ينطلق اليوم في أبوظبي معرض «حلال ورلد إكسبو» إذ تجتمع كبريات الشركات العاملة في صناعة «الحلال» والتي يقدر حجمها بحوالي 2,1 تريليون دولار أميركي سنويّا للمشاركة في حدث يمكن أن يساعد في التحركات لتأسيس معايير عالمية تشمل جميع المنتجات الحلال.

وسيؤمن معرض «حلال ورلد إكسبو»، الذي يأخذ مكانا على أرض مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال اليوم واليومين التاليين، منصة لمناقشة مجموعة من القضايا الرئيسية التي ستحدد مستقبل صناعة الحلال المتنامية.

وتوجد حاليّا في دولة الإمارات العربية المتحدة أنظمة لحماية المستهلك، ويعنى نمط النمو السريع الذي تشهده أسوق الحلال الاستهلاكية ازدياد الحاجة إلى معايير دولية تشمل جميع المنتجات الحلال.

وتعد قضية المعايير الدولية لصناعة الحلال من القضايا المطروحة بقوة لمناقشتها على جدول أعمال المعرض إذ تتقابل هيئات حكومية من دول مثل ماليزيا وبروناي، التي قمن بتشكيل لجان معتمدة للإشراف على أحلية المنتجات وجها لوجه مع منتجين شرق أوسطيين وعالميين في أبوظبي.

وتشارك علامات تجارية رائدة على مستوى العالم كشركة «نستله» و»طاهرة للأغذية» في المعرض الذي يشهد مشاركة دولية واسعة تتضمن منتجين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والباكستان وكرواتيا وألمانيا إضافة إلى منطقة الخليج.

وقال مدير العمليات في «خزان»، إحدى الشركات العاملة في الخليج في انتاج منتجات اللحوم الحلال والتي تؤكد أن معرض حلال جاء في الوقت المناسب، بريان دكروز: «تحتاج الصناعة إلى مزيد من الفعاليات الجيدة كهذا المعرض لرفع الوعي بالمنتجات الحلال».

وأضاف دكروز «نحن بحاجة إلى معارض كهذا لجمع رواد الصناعة معا لبحث الطرق الأكثر فاعلية لتطوير الصناعة لصالح تعداد المسلمين المتنامي عالميّا. إن نمو المجتمع الإسلامي العالمي وانتشار المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا والكثير من المناطق الأخرى في العالم يعني أن هناك طلبا هائلا على المنتجات الحلال، وبهذا تأتي الحاجة إلى معايير عالمية تضبط هذه الصناعة».

وأردف «هذا ليس بالأمر السهل ولن يتم بخطوة واحدة، علينا أن نركز على كيفية تسويق المنتجات وتقديمها إلى المستهلك، وتحديد إطار الأسعار. كما أننا بحاجة إلى رفع الوعي وتثقيف العامة بأن منتجات الأغذية الحلال ليست فقط للمسلمين».

وأوضح دكروز أن شركة «خزان» الكويتية التي قامت بفتح مصنعها الثاني للحوم في إمارة الشارقة مطلع هذا العام، ستستخدم معرض حلال ورلد إكسبو لمقابلة التجار القادمين من كينيا وتونس وجنوب إفريقيا وفتح أسوق جديدة فيها بمساعدتهم.

ومن بين الوفود الرسمية المشاركة في المعرض وزارة الصناعة والموارد الأولية في بروناي، ووزارة تنمية المبدعين والجمعية التعاونية الماليزية وغرفة كرواتيا الاقتصادية، وغرفة التجارة الجنوب إفريقية، ووزارة الصناعة الاندونيسية والوكالة البوسنية لشهادات الحلال العالية الجودة.

وفي الوقت الذي توضع فيه الشرق الأوسط أحد المستخدمين الرئيسيين للمنتجات الحلال العالية الجودة لكثرة أعداد المستهلكين المسلمين فيها، هناك إمكانية عظيمة لصناعة الحلال لإنتاج وتوزيع المنتجات الحلال المعتمدة والعالية الجودة في المنطقة والعالم.

ويزود معرض «حلال ورلد إكسبو» بنافذة لهذه السوق المنغلقة نسبيّا. كما يسلط المعرض الضوء على المنتجات الحياتية الحلال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية كالأزياء الإسلامية، مواد التجميل والأدوية إذ الطلب يتنامى في الإمارات العربية المتحدة على المنتجات المتوافقة مع الشريعة.

وسيركز المعرض أيضا على قطاع التمويل الإسلامي الذي يقدر حجمه حاليّا بين 200 و500 مليار دولار أميركي سنويا وعلى الاهتمام المتنامي بالأسواق المالية في العالم أجمع. وجاء توقيت المعرض في الوقت الذي تمركز فيه دولة الإمارات نفسها كمحور للتمويل العالمي، وليجمع رائدو المؤسسات التجارية في الصناعة التمويل الإسلامي معا.

وسيقام على هامش معرض «حلال ورلد إكسبو» في أبوظبي، «منتدى الأعمال التجارية الإسلامية والحلال»، الذي سيمكن خبراء التجارة من مناقشة الحسابات والمعاملات المصرفية، الأطعمة والمشروبات، المنسوجات، مواد التجميل، الأدوية، العقارات، السفر، الراحة والاستجمام والعناية الصحية للحصول على أفضل الممارسات في التجارة الإسلامية الحلال.