أسبوعان فارغان من «الثقافة»، فارغان من كل شيء. الذي يتذكر البحرين قبل شهرين من الآن، يتذكر ذلك الحراك «الثقافي» المزدحم الذي كان مزعجا في بعض أيامه، معرض هنا، وثلاثة معارض هناك. بعض الصحف، أعلنت حالة «الطوارئ»، وفرضت الرقابة على الصحافيين الثقافيين، فلا إجازات، ولا عطل طارئة.

اليوم يجلس الصحافيون في «نعيم»، فلا معارض فنية، أو محاضرات، أو ندوات، أو حتى أمسيات شعرية. البحرين فارغة، ولا ضرر أن نلملم مسرحية من هنا، أو أمسية شعرية من هناك.

الأجندة الثقافية التي «تقفر» فترة الصيف، تحتاج لإجابة من قطاع الثقافة الذي لا يحرك ساكنا. فلولا أني تصفحت الإصدار الجديد من مجلة البحرين الثقافية لكنت نسيته، يحتاج قطاع الثقافة على أقل تقدير أن يعد برامجا تدريبية في الصيف، فعوض أن ينام الجميع في سبات طويل، حبذا لو كانت للقطاع نشاطاته الصيفية الثقافية فيما يتعلق بتعاونات كبرى مع وزارة التربية كان من المفترض أن يعد لها سابقا.

أشرنا مرات عدة، ونعيد، إلى ضرورة تنسيق مجمل النشاطات الثقافية في البحرين على مدار العام، وذلك بهدف تنويع النشاطات وجعلها مقسمة على العام بأكمله. أما أن تمر بنا الأسابيع، من دون أن نشهد أي حدث ثقافي يستحق الذكر فإن ذلك ما يدعونا إلى السؤال، وما يعني بالضرورة أن ثمة خلل يعكر صفو أشهر مضت كانت البحرين فيها شعلة من «الثقافة».