العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ

الفنان المريض

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول نيتشه «إن الذي يسدي النصائح للمريض يشعر بالتفوق عليه، سواء قبلت نصائحه أو رفضت. ولهذا، يكره المرضى الحساسون ناصحيهم أكثر مما يكرهون مرضهم!». وعلى ما يبدو لي، أن لدي رغبة صادقة في أن أعطي أحدهم مساحة مرضية وكافية من الكراهية التي لعله محتاج لها ليتجاوز - ولو ليوم واحد - حالته المرضية الطبيعية.

الأسبوع الماضي، كان الزميل علي نجيب يقوم باتصال هاتفي لأحد الفنانين البحرينيين بهدف إجراء لقاء صحافي قصير عن معرضه الذي أفتتحه قبل مدة. الفنان لم يدخر من معجمه اللغوي مفردة إلا ووظفها في استعراض بطولي، الفنان - الاستثنائي جدا، الذي رفض تصوير معرضه لما يحتويه من إبداع موثق دوليا كأهم إنتاج فني عرفته الذائقية الفنية الإنسانية (اللهم لا شماتة) - حاول بشتى الطرق أن يدفع/ يهاجم الزميل علي نجيب بأفكار وآراء مشوشة، قد تخالها في البدء لا تعني شيئا، لكنك سرعان ما تدرك أنها تعني بالضرورة، تلك المساحة الصغيرة والمشوشة التي صنعها إنتاجه. حينها أدركت فعلا، أن الخطأ الأكبر الذي نرتكبه نحن الصحافيون في الصفحات الثقافية، هو تلك المساحة التي نعطيها لبعض المثقفين والفنانين الذين لا يستحقون أكثر من مما قد يحمله سطر واحد!

الفنان الاستثنائي، هاتف الصحيفة ليعلن احتجاجه على اتصال الزميل علي نجيب، فهذا الفنان لا يقبل بحوار على الهاتف. حين اطلعت على تفاصيل ما جرى كان تعليقي على الموضوع هو أن هذا الفنان - بالاطلاع على سجله - مريض، وأن بعض المرضى يحتاجون لتخريب أمراضهم. ولهذا، كان نص نيتشه أعلاه أفضل ما يمكن أن نبدأ فعل التخريب.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً