العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ

ذكريات غير متناثرة من النجف الأشرف

ذكريات النجف كثيرة، وهذه ستكون الحلقة الأخيرة... لقد كتبت الذكريات بشكل متناثر من دون تسلسل زمني؛ لأن الفكرة لم تكن لتسجيل ذكريات بتواريخ، وإنما استذكار جوانب مما كانت عليه مدينة النجف الأشرف في فترة مهمة كانت شهدت مجيء حزب البعث إلى الحكم في العام 1968. ما قبل تلك السنة لا أتذكر الكثير، كل ما أتذكره أنّا كنا نعيش في منزل آخر في حي العمارة (قبل الانتقال إلى حي الحويش لاحقا)، وكان المنزل الأول في عقد (تقاطع) أبو الطابو... كنت صغيرا حينها، والذكريات ضعيفة... ولكني أتذكر شكل المنزل وكان لدينا جار اسمه «أبومفيد» وهو الشيخ حميد الإحسائي. وذات مرة كنت أمشي مع الوالد وفقدت الوالد وضللت الطريق.

وأثناء المشي في الطريق العام رأيت شخصا اعتقدت أنه جارنا آنذاك الشيخ حميد الاحسائي (أبومفيد)، فتوجهت اليه وأمسكت بيديه للمشي باتجاه منزلنا... وفعلا، وصلت إلى المنزل وكان الوالد - رحمه الله - خائفا على مصيري، وسألني أين كنت وكيف جئت، فقلت له إني رأيت أبومفيد ومشيت معه إلى المنزل. ولكن الوالد استفسر من أبومفيد، واتضح من الحديث معه أنه لم يكن الشخص الذي مشى معي حتى اقتربت من المنزل، وكان شخصا آخرَ من أهل الخير.

عندما كنا في «عقد أبو الطابو» سكن معنا عمي محمد - أخو الوالد ويكبره بسنتين ربما - وكان نجارا ماهرا ويعمل في «بابكو»، ولكن الشركة أقالته لأنه أصيب بمرض الصرع، وهذا أثر كثيرا على نفسيته، فدعاه الوالد إلى السكن معه في النجف، وكان يقضي كثيرا من وقته في نجارة أبواب المنزل واحتياجاته، شريطة عدم وجودي بجنبه، إذ كان يصرخ عليّ كلما اقتربت من أدواته التي كان يعزها كثيرا.

عندما انتقلنا لاحقا إلى عقد (تقاطع) السيد أبو الحسن في حي الحويش، كان الوالد أيضا يجلب أحد أفراد الأسرة ليعيش معنا في هذه السنة أو تلك. وكانت جدتي (أم والدي) واسمها «طيبة» قد سكنت معنا مدة عام، وكانت طيبة على اسمها، والوالد كان يحبها كثيرا ويلبي احتياجاتها. أيضا سكنت معنا بنت عمي علي (مريم) مدة عام، ولكنها كانت تشتاق إلى البحرين كثيرا، وكانت بين الفترة والأخرى تقفل الباب لتبكي حسرة على فراقها البحرين. وسكنت معنا خالتي (نجاح)، ودرست مدة عام واحد في مدرسة ابتدائية للبنات، مع أختي عفاف، وكانت المدرسة خاصة وكانت تديرها الشهيدة بنت الهدى، أخت الشهيد الإمام محمدباقر الصدر.

في عقد (تقاطع) أبو الحسن (في الحويش) أتذكر أكثر لأني أصبحت أكبر عمرا هناك... أتذكر أنه كان يأتي عصر كل يوم بائع الآيسكريم أبوسهيلة، ويوقف عربته وينادي بصوت جميل، ونذهب لنشتري منه الآيسكريم. وسألته كيف يصنع ذلك الآيسكريم اللذيذ الذي يسميه العراقيون «دوندرمه»، فأخبرني كيف أصنعه بأسلوب مصغر. قال لي: «خذ «قوطي» كبيرا، وضع داخله «قوطي» أصغرَ منه. املأ الفراغ بين القوطيين بالثلج، وضع ملحا فوق الثلج كيلا يذوب بسرعة. وضع داخل القوطي الداخلي حليبا وشكرا وماء ورد مقطرا، ثم اقلب القوطي الداخلي بسرعة حين تواصل (خوط) الحليب إلى أن يتحول إلى «دوندرمه»... هكذا كما أتذكر، ولقد جربتها آنذاك وتشكّل لي شيئا يشبه «الدوندرمه»، ولكنه أبدا لم يكن مثل الذي كان يصنعه ويبيعه أبوسهيلة، ولم أواصل هواية صناعة «الدوندرمه» لأنها بدت لي متعبة، وبعد كل الجهد ينتج شيء بالكاد يكون قابلا للتذوق!

كانت إحدى العوائل التي تسكن بالقرب منا يسمونها عائلة أبو الشربت؛ لأنهم كانوا يصنعون الشربت (شيء يشبه شراب الكراش البرتقالي ولكن من دون غاز)... وكانوا يبيعونه في سوق الحويش. كانوا يملأون القناني بالشربت، ويغلقونها بالفلين (خشب مضغوط ومرن قليلا)، ومن ثم يضعون القناني في حاوية مملوءة بالماء والثلج. يسحبون تلك الحاوية الى سوق الحويش ويبيعون الشربت البارد على المارة بالقرب من الجامع الهندي. وكنت بعض الاحيان امشي معهم الى مكان البيع، وكانوا يمارسون المهنة كعائلة (الأخ الأكبر يأمر والأخ الأصغر ينفذ)... ومرة وصل الأخ الأصغر بالحاوية وعندما بدأ يبيع القناني اكتشف أن مغالق الفلين لم تكن محكمة ونقص مستوى الشربت منها... وبدا خائفا من أخيه الأكبر، فما كان منه إلا أن قام بملئها بالماء المثلج الموجود بالحاوية (وهو غير نظيف لأنه يضع يده فيه ويسحب كل مرة قنينة عندما يبيعها على أحد المارة). رأيته يصنع ذلك، وقلت له: «كيف تفعل ذلك، فهذا غير صالح للشرب؟»... إلا أنه رد: «يابه شيوديني الحوش مره ثانيه هسه؟»... ومنها لم أشترِ منهم أي شربت... وبدلا من ذلك كنت أشتري شربت «البلنكو»، وهو ماء وسكر وتوضع فيه حبيبات سوداء (تعتبر علاجا طبيعيا)، وهذه الحبيبات يسميها البحرينيون «خاجة إبراهيم»... وكان سعر الكأس الكبيرة فلسا واحدا (نعم فَلس واحد فقط).

كان أحد جيراننا من بعيد يسمى أبوزهراء... ولكن الاطفال يركضون خلفه ويطلقون عليه لقب «الكحف»، بالكاف الفارسية... وهو كان (ربما) معوقا قليلا من الناحية الذهنية، وكان يرد على الأطفال: «والحسين أمك زانية...».

وعلى ذكر الحسين (ع)، فإن النجف تتحول إلى شيء آخر أيام عاشوراء، وكنت اشترك في عزاء للصغار وكانت لدينا «تكية»، وهي مأتم صغير، وكنا نشارك في المواكب، وهناك عدة أنواع من المشاركات. وكنت اسمع حينها رداديات غريبة، وكنت معجبا ببعضها. من تلك الرداديات في العزاء (مع الاعتذار إلى الإخوة العراقيين، ولكني اذكرها للتاريخ)... من تلك الرداديات كان الصغار يقولون: «ليش كتلته (قتلته) يا نغل يا كوفي»، وترد عليهم مجموعة اخرى من الصغار: «احنا كتلناه (قتلناه) وباللطم نوفي»!

وكنت احيانا ازور بيت أبوكاظم، وهي عائلة فقيرة (وصديقة لعائلتنا) تسكن في أطراف النجف (في منطقة منخفضة قريبة من شط، تسمى الشوافع)، وكانت ام كاظم أمية وتطلب مني ان اقرأ لها من اللطميات التي كان يحتويها كتاب لمؤلفه، كما اعتقد، كاظم المنظور... وكانت هي تستمع لما أقرأه وتبكي مصاب الحسين (ع).

وفي إحدى السنوات، قررت الشرطة منع موكب «المشاعل» دخول حضرة الإمام علي (ع)، وهو موكب يحمل مشاعلَ نارية، وكان العراقيون «يدبكون» مع المشاعل النارية في ليلة التاسع داخل الحرم... وحدثت تظاهرة خطيرة - لما يوجد من أدوات قاتلة لدى المعزين - الذين تحدوا الشرطة وبدأوا يهتفون: «دزوا خبر الكربلة (إلى كربلاء)، بالنجف صارت حادثة»... لم أشهد تلك الليلة العصيبة، ولكن سمعت أن المعزين أجبروا الشرطة على إعادة فتح أبواب الحضرة، وحينها هتفوا: «حيدر فتح بيبانه على عناد عدوانه».

حضرة الإمام علي (ع) هي المكان الذي أذهب إليه مع الوالد (وبعض الأحيان مع الوالدة) كل مساء لأداء صلاتي المغرب والعشاء. وقبل أن تدخل حضرة الإمام علي (ع) تعطي نعلك (أو حذاءك) لأحد الكيشوانية، والكيشواني هو الذي يحفظ النعل والأحذية أثناء دخول الزائر الحضرة. وعندما ندخل الحضرة، فالوالد عادة يصلي في المكان المكشوف، والوالدة في الداخل في المكان المخصص للنساء. وكنت أشارك الوالد في صلاته وفي أدعيته، ولكنه يطوّل كثيرا، فيتوفر لي وقت كثير للدوران داخل الحضرة. وهناك ترى كل مجموعة من الزوار يقودهم شخص يلبس طربوشا (كشيدة) وهو متخصص في قراءة الزيارات مقابل أجر. وكنت اذهب مع هذه المجموعة أو تلك، وكانوا يقرأون دعاء للسلام على النبي (ص) وجانب منه يقول: «السلام على البشير النذير، السراج المنير، الطهر الطاهر، البدر الزاهر، المنصور المؤيد...»، وكنت افرح كلما سمعت اسم (المنصور) يردده اصحاب الصوت الجميل، ومرة قاطعت أحدهم في قراءة الزيارة وقلت له: «أنا بعد اسمي منصور»، فغضب لأني قاطعته (وهو يتقاضى اجره من مجموعة من الزوار مقابل ما يقوم به)، وقال: «يابه وخر» (ابتعد من هنا).

قبل أن ينتهي الوالد من صلواته وأدعيته أكون قد وصلت إلى نهاية يومي، وكنت أرمي بنفسي بالقرب منه وأنام، وأحيانا أتظاهر بالنوم، فيضطر والدي إلى حملي على كتفه من الحضرة إلى المنزل... وفي حال كنت اتظاهر بالنوم، فإني استيقظ قبل أن يصل إلى المنزل، والوالد كان يقول لي: «أنا أدري انت ما كنت نايم».

حضرة الإمام علي (ع) كانت هي قطب الرحى، فالمرور بها أو حولها شأن يومي، وكنت عندما أعود من المدرسة اختصر بعض الأحيان المسافة وأدخل من بوابة سوق الكبير وأخرج من بوابة سوق الحويش... وعند بوابة سوق الكبير كان أحد الاشخاص (سمين الشكل) من الذين احتلوا منزلا من منازل العراقيين الذين تم تهجيرهم لأنهم من أصل إيراني (العجم)... كان هذا الشخص يفترش قماشا ويضع عليه أشياء ويبيعها. وكنت أمقته لأنه يسكن في منزل ليس منزله أساسا، وأمر بالقرب منه وأردد: «تبة سمينة، تمن وقيمة» (ومعناها أن بطنه سمين بسبب أكله الرز وطبخة اللحم «القيمة») وأهرب، وكان يصرخ: «ابن المومن البحراني، أكمشك والله أكمشك...».

وعلى ذكر القيمة، فإنها من الأطباق المفضلة لدى العراقيين، وهي لذيذة ولا تشبه القيمة في البحرين التي أخذناها من الطبق الهندي... فالقيمة العراقية تستخدم اللحم المدقوق بالهاون، ولها طعم خاص جدا... وكان بعض الأطفال يرددون نشيدا متكررا: «دلونا دلونا عالقيمة دلونا، صار إلنا سبع سنين وإحنا جواعى وميتين، دلونا دلونا عالقيمة دلونا» ولست أدري ما قصة هذا النشيد.

كنا (صغار السن في الحي) في منتصف شعبان نمر على المنازل (مثل قرقاعون البحرين) وأحد الصغار يحمل «دنبركة» وهي الطبل العراقي اليدوي (مصنوع من الفخار وإحدى فتحاته مغلقة بغشاء من الجلد)... وكان يضرب على الطبل اليدوي على حين يقف الصغار حوله بالقرب من أبواب المنازل ويرددون: «الله يخلي هذا البيت»، وترد مجموعة أخرى: «آمين»، إلى أن يخرج صاحب المنزل ويوزع شيئا على الصغار.

أتذكر أن اسم الشيخ أحمد الوائلي كان كما يعرفه الجميع، مرتفعا في السماء، وتتوافد الناس من كل مكان للاستماع إليه إذا حل في مكان ما. وانتشر في يوم من الأيام أنه سيقرأ في أحد الأماكن في النجف، وقرر أخي محمدجميل استخدام المسجلة الجديدة التي جئنا بها من البحرين لتسجيل ذلك المجلس الحسيني للشيخ الوائلي... وكانت المسجلة تبدو متطورة جدا بالنسبة إلى ما هو متوافر في العراق آنذاك. غير أن هناك مشكلة، وهي أن الوائلي يكره المسجلات ويمنع التسجيل آنذاك. وقلنا فلنذهب ونخفي المسجلة وندخل ونسجل، وتوجهنا إلى مكان القراءة، وعندما وصلنا وجدنا الشيخ الوائلي جالسا على كرسي عند الباب يراقب الداخلين، ولم يكن بالإمكان إدخال المسجلة.

وعليه ذهبنا إلى شباك جانبي، ووقفنا إلى جنبه ومددنا اللاقط للتسجيل عندما بدأ الوائلي القراءة. ولكن المارة بدأوا يتوقفون وينظرون إلى ما لدينا وكيف نسجل، وبعضهم كان يتبرع بصوته وأهازيجه كي تدخل ضمن التسجيل، وبعد فترة وجيزة اكتشفنا استحالة تسجيل الوائلي بهذا الأسلوب وعدنا إلى المنزل من دون إكمال الاستماع اليه أو تسجيله.

مرة كنت في مجلس الوالد - رحمه الله - وكان يتحدث مع بعض علماء الدين البحارنة، وكانوا يتحدثون عن «الأخبار» و «الأصول»... وبعد أن انتهوا سألته: «ماذا يعني الأخبار والأصول؟ ومن هم الأخباريون؟ ومن هم الأصوليون؟»، فابتسم الوالد وقال: «شيعة البحرين أكثرهم أخباريون، وشيعة العراق أكثرهم أصوليون... بس هذا الكلام لاتردده في المدرسة، هذا فقط لطلبة العلم».

الزيارة التي قام بها المغفور له سمو أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة للنجف مازالت محفورة في ذهني. فقد زار النجف الأشرف قبل إجراء الاستفتاء على استقلال البحرين (الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة وأجري في مارس/ آذار 1970) ربما أن الزيارة كانت في العام 1968 أو بعد ذلك بقليل. فقبل إجراء الاستفتاء للتعرف إلى رغبة البحرينيين في إذا ما كانوا يودون دولة عربية مستقلة أو الالتحاق بإيران، زار الأمير الراحل النجف الأشرف والتقى الإمام محسن الحكيم الذي كان له أثر كبير على المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم. ولدى وصوله إلى النجف الأشرف قام أيضا بزيارة حضرة الإمام علي (ع) وكنت مع زوج خالتي (ميرزا سعيد العرب) مع الذين وقفوا عند بوابة حضرة الإمام علي (ع) (المواجهة للسوق الكبير) ننتظر وصول الأمير. ولكن لصغري لم أستطع رؤيته فقام زوج خالتي برفعي على كتفه إلى الأعلى لرؤية الأمير وهو ينزع سلاحه الأبيض (الخنجر) قبل دخوله الحضرة وذلك احتراما للإمام علي (ع).

بعد سنوات من تلك الزيارة عرفت تفاصيلَ أكثرَ عمّا دار بين الإمام الحكيم والأمير الراحل عندما التقيت ابنه السيدمهدي الحكيم في ثمانينات القرن الماضي في لندن قبل أن يتم اغتياله في الخرطوم في نهاية الثمانينات. فقد كان السيدمهدي يعيش في لندن آنذاك وفي أحد اللقاءات التي جمعتني معه قال لي إنه كان المرافق الرسمي للأمير الراحل أثناء زيارته وذكر تفاصيلَ عن اللقاءات والحوارات التي دارت آنذاك.

ومن تلك الحوارات ما نقله عن تأكيد الأمير مساواته البحرينيين بغض النظر عن مذهبهم، وأن حماية الشيعة وحقوقهم أمانة يتحمّلها، ودليل ذلك - بحسب ماذكره السيدمهدي - أن الحسينية التي كانت قد شيدت في مدينة عيسى (كانت المدينة جديدة للتو) كانت على نفقة الأمير. كما أن السيدعلي كمال الدين الذي غادر البحرين في نهاية الخمسينات بعد اشتراكه في قيادة انتفاضة 1954 - 1956 استطاع العودة إلى البحرين بعد زيارة الأمير النجف. وقد رد الأمير الراحل الشكر للحكيم لاحقا عندما أصبح السيدمهدي مطلوبا للسلطات العراقية؛ ما اضطره إلى الهروب خارج بلاده وزار البحرين واستُقبل بحفاوة، وبقي فترة وجيزة وبعدها غادر إلى الإمارات، وبقي فترة أطولَ هناك، ومن ثم انتقل إلى باكستان، وفي مطلع الثمانينات انتقل إلى لندن، وتم اغتياله في نهاية الثمانينات أثناء زيارته الخرطوم لحضور مؤتمر.

أخبار مفرحة كانت في انتظارنا في العام 1973. آنذاك كان جدي (من طرف والدتي) الملا عطية بن علي الجمري في النجف وألح على الوالد للرجوع للترشيح للمجلس الوطني. أما أنا فكان هذا أفضل خبر تسلمته على الإطلاق، فالبحرين بالنسبة إليّ «الحرية» و «الفرح الدائم».

بدأنا ضبط أغراضنا ما استطعنا وحزمنا الحقائب واتجهنا للسفر بالطائرة بدلا من السفر بالبر والبحر الذي كان يعتبر مجازفة في كل مرة. ففي كل رحلة برية وبحرية نمر بتجارب بعضها مضحك وبضعها مخيف ومرعب. منزلنا في النجف بقي ملكا للوالد ولكن لانعرف عنه شيئا الآن بعد كل ماحدث في العراق، ولانعرف ان كان قد شمله «القص» وهي الخطة التي نفذها حزب البعث لتدمير حي العمارة، وأجزاء كبيرة من الأحياء الأخرى.

تركنا النجف في 1973، بعد أحد عشر عاما هي فترة دراسة الوالد، وأحمد الله كثيرا وأفرح كلما أتذكر خبر العودة إلى البحرين... إلى بني جمرة.

العدد 1777 - الأربعاء 18 يوليو 2007م الموافق 03 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً