العدد 1967 - الخميس 24 يناير 2008م الموافق 15 محرم 1429هـ

كلفة ما يجري في العراق

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في تغطية صحافية قام بها يتشارد كوان ونقلتها وكالة «رويترز» للأنباء عن مكتب الموازنة بالكونغرس الأميركي وردت تفاصيل كثيرة بشأن كلفة الحرب التي تخوضها القوات الأميركية في العراق. وحمل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء 23 يناير/ كانون الأول العنوان: «تمويل العمليات الأميركية في العراق وأفغانستان وغيرها من الأنشطة في الحرب على الإرهاب زاد كثيرا في 2007». وأضاف المكتب غير الحزبي أن تمويل الحرب الذي بلغ في المتوسط نحو 93 مليار دولار سنويا من العام 2003 إلى 2005 ارتفع إلى 120 مليار دولار في العام 2006 و171 مليار دولار في العام 2007، وطلب الرئيس جورج بوش 193 مليار دولار للعام الجاري (2008). وقال رئيس لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ، كنت كونراد: «إنه في ارتفاع مستمر» متحدثا عن المال الذي أنفق في العراق منذ غزته القوات الأميركية العام 2003. وأضاف كونراد، وهو ديمقراطي عارض الحرب «نرى تكاليف الحرب تواصل تصاعدها. إنها زيادة القوات بالإضافة الى تكاليف إضافية للجندي الواحد بالإضافة إلى الاعتماد المفرط على المتعاقدين من القطاع الخاص ما يزيد التكاليف بدرجة أكبر أيضا».

وقال مكتب الموازنة إنه منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة صدق الكونغرس على اعتماد 691 مليار دولار لتمويل حربي العراق وأفغانستان والأنشطة ذات الصلة مثل إعادة إعمار العراق. وقال المكتب إن مدفوعات الفائدة على الديون ستصل إلى ما يقدر بنحو 2,7 تريليون دولار إجمالا على مدى السنوات العشر المقبلة.

وفي حقيقة الأمر تتفاوت الآراء وتتباين الأرقام بشأن الخسائر البشرية الأميركية في العراق، كما يتحاشى المسئولون الأميركيون إعطاء تقديرات دقيقة عن الكلفة المالية لتلك الحرب؛ فما هي الكلفة الحقيقية التي تقع على كاهل دافعي الضرائب الأميركيين جراء الحرب في العراق؛ وهل تقتصر الأرقام على الكلفة المالية المباشرة، أم أنها تتضمن أيضا الكلفة غير المباشرة على الاقتصاد والسكان؟.

على رغم أن هذه المسالة لم تثر حتى الآن على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن تقريرين مهمين نشرا في مطلع العام 2006 أعدهما إيرك ليفر و فيلس بينز، وأشرف عليها معهد الدراسات السياسية بواشنطن، وجاء فيهما أن الكونغرس الأميركي قد صادق حتى الآن على أربع دفعات مالية لتغطية نفقات الحرب على العراق، تبلغ في مجملها 204,4 مليارات من الدولارات، ويدرس حاليا إمكانية المصادقة على تمويل إضافي بمبلغ 45,3 مليار دولار لتغطية تكاليف العمليات، إلى حين المصادقة على دفعة تكميلية يرجح دفعها في ربيع العام 2006.

وقد أنفقت الولايات المتحدة حتى ذلك التاريخ مبلغ 251 مليار دولار نقدا على العمليات القتالية في العراق منذ بدء الحرب، ومازالت تمول الحرب بكلفة قدرها 6 مليارات من الدولارات شهريا. وكان الخبير الاقتصادي سابقا بالبيت الأبيض، لورانس ليندسي، قد قدّر تكاليف الحرب في مرحلة الاستعداد لها، على أنها ستكلف 200 مليار دولار، إلا أن مسئولين آخرين بالإدارة الأميركية رفضوا تلك التقديرات في حينها قائلين إنها تقديرات تتسم بالمبالغة.

وبقسمة تكاليف الحرب - حتى الآن - على عدد سكان الولايات المتحدة، يتضح أن كل دافع ضرائب أميركي قد تكلف حتى الآن مبلغ 727 دولارا، ما يجعل الحرب في العراق أكثر الحروب كلفة خلال الـ 60 عاما الماضية.

أرقام أخرى لايتحدث عنها أحد، تلك هي الخسائر التي يتكبدها الشعب العراقي. ولكن مع توفر أول احصاء موضوعي، مبنى على معلومات ميدانية، فإن حجم الجريمة اتضح على حقيقته، إذ أسفرت الحرب الأميركية على العراق حتى العام 2006، بما فيها الإبادة المنهجية لإقامة «نظام ديمقراطي»، عن مقتل نحو 556 ألف مواطن -أى نحو 2,5 في المئة من مجموع سكان العراق قضوا في أعمال القصف والتفجيرات والاغتيالات والتصفيات، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد الضحايا الذين سقطوا جراء إلقاء أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية مشارف نهاية الحرب العالمية الثانية.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1967 - الخميس 24 يناير 2008م الموافق 15 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً