العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ

رثاء للسينما المصرية في ندوة للتأريخ لها بمهرجان الاسماعيلية

اتهامات ببيع مصر لأرشيفها السينمائي لقنوات خاصة

قدمت ندوة التأريخ للسينما المصرية بمهرجان الاسماعيلية الدولي الحادي عشر للأفلام التسجيلية ما يشبه الرثاء لما آلت إليه هذه السينما في السنوات الاخيرة من توجهات «تجارية» بالتوازي مع تصاعد موجات التشدد الإسلامي.

والمهرجان خصص يومه الأخير لندوة عنوانها (إشكالية التأريخ للسينما المصرية وسؤال الهوية) حيث ثار جدل في الاشهر الأخيرة كما قال رئيس المهرجان الناقد السينمائي علي أبو شادي في بداية الندوة بشأن مئوية السينما المصرية مضيفا أن الندوة تهدف إلى بحث الأسس الموضوعية للتأريخ.

لكن الناقد المغربي مصطفى المسناوي تساءل عن الهدف من التأريخ للسينما المصرية وعما إذا كان يتعلق بالماضي أم بما تطرحه العولمة وشروط السوق بعد أن «شكلت السينما المصرية للمواطن العربي حلما مصريا. لم تكن مجرد نقل للواقع المصري وإنما تشكيلا لوجدان مشترك للوطن العربي كله».

وأضاف أن قضية الهوية لا تناقش بعيدا عن تساؤلات الحاضر «فلا يتعلق الامر بسينما مصرية وإنما بسينما تهم وطنا (عربيا) بأكمله. الآن يبدو الامر مأسويا إذ عايشت (كمواطن مغربي) مصر كجزء منها في الأغنية والأدب والأفلام» مشددا على أنه لم يعد يجد شيئا من تلك المعاني في الأغنية المصرية أو ما ينتج من أفلام يعتبرها تجارية. وتناول المسناوي قضية بيع نيجاتيف الأفلام المصرية لقنوات فضائية عربية واصفا ذلك بأنه بيع لجزء من الذاكرة العربية والمكون «الاساسي لثقافتنا، لحلمنا». واشترت قنوات فضائية عددا هائلا من النسخ السالبة لأفلام مصرية قديمة بعضها يعد من الكلاسيكيات وأصبح من حقها التصرف فيها بالعرض أو المنع أو حذف أجزاء منها وبيعها أيضا بحكم أنها المالك الحالي لأعمال يشدد نقاد وسينمائيون على أنها ملك للوطن وجزء أصيل من ذاكرته.

من جهة أخرى، قال الناقد السوري بندر عبد الحميد إن تيارات التشدد الإسلامي لا تلغي السينما فقط وإنما تهدد مفهوم الحرية. وأضاف أن كثيرا من الثوابت العربية تراجعت ومنها المناهج الدراسية والسينما تحت تأثير «تبشير إسلامي هو أسوأ من التبشير بالديانات الاخرى لأنه مرتبط بالقتل وليس قابلا للحوار» مدللا على ذلك بتقلص عدد دور السينما في بعض الدول العربية وعدم وجودها من الأساس في دول أخرى.

واحتفلت السينما المصرية العام 1996 بمئوية السينما إذ قدم في مقهى بمدينة الاسكندرية الساحلية أول عرض سينمائي تشهده مصر في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 1896 ولم يشهده مصريون.

وعقدت في القاهرة والاسكندرية هذا العام ندوات للاحتفال بمئوية السينما المصرية استنادا إلى تصوير أول فيلم بمصر العام 1907 بواسطة أجنبي يعيش في البلاد. لكن سعيد أشار إلى أن الباحث المصري محمود علي اكتشف أن صحيفة مصورة عنوانها (شوارع الاسكندرية) صورت في مصر العام 1905 بواسطة فرنسي يدعى لاجرين.

العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً