العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ

هل ثمّة شيء بعد الرماد؟!

قال البياض: من يلوّثني بذهب الفكرة؟

قال الضوء: ليتني أرى!

قالت القافلة: فلنتنزه في القبر الجماعيّ المُشرع على الإسفلت!

قال العسكري الفظ: هنا يغفو الدم ...

وأشار إلى نياشينه!

قال الهشيم: هنا تدخل الكائنات مختبر اللعنة!

***

كالأسلاك ... تخدش الفضاء!

***

التحية: أجمل فصل

في تاريخ الغابة الحديث!

***

الحب: محاولة للإنصات لدرس الحياة!

***

الحبر: ضوء آخر!

***

هل ثمة شئ بعد الرماد؟

يسأل طفل أمه المنهكة...

تجيب: ألا تكبر في اليوم التالي!

***

يتقمّص شكل الجبل

فيما هو ضالع في الغبار!

***

لهذه الأجراس

نكهة فرسان مشغولين

بصلوات على السروج!

***

تعوّدت أن أنصب سرادقي

في البريّة الموحشة بالناس!

***

يفاجئون بحشر من التماثيل...

يتساءلون: لم كل هذه الخلاعة؟

***

حين تخلو الأغنية من الحزن

تكون ملغّمة بشئ من الخلاعة!

***

يحيلني الرماد

إلى سرد الأخضر والنار!

تحيلني الذئاب

إلى إخوة يستثمرون في الجب!

***

يا ليتني لم أتعظ

عقدان لم آلف سواك

أكنتُ أهذي؟

ربما!

أو ربما قد كنت لا أجد الذي يصلُ...

في هَدْأَةٍ وَجِلُ...

سأعيد ترتيب البداية

أنتهي ... وأكون حرّا في الجهات

ليَ الزمان ونعمة الظل الشحيح

ليَ الرفاق العابرون كأنهم شبح

ليَ الأجل الذي لا ينتهي فيما أحب

وأدّعي صفة المقيم إذا مضيتُ...

لكأنَّ لا يكفي بأنْ تحيا بمعجزتين

مالم تتقِ شر السؤال

عن الذي لا تستطيع

وأنت ميْتُ...

سأعيد ترتيب النهاية

لا طريق تدلّني

سأمرُّ من لا شئ

من.. لا أدّعي صفة الى صِفَتِهْ...

كمشيمة هي رحمةٌ

والموتُ أكثر رحمة

ماذا أريد من النهاية

غير أول طعنة

والليل في دِعَتِهْ...

يا قلب ... يا قلب انتبه

ستصير فولاذا وأعباء

إذا لم تنتبه لصباحك العبثي

ليل مرَّ نحو الضوء منك

وكن سلاما ما استطعت

تحيل هذا النوم تاريخا

وتبدأ في انهمارك سيدا

يا قلب هل يكفي بأن تمضي

لكي يتمرّس الحس الغبي

وتدرك الأنثى انتظارك

حيث لا أحدُ...

يا ليتني لم أتعظ

وتركت فولاذي وليلي تائهين

بدأت من حيث السدى

والتيه لي بَلدُ...

جهة تحيل سواي

نحو جهاتها والناس...

يا قلب انتبه

لتكون أجدر بالتفاتة غائب

يا قلب صحت أأنت أنت؟

إذا لما الطعْن المقيم

كأنه صفة لأهلي؟

لا تكن ليلا ثقيل القلب

كن أهلا لما لم أستطعه

وكن ذهابا...

أو فكن نصّا ركيك الظل

أو كن لي إيابا...

وكن حطاما ما استطعت

تحيل هذا الكنز أنفالا مؤجلة

ولن «تسْطِيع َصبرا»

فالجدار أقيم كي لا يبدأ النهب انتباهته

فكن حرا اذا ما اسْطَعْتَ...

كن لي سيدا لأراك

كن روحا لها أمٌّ تفرّع

إخوة لا يشبهون سواهُمُ

كن لي أبا لأراك

في ليل كريه الصوت

كن ما أستطيع وما استطعتُ...

يا ليتني لغة أعلّمها الكلام

وأنت صمتُ...

لا شئ يشبهني إذا ما شئت

كل الناس أسماءٌ

لما الفوضى لها وجهان؟

وجهٌ حاضر

ويغيب آخر كي نراه؟

ألست وحدك تشبه الزَبَدَ المعلّق

في بطالة ساحل لا ينتهي؟

كن من تكون

فلن تكون أنا

الذي لا شئ يشبهني...

وها أنت الذي ستمرّ

من دون السلام عليهِمُ

الآن انتبهت بأنهم موتى مع الأحياء

ينتبهون ما شاؤوا

يغشّون الحليب

ويقرأون بما تيسر سورة «الأعراف»

ينتظرون فيلم الساعة العشرين

لكن الحياة تمرّ

من دون السلام عليهِمُ...

العدد 1938 - الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً