العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ

شرم الشيخ وسيناء وجهة مهمة للسياح الأجانب

مصر أم الدنيا... جنة الأرض وسادنة التاريخ (2/2)

تعد السياحة من أهم مصادر الدخل القومي في مصر، كما أن الشعب المصري معتاد على وجود السياح منذ القدم. وتتميز مصر بوفرة في المزارات السياحية على اختلاف أنواعها؛ بسبب وفرة المعابد والآثار الفرعونية التي تمت العناية بها واستثمارها للجذب السياحي.

كما تتوافر البنية التحتية السياحية التي تشمل فنادق النجوم الخمس والقرى السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران، ويعد التكدس السياحي عموما في القاهرة ومحافظة البحر الأحمر، والغردقة وسيناء وخصوصا جنوب سيناء في شرم الشيخ ودهب ونويبع حيث الرياضات والغطس التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم وخصوصا من ألمانيا وإيطاليا من محبي رياضة الغطس، إذ إن مصر تتميز بالشعاب المرجانية النادرة في البحر الأحمر وأنواع الأسماك التي من أجلها تقام مهرجانات ومسابقات الصيد باليخوت التي يأتي إليها محبو الصيد من المصريين والأجانب.

وبعد أن زرنا بقلمنا أهم مدينة في «أم الدنيا» في العدد السابق، نواصل اليوم زيارة مناطقها الأخرى المميزة.

الغردقة

تقع على بعد 385 كيلومترا جنوب السويس. تأسست مدينة الغردقة في مطلع القرن العشرين، وأصبحت حاليا أهم منتجع سياحي على ساحل البحر الأحمر، ومركزا عالميا للرياضات المائية من سباحة وصيد وركوب القوارب والتزحلق، والغوص حيث أندر الشعاب المرجانية والكائنات البحرية.

جزيرة جفتون

مكان رائع لممارسة الغوص ومشاهدة أعماق البحر باستخدام القوارب ذات القاع الزجاجي أو غواصة. كما يوجد هناك متحف الأحياء المائية كذلك هناك الكثير من الآثار الرومانية عند جبل الدخان القريب، ويمكن هناك ممارسة السفاري والاستكشاف لجبال البحر الأحمر.

محافظة البحر الأحمر أهم المناطق السياحية الحالية في مصر، فهي تتمتع بآثار فرعونية بمنطقة أم الفواجير وأطلال مدينة رومانية في وادي الخربدة وقلاع رومانية ومعبد الآلهة إيزيس بمنطقة جبل الدخان وبقايا معبد إيزيس كما توجد آثار مسيحية هي دير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا يولا، ومن الآثار الإسلامية ضريح الشيخ الحسن الشاذلي.

أما السياحة الترفيهية فتنحصر في الشواطئ السياحية الدافئة الصالحة لزيارتها خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى شعابها المرجانية الممتدة على مساحات شاسعة وتنوع الأسماك بها، كما يوجد بها مراكز للسياحة العلاجية على الشاطئ ترتبط بمعهد لبحوث طب البحر الأحمر ومستشفى تخصصي.

يوجد بالبحر الأحمر أيضا الكثير من الجزر الطبيعية الموجودة بمدينة الغردقة منها الجفتون الكبير والصغير وجزيرة أبونحاس وأم قمر والفنادير وأبورمادا وأم جويش وأبومنقار وشدوان، هذا بالإضافة إلى المدن الساحلية الأخرى، وهي سفاجة ورأس غارب والقصير ومرسى علم.

شرم الشيخ

في كل يوم تشهد مدينة شرم الشيخ في محافظة جنوب سيناء جديدا، بحيث إن من زارها بالأمس يكتشف شيئا مختلفا إذا زارها اليوم، هذه هي الحقيقة التي تحولت معها هذه الصحراء الشاسعة والجبال الشاهقة عند ملتقى خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر إلى مدينة عصرية خلال 10 سنوات فقط، والتي أهلت شرم الشيخ للفوز بجائزة منظمة «اليونسكو» لاختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية.

بدأت عملية التنمية الحقيقية للمدينة وفق أهداف محددة تتلخص في الحفاظ على الموارد الطبيعية المتاحة بالمدينة وتعظيمها، وعدم المساس بالبيئة البرية والبحرية النباتية وإقامة مجتمع جديد تطبق فيه سياسات غير تقليدية، والإفادة من موقع شرم الشيخ المميز وتحويله إلى مركز سياحي عالمي قادر على المنافسة مع المراكز السياحية العالمية في أوروبا وآسيا وأميركا.

وترتبط المدينة حاليا ببقية أقاليم مصر السياحية برا وبحرا وجوا وأيضا بالأسواق السياحية الخارجية العربية والعالمية إلى جانب توفير الأمن والأمان والاستقرار داخل المجتمع المحلي وأيضا للمستثمرين وزوار المدينة. وتم اختيار شرم الشيخ أفضل مدينة سلام على مستوى العالم نظرا إلى الكثير من المؤتمرات والاجتماعات التي أقيمت فوق أرضها تطالب بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.

وعلاوة على ذلك جذبت شرم الشيخ أيضا محبي الرياضات البحرية من جميع أنحاء العالم من جميع الأعمار، فاستضافت المدينة مخيمات الشباب من معظم أنحاء العالم فضلا عن مزاياها الأخرى التي تنفرد بها من طبيعتها الساحرة بجبالها الشاهقة والشواطئ الذهبية والمياه اللازوردية وشعابها المرجانية التي ليس لها مثيل في العالم بأعماقها الساحرة التي تجذب الغواصين والباحثين في أعماق الطبيعة البكر وتصل شعابها إلى 250 شعبا مرجانيا وآلاف من الأسماك والمخلوقات البحرية.

وتشتهر كذا بمحمياتها الطبيعية في رأس محمد ومحمية نبق ومحمية أبوجالوم، وهي محميات طبيعية تحتوي على السمات الجيولوجية والأودية وجبال الغرانيت والكثبان الرملية والطيور النادرة والحيوانات والزواحف والوعول.

كما تضم غابة أشجار المانغروف التي تعد موطنا مثاليا لتربية الطيور، ويستمتع زوار شرم الشيخ بهذه المناظر الطبيعية الأخاذة.

ويقول وزير السياحة المصري السابق ممدوح البلتاجي إن «شرم الشيخ تستأثر بنحو 90 في المئة من دخل السياحة في مصر، ويعمل في شرم الشيخ نحو 156 مشروعا فندقيا تحتوي على نحو 20 ألف غرفة بها 40 ألف سرير ولايزال تحت التنفيذ نحو 100 مشروع فندقي يقوم القطاع الخاص بدوره كاملا في المشاركة الإيجابية في الاستثمار. ويكفي أن إجمالي استثمارات القطاع الخاص بالمدينة يصل إلى 25 مليار جنيه مصري».

الأقصر

تعد الأقصر - التي تبعد عن القاهرة 620 كيلومترا جنوبا - مخزن الحضارة المصرية القديمة وفيها أكثر من 800 منطقة ومزار أثري تضم أروع ما ورثته مصر من تراث إنساني، وظلت الأقصر (طيبة) عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية حين انتقلت العاصمة إلى منف في الشمال.

وتعددت الأسماء التي أطلقت على الأقصر في تاريخها، وأشهرها مدينة المئة باب ومدينة الشمس ومدينة النور ومدينة الصولجان، وأطلق عليها العرب هذا الاسم (الأقصر) جمع قصر، مع بداية الفتح الإسلامي لمصر. وهي تعد أهم مشتى سياحي في مصر وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية.

وتمتاز المدينة بطابعها الفريد الذي يميزها من جميع بقاع العالم، إذ تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر، وتضم أكثر قدر من الآثار القديمة، التي لا يخلو مكان فيها من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين.

وتضم الأقصر الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية ومقابر الأشراف وغيرها من الآثار الخالدة.

كانت الأقصر شهدت اهتماما كبيرا بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، إذ افتتح الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، كما يُجرى الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب أكبر وأهم مقابر وادي الملوك، إضافة إلى تركيب بوابات إلكترونية لجميع المواقع الأثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة.

ولأن الأقصر تجذب الشريحة الكبرى من السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر، وعلى رأسها السياح الإيطاليون والألمان والإنجليز، ممن يجذبهم كما يجذب أعدادا كبيرة من المثقفين والفنانين والمهتمين لمسات اعمالهم الفنية من لوحات وتماثيل جمالية وفنية، على طول مسار مرور السياح، وتجميل 18 ميدانا من خلال 18 عملا فنيا تجمع بين الفن المصري القديم وفنون مصر المعاصرة، وإعادة تأهيل منطقة كورنيش النيل وإضاءتها بما يتناسب وطبيعة الأقصر، بالتعاون مع وزارة السياحة والمجلس الأعلى للآثار.

سيناء

تشتهر شبه جزيرة سيناء بشواطئها الجميلة التي تمتد من القنطرة شرقا حتى رفح بطول 210 كيلومترات، وأهم تلك الشواطئ شمال العريش ورفح والخروبة بين العريش ورفح وبحيرة البردويل التي بها أغنى ثروة سمكية في المنطقة. وجنوب الشواطئ الممتدة على طول خليجي العقبة والسويس أهمها: رأس محمد وشرم الشيخ ونويبع ودهب وطابا.

وتشكل محافظتا شمال سيناء وجنوبها همزة الوصل بين قارتي آسيا وإفريقيا، وهي عبارة عن شبه جزيرة لإحاطة المياه بأرضها. محافظة شمال سيناء عاصمتها العريش، أما جنوب سيناء فعاصمتها الطور، وأهم ملامح الجذب في جنوب سيناء معبد سرابيط الخادم وقلعة الجندي وقلعة صلاح الدين، كما توجد بها بعض المناطق الصالحة للاستشفاء وهي العيون والينابيع المنتشرة في أرضها والرمال الساخنة الناعمة لعلاج الأمراض الروماتيزمية منها حمام فرعون وحمام موسى.

كما أعدت المحافظة مناطقَ لممارسة هواية تسلق الجبال لكثرة جبالها، كما تميزت بالمحميات الطبيعية منها محمية رأس محمد ومحمية سانت كاترين، أما شمال سيناء فلها معالمها الأثرية وهي قلعة العريش والمغارة ونخل والجورة والفرما وثارو، بالإضافة إلى شواطئها مثل العريش وتمتعها بسياحة الصحراء لتوافر ظروف تضاريسية تتمثل في الجبال والسهول الرملية.

وتشتهر سيناء بالسياحة الدينية وتتمثل في جبل موسى ودير سانت كاترين ودير البنات، كما يوجد بها مناطق للسياحة الترفيهية مثل محمية رأس محمد بشرم الشيخ ومنطقة جزيرة تيران ومنطقة البلوهول بدهب ومنطقة نويبع وطابا التي توجد فيها الكثير من المناطق التي تستهوي ممارسي رياضة الغوص.

جزيرة فرعون

جزيرة مرجانية تقع على بعد 8 كيلومترات جنوب طابا التي تتوسط قمة خليج العقبة وتشتهر بقلعة صلاح الدين التي تعد أهم الآثار الإسلامية في سيناء، كما يوجد بها أجمل مناظر سيناء حيث الجبل والرمال الذهبية والخلجان الرائعة يوجد كافتيريا في الجزيرة وأخرى عند المرسى البحري.

حديقة الحيوان

تعد من أجمل حدائق الحيوان على مستوى العالم. تم إنشاؤها العام 1890 على مساحة 80 فدانا وتضم مجموعة ضخمة من الحيوانات والطيور بالإضافة إلى الأنواع النادرة من النباتات والأشجار وتقع في منطقة متميزة من محافظة الجيزة بالقرب من مبنى جامعة القاهرة. القرية الفرعونية تقع في شارع البحر الأعظم بالجيزة ومساحتها تصل إلى 32 فدانا والمبهر فيها أنها تبدو كقطعة من تاريخ مصر القديمة، حيث يرتدي العاملون فيها الزي الفرعوني، كما يتم عرض جميع الأنشطة التي كان يمارسها قدماء المصريون، ويمكن للزوار القيام برحلة نيلية في قلب النيل تستمر ساعتين.

العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً