العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ

ساركوزي يسعى إلى نفوذ جديد مع«اتحاد البحر المتوسط»

تعكس حملة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإقامة»اتحاد لدول البحر المتوسط» اهتمام الأوروبيين المتزايد بجيرانهم الأكثر فقرا وقد تزيد من نفوذ فرنسا في منطقة ذات أهمية إستراتيجية متزايدة.

وقال ساركوزي انه يريد ان «يتشكل» اتحاد الدول المطلة على البحر المتوسط في النصف الأول من العام المقبل واقترح ان تركز المحادثات المبدئية على موضوعات من بينها الهجرة والإرهاب والنمو الاقتصادي.

وصرح الباحث الكبير في شئون أوروبا في معهد تشاتام هاوس للأبحاث روبن شيفيرد الذي يتخذ من لندن مقرا له بأن»فرنسا تبحث عن دور جديد في اوروبا وما وراء ذلك بعد ما أصابها من فقد قوة ومكانة منذ الموجة الأخيرة لتوسيع الاتحاد الأوروبي».

وتكمن في لب هذا المشروع أفكار طورها الرئيس الفرنسي الجديد عندما كان وزيرا للداخلية مثل الحد من الهجرة غير القانونية والعمل مع الدول الإفريقية لتحسين اقتصادياتها وتشجيع الشبان على البقاء في أوطانهم.

ولكن اتفاقا ابرم مع ليبيا الشهر الماضي بشأن التعاون النووي والعسكري ومفاوضات مع الجزائر بشأن ارتباط محتمل بين شركات الغاز الحكومية يشير إلى انه يتوقع أيضا فرصا طيبة للشركات الفرنسية في المنطقة.

وقالت صحيفة «لوموند» بشأن زيارة ساركوزي لليبيا الشهر الماضي والتي ابرم خلالها اتفاقات للتعاون النووي والدفاعي بعد ساعات فقط من الإفراج عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني أدينوا بتعمد إصابة أطفال ليبيين بفيروس اتش اي في المسبب للايدز»

في دبلوماسية العقود التقليدية للغاية يكون الزبون هو الملك.»

وأثارت زيارة ساركوزي وإعلان شركة أيدس لصناعة الطيران والفضاء الأوروبية بعد ذلك بوقت قصير أن ليبيا مستعدة لشراء صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة لاسلكي انتقادات من جانب الحزب الاشتراكي المعارض ولكنها أظهرت الجاذبية الجديدة لليبيا. وقد اجتذبت طرابلس أيضا شركات ايطالية وبريطانية وأميركية.

وحظيت فكرة ساركوزي بإنشاء اتحاد بدعم من دول مثل إسبانيا والجزائر ولكنها واجهت مقاومة من تركيا التي تصبو إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي .

وقال ساركوزي مرارا ان هذه الدولة الواسعة والفقيرة نسبيا والتي تقطنها غالبية مسلمة ليس لها مكان في الاتحاد الأوروبي وعرض عليها بدلا من ذلك دورا محوريا في اتحاد البحر المتوسط.

وقال شيفيرد ان»الأتراك يريدون بشكل واضح إلا يصبح هذا الأمر بديلا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

وقال ساركوزي انه يريد ان تكون العضوية في هذا الاتحاد واسعة بقدر الإمكان ومن ثم تشمل «إسرائيل» وجيرانها الساحليين ويجب ان يعالج الاتحاد المزمع مشكلات تتراوح بين البيئة وعملية السلام في الشرق الأوسط.

ومن بين الأمور التي سيحتاج ساركوزي والأوروبيون الآخرون معالجتها الهجرة لأن الرأي العام أصبح مدركا على نحو متزايد لمعاناة الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا على ظهر قوارب مزدحمة ومتهالكة وغالبا ما يموتون في البحر.

ويريد ساركوزي نظام هجرة انتقائيا بشكل اكبر تختار فيه فرنسا على نحو متزايد من يدخلون إليها وفقا للطلب الاقتصادي مع تشديد العقوبات على من يدخلون بشكل غير قانوني.

وقال ان اتحاد البحر المتوسط لابد وان يعقد اجتماعات منتظمة لزعماء ورؤساء حكومات الدول وفقا لخطوط مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى في العالم ويجب ان يكون له»مجلس» يقوم على أساس المجلس الأوروبي و»نظام امني جماعي». واقترح أيضا إنشاء»بنك البحر المتوسط للاستثمار» على غرار بنك الاستثمار الأوروبي للمساعدة في تنمية الاقتصاديات الأكثر فقرا على شواطئه الجنوبية والشرقية.

العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً