العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ

ألف ليلة وليلة بنبض مجتمع معاصر تملأه الآلام

من واقع المجتمع، وفي قالب الحكاية الخيالية التاريخية للملك الجائر شهريار، الذي يستمتع بالزواج من جميلات البلد للاستماع لحكاياتهن ثم يقوم بقتلهن، تصور مسرحية «ليالي شهرزاد» مشهدا من مشاهد ألف ليلة وليلة ينبع من واقع مجتمعات معاصرة دون تحديد لزمان أو مكان.

في المسرحية، نرى شهريار المتسلط الذي يتزوج النساء ومن ثم يقوم بقتلهن في صورة ثانية، تعكس الحاضر الذي نعيش فيه؛ فشهريار في المسرحية هو بالتحديد ما تعاني منه المجتمعات من تسلط، حددها المخرج أحمد الصائغ في إطار سلطات المجتمعات العربية من دون أن يحصرها في مكان وزمان معين.

يعكس النص حال المواطن من خلال توظيفه لعدة شخصيات في الحوادث، عن قصة السندباد وعلي بابا وعلاء الدين، وكل شخص يصور حالة من احتياجات المواطنين التي يرجو تحقيقها في حياته، فعلاء الدين الذي يلقى المصباح السحري فجأة – كما في الاحداث الحقيقية للقصة – يجد نفسه في هذا العصر محتاجا إلى مسكن يأويه، ويطلب من خادم المصباح ذلك.

يصور بعد ذلك صورة من صور الواقع الحديث، إذ ان علاء الدين الذي لقي المسكن الذي يأويه يدخل في دائرة الصراع مع البلدية، الذين يحيطونه باتهاماتهم في كيفية بنائه لمنزل فوق أرض لا يملكها، ويدخل مع ذلك في دائرة القلق الذي يكتنفه بعد حصوله على المسكن.

كما تصور المسرحية في شخصيتي علي بابا والسندباد مشهدين آخرين للواقع، إذ علي بابا والأربعين حرامي هي إنعكاس للواقع ومعاناة المواطن مع الإداريين الذين يطالبونه بالرشاوى وبشكل مستمر، أما السندباد، فهو الطالب الجامعي الذي يهاجر للبحث عن رزقه ويصطدم بعواقب البيروقراطية، ليجد أن حلمه محبوس دوما ومحصور بين جدران خياله.

وفي خضم ذلك كله، نجد شهرزاد التي تمثل الفتاة الجميلة الجامعية التي تسعى لإصلاح المجتمع من خلال زواجها من السلطان شهريار، لكي تصبح الأذن الصحيحة للسلطة، وهي التي توجهه وتلفت نظره إلى حقيقة الواقع الذي يعيشه المواطنون.

المخرج أحمد الصائغ وظف الجوقة الموسيقية في المسرحية من خلال حفل زفاف شهريار، فحينما تقص الشهرزاد القصة، تبدأ الجوقة في العزف والتطبيل في إشارة خفية إلى محاولة للتغطية على أحداث الناس وعكس صورة للفرح على عكس الواقع الذي يعيشونه.

الصائغ لم يعتبر ما قدموه مسرحية، وإنما هو عرض يلخص نتائج ورشة مسرحية لمجموعة من الشباب في قرائة النص المسرحي، إذ قدم الورشة لمدة أسبوع، تساعد مجموعة من الشباب على فهم كيفية قرائة الدور الذي يتحمله، إذ يقول «كل ما أريده هو إعطاء فرصة للناس الذين لم يجربوا من قبل العمل المسرحي، وهي بذرة يمكن أن تثمر وجوه جديدة في مجال المسرح والإخراج». تقييمه لأداء الممثلين كان من 6 إلى 8 كما يقول، «منهم من ظهر لي في مستوى جيد جدا، ومنهم من ظهر لي في مستوى جيد، إلا أن ذلك أمر طيب ومقبول، إذ أن الورشة تعطي ثمارا، وكان الناس سعداء بهذا العمل وقدروا الجهد المبذول فيه».

العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً