من زملاء الجمري واستباقهم له بالتهنئة على الجائرة والتكريم.

الجمري قلم مختلف اختلافا كليا عن أمثاله من الكتّاب، فهو الشامل لكل ما يرده من مجال، تراه مبدعا في الأدب والشعر والاقتصاد والسياسة حتى أسميته (الحماوي) لفراط إعجابي به، وقليل هم أولئك المبدعون في أكثر من مجال، أضف إلى ذلك ما يتمتع به الجمري من فكر وأسلوب خصب متفرد في الكتابة.

قليلة هي الكلمات في حق جعفر الجمري وما هذا إلا شعور قليل مما نكّنه لهذا المبدع - نزفا - في الشعر والأدب.

إبراهيم المقابي

الوقت: السابعة مساء. التاريخ 29 يونيو/ حزيران 2007. المكان: مبنى ومقر صحيفة «الوسط».

«السابعة مساء وقت لافت، وخصوصا في هذه الفترة مع تأخر أذان المغرب، ولكن هكذا أتت الدعوة السابعة مساء.

ولأننا عرب لابد أن نجعل الوقت هكذا يسير حسبما نريد! المناسبة: احتفال تكريم الاستاذ المبدع جعفر الجمري. كان الحفل صغيرا محدودا، فأصبح كبيرا بلا حدود، والحضور كانوا قلائلَ ولكن ما يحملونه من الثقافة الكثير، الذي يغني عن الكثرة العشوائية.

وكان على رأس الحضور رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري، ومدير التحرير للصحيفة وليد نويهض.

أن تكن مدعوا لحضور حفل تكريم هذا الاستاذ، «صفة بحد ذاتها مكرمة». نحن لا نعرف عن جعفر الجمري سوى أنه شعلة من إبداع متفرعة، وغيرنا ممن لا يتابع إبداعات جعفر الجمري، ربما يجهل الأكثر مما نجهله منه وعنه، وقد أثنى وأكد ما نقوله منصور الجمري، في كلمة المدخل التي كانت بمثابة تعريف مطول في كلمات مختصرة، فالمنصور ليس بحاجة إلى معرفة، بكلمات قليلة أدخلنا جو هذا الحفل بل هيأنا نفسيا بأسلوبه العذب، أن نكون حاضرين جسما وعقلا وانسجاما، ناهيك عن الفرصة التي اتيحت لنا للقائه مباشرة.

عبدالله حماد

في حديثي عن الأخ الصديق جعفر الجمري، تتشعب محاوري، فهل أتحدث عن جعفر في الإعلام والصحافة ، أم عن جعفر الكاتب أم عن جعفر في الشعر الفصيح أم جعفر في الشعر المحكي؟

وفي كل ما سبق أجد لجعفر الجمري بصمة إبداعية جميلة وملفتة، فهو مجد مثابر يعمل بصمت ، متخذا له جهة خامسة بعيدا عن الضوضاء وعن المنتديات والملتقيات، فأنت لا تجده مترددا على أي منها أو منتميا كعضو مؤسس أو فاعل في هذا المنتدى أو ذاك، ولا تلتقيه فيها إلا نادرا .

قليلا ما يدير ندوة أو يترأس جلسة في منتدى عام ، الظهور بالنسبة لجعفر ليس قضية يلهث وراءها الأمسيات الشعرية الخاصة به قليلة بل نادرة ، فلا تجد إعلانا لأمسية شعرية له على رغم نتاجه الشعري الوفير و الجميل، جعفر شاعر وفاعل و مفعـّل مثمر في الحراك الأدبي والإعلامي ، ولكن في غير ضجيج ، كأنه معتكف مع الحبر والورق، الكلمة ملاذه والقصيدة هواه ، وبيتها مأمنه ومكمنه .

الكثير منا لمس ثمار جهوده الخلاقة في «الوسط» بملف ريضان المذهل على الساحة المحلية، لم يتخذ تولي الصفحة الشعبية كعمل روتيني يقوم به ولم يكن مطالب بأن يقدم ما يقدمه للصفحة لتصبح صفحة الشعر الشعبي ملف ( ريضان ) في المقدمة .

ومن خلال تعاملي معه لمست لديه وعيا غير عادي للنشر للشعراء بلا تكلف أو تملق.

جعفر يحسن الانتقاء ويضفي من رؤيته على القصيدة ما يشجع الشعراء المجيدين في البحرين والخليج على النشر لديه .

حصة البوعينين

العدد 1763 - الأربعاء 04 يوليو 2007م الموافق 18 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً