العدد 1988 - الخميس 14 فبراير 2008م الموافق 06 صفر 1429هـ

مظفر النواب

مظفر النواب شاعر عربي واسع الشهرة، عرفته عواصم الوطن العربي شاعرا مشردا يشهر أصابعه بالاتهام السياسي لمراحل مختلفة من تاريخنا الحديث وقد جاءت اتهاماته عميقة وحادة وجارحة وبذيئة أحيانا انه يصدر عن رؤية تتجذر معطياتها في أعماق تاريخ المعارضة السياسية العربية وتمتد أغصانها في فضاء الروح حتى المطلق. هو:

- مظفر بن عبدالمجيد النواب، والنواب تسمية مهنية، وقد تكون جاءت من النيابة، أي النائب عن الحاكم، إذ كانت عائلته في الماضي تحكم إحدى الولايات الهندية، فهذه العائلة العريقة بالأساس من شبه الجزيرة العربية ثم استقرت في بغداد، لأنها كانت من سلالة الإمام موسى بن جعفر الكاظم.

- هاجرت العائلة ومن يلوذ بها الى الهند باتجاه المقاطعات الشمالية بنجاب لكناو كشمير ونتيجة لسمعتهم العلمية وشرف نسبهم أصبحوا حكاما لتلك الولايات في مرحلة من المراحل. وبعد استيلاء الإنكليز على الهند، أبدت العائلة روح المقاومة والمعارضة المباشرة للاحتلال البريطاني للهند فاستاء الحاكم الإنكليزي من موقف العائلة المعارض والمعادي للاحتلال والهيمنة البريطانية وبعد قمع الثورة الهندية الوطنية عرض الإنكليز على وجهاء هذه العائلة النفي السياسي على أن يختاروا الدولة التي تروق لهم فاختاروا العراق موطنهم القديم إذ تغفو أمجاد العائلة على حلم الحقيقة ونشوة الماضي الشريف والعتبات المقدسة فارتحلوا الى العراق ومعهم ثرواتهم الكبيرة من ذهب ومجوهرات وتحف فنية نفيسة.

- ولد في بغداد جانب الكرخ العام 1934، من أسرة ثرية أرستقراطية تتذوق الفنون والموسيقى وتحتفي بالأدب وفي أثناء دراسته في الصف الثالث الابتدائي اكتشف أستاذه موهبته الفطرية في نظم الشعر وسلامته العروضية وفي المرحلة الإعدادية أصبح ينشر ما تجود به قريحته في المجلات الحائطية التي تحرر في المدرسة والمنزل كنشاط ثقافي من قبل طلاب المدرسة تابع دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية صعبة إذ تعرض والده الثري الى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته وسلبت منه قصره الأنيق الذي كان يموج بندوات ثقافية وتقاد في ردهاته الاحتفالات بالمناسبات الدينية والحفلات الفنية على مدار العام.

- بعد العام 1958 أي بعد انهيار النظام الملكي في العراق تم تعيينه مفتشا فنيا بوزارة التربية في بغداد فأتاحت له هذه الوظيفة الجديدة تشجيع ودعم الموهوبين من موسيقيين وفنانين تشكيليين لئلا تموت موهبتهم في دهاليز الأروقة الرسمية والدوام الشكلي المقيت.

- في العام 1963 اضطر إلى مغادرة العراق بعد اشتداد التنافس الدامي بين القوميين الشيوعيين الذين تعرضوا الى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم ، فكان هروبه الى إيران عن طريق البصرة إلا ان المخابرات الإيرانية في تلك الأيام السافاك ألقت القبض عليه وهو في طريقه الى روسيا إذ أخضع للتحقيق البوليسي وللتعذيب الجسدي والنفسي لإرغامه على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها.

- في 28 ديسمبر/ كانون الأول 1963 سلمته السلطات الإيرانية إلى الأمن السياسي العراقي فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت الى تخفيف الحكم القضائي الى السجن المؤبد وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود السعودية العراقية أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل الى سجن الحلة الواقع جنوب بغداد.

العدد 1988 - الخميس 14 فبراير 2008م الموافق 06 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً