العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ

من الاشتراكيةُ الفاشية... نحو الحرية

فريديريك هايل في «الطريق إلى الرق»

«لقد وظّف هايك علم الاقتصاد للبحث في عقل الانسان مستخدما معرفته التي كان قد اكتسبها لأجل تعرية الطبيعة الشمولية للاشتراكية ولتفسير كيف أنها تقود لا محالة الى الاستعباد، ويكمن إسهامه الأعظم في اكتشاف الحقيقة البسيطة، والجسيمة في ذات الوقت، القائلة بأن الإنسان لا يعرف ولن يستطيع أن يعرف كل شي، وعندما يتصرف وكأنه يعرف كل شي، فإن كارثة ستقع».

رئيس مؤسسة التراث في واشنطن العاصمة، إدوين جيه. فيولنر.

«إنها قصة علينا أن نحكيها، وكلها تبدأ من هنا، من هذه النسخة المختصرة لكتاب (الطريق إلى الرق). إقرأوها وتساءلوا عن التغيرات التي قادت إليها: لقد تم تفادي جميع الشقاء والبؤس، وخُلِقَ الازدهار».

المدير العام لمعهد الشئون الاقتصادية في لندن، جون بلندل.

«في (الطريق إلى الرق) كتب فريدرك هايك أحد أهم الكتب في جيلنا. فقد أعاد قول وصوغ القضية ما بين الحرية والسلطة لزماننا. وهو دعوة آسرة لجميع المخططين والاشتراكيين من ذوي النوايا الحسنة، ولجميع هؤلاء الديمقراطيين المخلصين والليبراليين في أعماق قلوبهم، لكي يقفوا، وينظروا ويسمعوا».

هنري هازلت، «النيويورك تايمز».

الوسط - عادل مرزوق

ليست الاشتراكية، ودولة الجميع، والاقتصاد المبرمَج أو المنظَّم إلا طريقا من طرق السير نحو «الرق»، يقول هايك: «يقع الكثير من الاشتراكيين في الوهم القائل بحرمان الأفراد من السلطة التي يتمتعون بها في النظام الفرداني، وينقلون هذه السلطة إلى المجتمع، وبذلك يطفئون القوة ويخمدونها. إلا أن ما يتجاهلونه هو أننا عندما نركز السلطة بشكل يجعلها تستخدم في خدمة خطة واحدة فقط، فإن ذلك سيحوّلها ويجعلها تتصاعد بشكل لا محدود». فكلما ازدادت خطط الدولة، أصبح من العسير جدا على الفرد أن يخطط.

في كتابه «الطريق إلى الرق، يسعى أستاذ القانون والاقتصاد السياسي هايك إلى بيان أن الحاجة الأولى للإنسانية تتمثل هي أن نحرر أنفسنا من ذلك الشكل السيئ من الظلامية.

يقول رئيس لمؤسسة التراث منذ العام 1977 أدون ج. فيولنر «لقد وظف هايك الاقتصاد للبحث في عقل الإنسان مستخدما معرفته التي كان قد أكتسبها لأجل تعرية الطبيعة الشمولية للاشتراكية ولتفسير كيف أنها تقود لا محالة إلى الاستعباد ويكمن إسهامه الأعظم في اكتشاف الحقيقة البسيطة، والجسيمة في الوقت ذاته، القائلة بأن الإنسان لا يعرف ولن يستطيع أن يعرف كل شيء، وعندما يتصرف وكأنه يعرف كل شيء فإن كارثة ستقع».

الكتاب الذي أعيدت طباعته ست مرات في غصون ستة عشر شهرا، وترجم إلى العديد من اللغات الأجنبية، وتم تداوله علنا في العالم الحر، وسرا في ما وراء القضبان على حد سواء، هذا الكتاب لا تتمثل قيمته الحقيقية - بحسب فيولنر - في الضربة المفاجئة التي أعطتها للناشطين والمفكرين الاشتراكيين - على رغم من أهميتها -لكنها تظهر في ذلك «الانطباع الخالد الذي تركته في أذهان المفكرين السياسيين والاقتصاديين في الأعوام الخمسة والخمسين اللاحقة وباعتراف هايك نفسه فإن هذا الكتاب أصبح، على نحو متوقع نقطة بداية لأكثر من خمس وثلاثين عاما من العمل في حقل جديد».

يقول هايك «في النظام المخطط له جيدا، لا نستطيع أن نقيد الفعل الجمعي بالمهام التي نتفق عليها، ولكننا مجبرون على صنع اتفاقات في كل شيء لكي يتسنى لنا القيام بأي فعل كان». ويضيف «كلما ازدادت خطط الدولة، أصبح من العسير جدا على الفرد أن يخطط (...) لا تستطيع الحرية الاقتصادية، التي هي من مستلزمات أية حرية، أن تكون حرية من الهموم الاقتصادية التي يعدنا بها الاشتراكيون، والتي يمكن الحصول عليها فقط من خلال تحرير الفرد من مشقة قوة الاختيار، ومن الحاجة في الوقت نفسه: يجب أن تكون حرية النشاط الاقتصادي وحرية حق الاختيار، التي تستطيع أن تنجز مخاطرة ومسئولية ذلك الحق في الاختيار بشكل حتمي».

يذهب هايك إلى توصيف النظرية الاشتراكية بالنظرية التي تقتل حدود الإنسان وقدرته على الحياة والإنتاج. والأكثر من ذلك، يحاول هايك تقويض أساسيات الاقتصاد المنظم أو الممنهج، ويعطي لمساحات الحرية في الاقتصاد ذات الإيجابيات التي يتحصل عليها المجتمع الذي يتمتع بالحرية في التعبير. هنا، يبدو إسقاط الاجتماعي على السياسي سمة أولية في منهجية التأويل لدى هايك.

يقول هايك «الاشتراكيون، وليس الفاشيون من بدأ بجمع الأطفال في السنوات الغضة من العمر في منظمة سياسية لتوجيه طرق تفكيرهم. وكان الاشتراكيون، لا الفاشيون، هم أول من فكر بتنظيم الألعاب الرياضية، وكرة القدم والكشافة، في نوادٍ حزبية لا يتعرض فيها الأعضاء للعدوى بالآراء الأخرى (...) وكان الاشتراكيون هم أول من أصر على أن يميز عضو الحزب نفسه عن الآخرين من خلال صيغ التحيات وأشكال المخاطبة. وكانوا هم من خلق النمط أو الأنموذج للحزب الشمولي، من خلال تنظيمهم لخلايا ووسائل للإشراف المستمر على الحياة الخاصة. في الوقت الذي جاء فيه هتلر إلى السلطة، كانت الليبرالية ميتة في ألمانيا. وكانت الاشتراكية هي من قتلها.

العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً