العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ

السياسة النبوية... دولة اللاعنف

قراءة في كتاب

بين يديك - أخي القارئ - أحد مؤلفات المؤرخ الشيخ حسن بن موسى الصفار، وهو كتاب «السياسة النبوية... دولة اللاعنف» وهو من مطبوعات «دار المحجة البيضاء ودار الواحة في بيروت»، ويقع في 162 صفحة من القطع المتوسط. وقد وزع الكتاب على عدة عناوين أهمها:

مدخل: الأمة وتحدي الإصلاح الداخلي:

حين يكون الإنسان بالغا راشدا، فإنه يتولى إدارة شئونه بنفسه، وينظر إليه الآخرون باعتباره كامل الأهلية، تام الصلاحية والاختيار، هو المعني بمصالحه وأوضاعه وإدخاله لأحد في خصوصياته، ومن حقه أن يرفض أي تدخل في شئونه، والقانون والشرع والعرف كلها تؤكد له هذا الحق.

وتحت عنوان: «دولة اللاعنف» تحدث المؤلف قائلا: «قد يحلو لأي قائد أن يحظى بالولاء المطلق ممن حوله، وأن تكون استجابتهم كاملة لآرائه وأوامره، فلا ينشغل باله برأي مخالف، ولا يعرقل شيئا من خططه وبرامجه موقف معارض»، لكن ذلك مما يستحيل حصوله عادة في المجتمعات البشرية ممن يتصدى للقيادة والزعامة دينية أو سياسية، لا يعدم مناوئا أو مخالفا أو مناقشا، والامتحان الحقيقي لأية قيادة هو في التعامل مع مثل هذه الحالات».

أما تحت عنوان «المنافقون والدور الخطير»، تحدث الشيخ الصفار قائلا: «استقطب الإسلام أبناء قبيلتي الأوس والخزرج في المدينة والتفوا حول رسول الله (ص) حينما هاجر إليهم وخضعوا لقيادته، ثم التحق بهم المسلمون من أبناء مكة وغيرهم، فتأسس في المدينة مجتمع جديد بقيادة جديدة خارج نسق الانتماءات القبلية».

وتحت عنوان «سياسة الاستيعاب»، تحدث المؤلف قائلا: «يصعب استقصاء كل الأدوار والممارسات التي قام بها المنافقون في مناواة حركة الإسلام، ومواجهته بقيادة رسول الله (ص)، وكان يكفي أي واحد من تلك الأدوار والمواقف لتوجيه الضربات القاضية لرموزهم وأتباعهم من قبل رسول الله (ص)، وقد أشار كبار الصحابة على النبي (ص) باستخدام القوة لردع المنافقين في مواقف كثيرة».

أما تحت عنوان «احتواء المواقف السيئة»، فتحدث مؤلف الكتاب قائلا: «واجه رسول الله (ص) لونا آخر من الإساءات لشخصيته وموقعه القيادي، ومن المخالفات لقراراته وأوامره الدينية والسياسية، وكانت تصدر من أفراد غير منتمين لتيار مناوئ لمنافقين، وإنما هي نابعة من الجهل والانفعال والأغراض الشخصية، وبعض تلك الإساءات كانت شديدة تنال من مقام رسول الله (ص) وتشكك في نزاهته، كما أن بعض المخالفات كانت ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى، لكن رسول الله (ص) استقبل كل تلك الإساءات والمخالفات بسعة صدر من قبله واستوعب أصحابها بحلم وأناة لا مثيل لها عند قائد في التاريخ».

وتحت عنوان «من أجل السلم والاستقرار»، تساءل المؤلف قائلا: «هذه السيرة النبوية المعطاة كيف يجب أن يقرأها المسلمون؟»، ثم قال: «إنها ليست مجرد فضائل باهرة تزيدنا فخرا وإعجابا برسول الله (ص)، ولا مجرد مواقف من صفات أخلاقية تتميز بها شخصيته الكريمة، بل يجب أن تُقرأ كنهج لحياتنا الاجتماعية وبرنامج لنظامنا السياسي».

وأخيرا، يختم الشيخ حسن الصفار كتابه بعنوان: «رسالات الأنبياء إيمان وتطبيق»، قائلا: «يحتاج الإنسان إلى هدي إلهي يوجهه في مختلف تاريخ حياته، وقد تلقى الإنسان ذلك الهدي على يد أشخاص اختارهم الله لكي يبلغوا رسالته للناس، وهم الأنبياء».

العدد 1793 - الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً