نرى في المجتمع البحريني ان تربية الوالدين للطفل تقوم على اساس الخوف على الطفل من جميع الامور، سواء البسيطة أو الكبيرة، ونرى الوالدين يعملان كل ما يلبي حاجة الطفل إذ إنه يحصل على كل شيء بسهولة من دون جهد او تعب، والسبب في منطق الوالدين والخوف على الطفل من هذا الزمان او من الشارع وصعوبة الحياة ...الخ، فهم يريدون ان يوفروا له جو النجاح من دون الحاجة الى أي شخص كان حتى اقرب الناس إليه، سواء ابن العم او ابن الخال او حتى الصديق او الجار.

ينشأ الطفل ويكبر يوما بعد يوم، وهو متعود على ان يرى كل شيء جاهزا له من دون عناء او أية مشقة، حتى يصل الابن الى مرحلة ما بعد 15 عاما، وهو بداية المحك الرئيسي لحياة الشخص التي يتعرض خلالها لكل انواع الاختبارت من خلال التعامل مع الآخرين أو التصادم معهم، او حتى الاعتماد على النفس في عمل وانجاز الاعمال الخاصة بالشخص نفسه... فنرى هذا الشخص عاجزا كل العجز عن عمل أي شيء، نراه لا يستطيع ان يعمل شيئا، او ينجز شيئا، والسبب هو خوف الوالدين عليه وعدم جعله يعتاد على مشقة الحياة وصعوبتها.

من خلال منظور الحياة والتجارب الحية فإنه يجب على الوالدين عدم تدليل الولد بطريقة كبيرة. يجب أن يكون هناك توازن في التربية من خلال جعل الولد منذ الصغر يعتمد على نفسه، مقرونا ذلك بمراقبة الاهل له. يجب ان يعطي الولد الصغير الحرية في اختيار اللبس الذي يريد ان يلبسه، وقت النوم او وقت الدراسة، مع عدم الضغط عليه.

الجلوس مع الطفل يجعله يعتاد على المناقشة، واذا اعطيت له الفرصة ستصبح له شخصية ذات كيان كبير في المجتمع، والسبب ان الطفل حصل على ما يريده بقناعته الخاصة وليس عن طريق ما يفرضه عليه الوالدان.

سيد أحمد سيد حيدر