العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ

الخطيب العدناني يرثي الشيخ الجمري

هذه القصيدة نظمها الخطيب العدناني السيدمحمد صالح عدنان الموسوي في رثاء القائد الحكيم والعالم الفقيه الشيخ عبدالأمير بن الحاج منصور الجمري المتوفى فجر الاثنين 26 ذوالقعدة 1427هجرية الموافق 18 ديسمبر/ كانون الأول 2006. وقد انتقل الخطيب العدناني الى الرفيق الأعلى بعد شهر واحد من القائه هذه القصيدة.

عز الإبا عنكِ يا بحرين قد رحلا

والذل والبؤس في أبناك قد نزلا

وزال عن كل من فيك الخضوع هوى

ما كان يخشاه من أبنائك النبلا

وصار يشري بما يعطي ضمائرهم

ودينهم فاغتدوا رقا له خولا

الله ماذا أبومنصور من محن

لاقى وماذا من الذل الذي احتملا

مازال تحت جميل الصبر مضطهدا

حتى تفرع في جثمانه عللا

قضت على عينه والسمع فانمحقا

وأوسعت كل أعضا جسمه عطلا

حتى استجاب لأمر الله فالتمعت

أنواره تسبق الأملاك والرسلا

فارتجت الأرض في البحرين معوِلة

حزنا به كل طرف عاد مكتحلا

وأقبلت زمر التشييع طائرة

من كل فج وصوب تقطع السبلا

كادت تغسله مما له سكبت

من المدامع لولا دمعها انتقلا

وعن نسيج من الأكفان أفئدة

ودت تكفنه ممن له احتملا

وكان من حقه ألا يقام له

غسلٌ ولا كفنٌ إذ في المقام علا

بل أن يوارى مواراة الشهيد فقد

قضى شهيدا وفيه الفضل قد كملا

أبا جميل فسر نحو النعيم فما

قضيت دنياك إلا في أسى وبلا

نظرت دستورهم جورا وكنت لهم

قاض فآثرت ترك الحكم معتزلا

وصغت مما بنو فيه معارضة

نالوا كما نلت منها الضر والوجلا

فأدخلوك سجون الحبس من سجن

لآخر حيث ما من منكر حصلا

زرعت منه لتحرير البلاد نوى

أضحى نخيلا طوالا تثمر العسلا

بك اقتدت رؤسا التحرير ثائرة

في كل قطر لمن عن حقهم عدلا

مظاهرات وإضراب وبعدهما

للاعتصام ومنه تبلغ الأملا

إن غبت شخصا فعنا لم تغب كلِما

أو غبت موتا فعنا لم تغب بطلا

فبعد عبدالأمير اليوم طائفة

قامت لتعمل ما بالأمس قد عملا

هذا علي بن سلمان ويتبعه

حزب الوفاق أعاد اليوم ما انفصلا

جاءت لتشييعك الأقطار ترفع

أعلام السواد بدمع أعمش المقلا

والمركبات إذا مرت ترجلت

الركاب منها إلى التشييع كي يصلا

لو المليك بهم يجتاز جاء لهم

بعمه وولي العهد مشتملا

أما أنا فلقد والله قمت إلى

تشييعه أسبق الأقوام والمللا

لكن سقمي أعياني القيام به

فصرت أدعو لمن بالموكب اتصلا

وسقت عني جمالا فاضلا ورضا

ومعهم الروح راحت تسبق الرسلا

بالدار جسمي وروحي معهم انتقلت

تلقي على نعشه الأزهار والحللا

عفوا وعذرا بني عبدالأمير إذا

قصَّرت في شيخكم مدحا كما سألا

فالسقم مني كما أوهى الفؤاد قوى

أوهى القريحة والأفكار والنحلا

العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً