العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ

مَحَطَّاتٌ في زَحْمَةِ العُمْر

خواءٌ لغةُ المنفَى

على أمشاجِ لحنِ الموتِ

ياقوتٌ منَ الصدأِ المُخَامِرِ

فَوْقَ رابيةِ اليَرَاعةِ

ياسمينٌ في ضواحى الهَمْسِ والذِّكرَى

وأوجاعٌ منَ اللحنِ المُسَافِرِ في بُطُونِ الأَوديةْ

* * *

ومنْ لا يأمنُ التاريخَ بوحا في بِضاعتهِ

ومنْ لا يأكلُ الأوجاعَ إلاَّ مِنْ مُكابَدَةٍ

كأَنَّ اللَّحنَ مَوالٌ منَ الغَضبِ المُؤرّقِ في انبلاجِ العِطرِ

يحكي في تَقَاسِيمِ النُّبوّةِ صَوتهُ المَنسِّيَ

نوْحا والتِبَاسا

يُمطِرُ المَوتى

منَ النَّزقِ المُخَامِرِ

في شُجُونِ الأُغْنِيَةْ

* * *

يُسَافِرُ بَوْحُكِ المَسْجُوْنُ في حَدَقِ القَصَائِدِ

يقتفي من هَمْسِهِ نخلا

ويُورِقُ في مَطَافِ العُمْرِ ألحَانَا

ويستعصي على مَوالِهِ المَمشُوقِ بَوْحا في دَفَاتِرِنَا

إليكِ فَمَا نَزِيفُ العُمْرِ

في تَبِعَاتِ أَسْهُمِهِ

سِوى لحنٍ مِنَ الذِّكرَى

وَمَا مَاتَ الهَوى النَديَانُ فَوْقَ صَلاَبَةِ الجُرْحِ

منَ اللّيلَ المُهَاجِرِ فِي اخْتِنَاقِ القَافِيْةْ

* * *

أنت ِيا نَزفَ الصَّبَابَاتِ

ويَا آخرَ هَمْسٍ في تَواشِيحِ اليَرَاعَةِ

أيُّهَا المَنْفِيُّة السَّمْرَاءُ

فِي أَبَوَاقِ غَانِيَةٍ لَعُوبٍ

تَستَجِيرُ مِنَ الهَوَى

وتَلوذُ بِالنِّسيَانِ

إنَّ العُمْرَ سَاقِيَةٌ جَنُوبِيّةْ

وَمَازالتْ لكِ الأَصْدَاءُ

قَامُوْسا بَيَانِيا

يُتَرْجِمُ آهةَ العُمْرِ المُدَوَّنَةِ الكَذُوبِ

وَفَوْقَهَا نَزْفُ المَلاَئِكَةِ الصِّغَارِ

يُذِيْبُ مَاءَ السَّاقِيةْ

* * *

ويَمْرَحُ حُلْمُكِ الغَافي

على أسْتَارِ قَافِيَةٍ شَرُودٍ

تُبعثِرُني تَبَارِيحا لِمَوعِدِ آخرَينْ

فَمَا أنْتِ ...وَمَا الذِّكرَى

وَمَا للحُبِّ في عَينيكِ منْ شَجَنٍ

تُسَطِّرُهُ مَوَاعِيْدٌ مِنَ الأَلَقِ المُتَوَّجِ

في عُيُوْنِ الشَّمْسِ

مَصْحُوْبا بِنَبْضِ الآهِ... يَا حُلْوَةْ

***

أَصَغِيرتي... والمَوعِدُ الأَسَمَى

لهُ في قلبِنَا شَجَنٌ عَمِيقٌ

يَحتَوِينَا في مَسَاقِ الرُّوْحِ

نَاقُوْسٌ مِنَ اللّهَبِ الذِّي يَنْتَابُ عَاصِفَة جَمُوْحا

وَالتِبَاسا فِي مَتَاهَاتِ الخَيَالِ

وَهَمْسَة أُخْرَى تُوَدِّعُ طَيْفَهَا الغَافِي

عَلى دَوَّامَةِ البَوْحِ المُجَلجِلِ

فِي صَحَارَى الرُّوْحِ

مَنْ كَتَبَ القَصِيْدَةْ يَا صَغِيْرَةْ

وَمَنْ تَكَلَّمَ بِاسمِهَا

فِي زَهوِ اختِضَابِ الفَجْرِ

للأَهْدَابِ نَظْرَتُهَا المُرِيْبَةْ

***

بِالأَمْسِ كُنْتِ خَيَالَ مَزْهُوٍ

بِسِفْرِ البَدْرِ

يَمتَشِقُ الأَمَانِي في سَرَادِيبِ الهَوَى

وَيُتَوِّجُ الذِّكرَى بِأحَرُفِهِ الحَزِيْنَةْ

ويَا أَنْتِ... وَمَا للمَوْتِ مِنْ شَيءٍ يُرَافِقُهُ النَّدى

ويَا أنتِ... لمَاذَا الصَبرُ؟

في شُطآنِكِ المَنْسِيّةِ الأُخرَى

لِمَاذاَ قَدْ ذَبُلْتِ كَآخِرِ يَاسَمِيْنَةْ

يوسف يعقوب المعاميري

العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً