العدد 1835 - الجمعة 14 سبتمبر 2007م الموافق 02 رمضان 1428هـ

موازنة مصاريف رمضان تثقل كاهل الأسر

رمضان شهر عبادة وروحانيات... وطوابير من المتسوقين

مع دخول شهر رمضان الكريم تدخل أجواء مميزة أرجاء بيوت الأسر في جميع الدول العربية والإسلامية، لتكتسب مدنها إطلالة فرحة ذات طابع احتفالي، وتوحي بطقوس وأجواء من نوع خاص، فرمضان بأجوائه الاحتفالية التي تطال كلّ جوانب الحياة أقرب إلى عيد يمتد لثلاثين يوما. لكلّ فرد تجربة وقصص مميزة في شهر رمضان، الأطفال لهم ذكرياتهم وألعابهم الخاصة بهذا الشهر، الكبار من الرجال أو النساء يحنون دائما إلى العادات والأكلات الرمضانية الطابع، التي يكثر إعدادها في رمضان عادة، فحتى لو تم صنعها في غير شهر رمضان فلن تكتسب المذاق نفسه الذي تكتسبه في هذا الشهر من السنة.

رجال الدين والخطباء يبدأون في تذكير الناس بأهمية العبرة من الصوم، ويدعون إلى التقشف والزهد فيه، أو على الأقل عدم الإسراف في غذاء البدن وتناسي غذاء الروح، من عبادة وتقرب إلى الله. وتجرى العادة أنْ يهتم الناس بهذه الدعوات الروحانية، غير أنّ الاهتمام الزائد بالجانب المادي الاقتصادي لشهر رمضان، طغى الآنَ على جانب كبير من هذا الشهر الفضيل، فعادات وتقاليد ترفيهية بدأت تدخل على أيامه المعدودة، فللترفيه والزيارات والبرامج والمأكولات والشراء.. وغيرها من وسائل الترفيه عامّة حظوة كبيرة فيه.

يبدأ شهر رمضان باستعداد مأوناتي (من المؤنة)، فيتكدّس الناس في المجمعات والمحلات الكبيرة بغية شراء أكبر كمية من الأطعمة، بجانب شراء بعض الأدوات الخاصة بتجهيزها وتقديمها، وتنشط الدعايات الإعلامية في الترويج لعروض استهلاكية منوعة، فيجد المشترون بها فرصة لتكديس كم هائل من المشتريات، وبهذا تخلق موجات تسويقية تثقل كاهل الأسرة اقتصاديا وتربح منها المحلات التجارية.

وعلى رغم أنّ للناس آراء متباينة من مسألة الموجات التسوقية التي تجتاح الأسواق خصوصا (السوبر ماركت) ومحلات الحلويات والأغذية عموما، فإنّ هذا الطقس بات أساسيا في رمضان ولا مفرّ منه في كل بيت وعلى كل مائدة إفطار.

ترى (سوسن أحمد)، أنّ مائدة رمضان لابدّ أن تكون منوعة، تحتوي على أكثر من صنف من أصناف الطعام، من شوربات وسلطات ووجبات رئيسية وعصائر، (فشهر رمضان لا يتكرر إلا مرة كلّ عام لذلك فإنه من المهم الإعداد الجيد والملائم له). وتضيف سوسن (كلّ أفراد العائلة يكونون متلهفين لوجبة الإفطار، فيجتمعون من دون استثناء أو تأخير، رمضان يخلق جوا عائليا مميزا، بتحلق العائلة كلّها حول المائدة، هذا أمر يستحق الاهتمام من قبل ربات البيوت برأي، خصوصا عندما تفرض علينا ظروف العمل على مدار السنة أنْ نأكل بأوقات مختلفة بسبب ظروف العمل والدراسة، فلا نجتمع كثيرا على وجبة، ورمضان يدعم هذا التجمع اليوم بطريقة مميزة).

فيما ترى أم حسن، أنّ السفرة الرمضانية المنوعة أمر مطلوب لكن بحدود، (فمن يرى الناس وهي مصطفة بأعداد كبيرة أمام صناديق المحاسبة في المجمعات، يظن أنّ مجاعة ستحل قريبا على البلد، و ستخلو المحلات من الأطعمة)، وأنه بسبب هذه المجاعة المتوقعة، على الناس التموين بهذا الشكل الكبير، وترفض أم حسن فكرة تنوع المأكولات أكثر من حاجة العائلة، (فالجميع يكون صائمين طيلة اليوم، بعد لقمة أو اثنين يبدأ الجميع بالإحساس بالتخمة؛ لأن المعدة بحالة استرخاء و تقلص طيلة النهار، فلن تحتمل الكثير قبل أن تمتلئ).

وتضيف (الكثير من العائلات تخصص موازنة خاصة لشهررمضان، فالحاجيات تتضاعف والمصاريف معها).

ويرى جلال الموسوي، أنّ عادات شهررمضان دخل عليه الكثير في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان الجانب الروحي والتعبدي والزيارات الاجتماعية هي المحور الأساسي والوحيد تقريبا، بدأنا نرى عادات ترفيهية كثيرة أخرى تدخل عليه ، فيقول: (بعد الإفطار لابدّ من جولة على (المقاهي)، شيشة وبعض العصائر والمشروبات، وجمعة شباب كبيرة)، وقد تستمر السهرة حتى وقت السحور، وغالبا حتى منتصف الليل. لعلّ الكثيرين ما لم يكن الغالبية، بدأوا يعتادون هذا النمط في رمضان، وما المانع من إكساب هذا الشهر طابعا احتفاليا، غير أنّ تعليق من وافدة جديدة للبحرين لفت انتباهي، (سألتني عن سبب الازدحام الكبير في أحد المحلات المفتتحة أخيرا)، فقالت، هل يقدمون المشتريات مجانا اليوم، بسبب الافتتاح؟!.

العدد 1835 - الجمعة 14 سبتمبر 2007م الموافق 02 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً