استضاف الملتقى الأهلي الثقافي الفنان والمخرج المسرحي البحريني أحمد الصايغ وذلك في محاضرة قدّمها بعنوان الموسيقى والمسرح وتتبع الصايغ العلاقة بين الموسيقى والمسرح مع بدايات الأصول المسرحية، فقد أستُخدمت الموسيقى في المسرح منذ العصور القديمة، وعلاقتها به وثيقة ومباشرة فالموسيقى تضفي على العمل المسرحي جوا ساحرا وجميلا وتساعد الممثل على الأداء ومعايشة الدور، مؤكدا على أهمية أن تكون الموسيقى متلائمة مع روح النص المسرحي.
مشيرا إلى أن الموسيقى اقترنت بالمسرح منذ العصور القديمة، في مختلف أنواع المسرح مأساة تراجيديا أو ملهاة كوميديا وحتى المليودراما تجسيدا لمراعاة العدالة ومكافئة الفضيلة ومعاقبة الرذيلة ومع النهايات السعيدة، منذ المسرح الفرعوني رائد المسرح الغنائي، والمسرح الإغريقي في اليونان الذي ارتبط بالموسيقى والأناشيد والرقصات الجماعية لإحياء الطقوس، والمسرح الروماني الذي احتفى بالموسيقى والأداء الراقص واتجه إلى المرح والترفيه والإمتاع، مشيرا إلى أننا حتى الآن مدينون للمسرح الروماني في الشكل ولم نتخلص من طقوسه وتقنياته.
ثم أشار إلى أن العرب منذ الجاهلية لم يعرفوا من المسرح غير تلك الإرهاصات التي يشار إليها في إنشادهم الشعري في الأسواق الأدبية وحتى العصر العباسي حيث ظهور تمثيلية محاكمة بشر ومسرح تمثيلية آلام الحسين، وإلى العصر الحديث حيث قصص الحكواتي، وخيال الظل، ثم ظهور المسرح العربي الغنائي الحديث مع مارون النقاش وأبو خليل القباني.
مؤكدا أهمية الموسيقى في العرض المسرحي وخصوصا في تسريع حركة الحوار فهي بمثابة الصورة في الشعر، فالموسيقى التصويرية الموحية مهمة في العرض المسرحي، فإذا كان الشعر يفقد المعنى إذا فقد الصورة فكذلك الموسيقى في المسرح إذا فقدت الحساسية التصويرية تفقد المعنى، وخصوصا في المشاهد الانتقالية حيث يجب مراقبة إيقاع الموسيقى بحيث ينسجم مع سرعة الحركة و الحوار والاحتفاظ بالسرعة عند الذروة، وعند إعداد الإيقاع الأساسي مع بداية كل مشهد، والمحافظة على الإيقاع العام في المسرحية، مؤكدا أن الموسيقى تساعد في الاحتفاظ بالسرعة الإيقاعية للعرض وخصوصا عند وصول الأحداث المسرحية للذروة فالموسيقى تعطيك المعنى، وهي روح الممثل وهي صانعة الإيقاع، موضحا مفهوم «التيمبو» ودوره في المحافظة على سرعة النمط الإيقاعي.
مستعرضا الأنماط الموسيقية بحسب المشاهد ففي الصراع مثلا حيث تكون أذهان الممثلين وأجسادهم في صراع مباشر يتم تصعيد المشاهد لتصل للذروة بوضع إيقاع وموسيقى مناسبة، وموسيقى المشاهد الانتقالية التي تخلو من الحدث الدرامي تحتاج لنوع خاص من الإيقاع والموسيقى، ومشاهد السقوط التي يحدث فيها تغير مفاجئ من نقطة عالية الحدة إلى نقطة بالغة الانخفاض موسيقها تختلف كذلك عن مشاهد التوتر وهي مشاهد تستطيل حتى تتضمن عددا من الارتفاعات والانخفاضات في الموسيقى والإيقاع.
وختم محاضرته مستعرضا نماذج مسرحية موسيقية شهيرة من أوبر عايدة وباليه كسارة البندق، مؤكدا على إسهام هذه النماذج في التذوق المسرحي، مؤكدا على دور الموسيقى في إرهاف حواس الممثل، وإكسابه الثقة بنفسه، وتنمية خياله والتعبير عما بداخله للتواصل مع المتفرجين، مشيرا إلى أن الموسيقى هي اللغة التي تعطيك الإحساس بأجزاء العرض وتساعد على إغناء عناصر المسرحية.
وتداخل الجمهور بأكثر من مداخلة يؤكد فيها أهمية استعراض نماذج من مسرحيات محلية ودراسة دور الموسيقى فيها وتناولها بالتحليل، ووعد الصايغ مستمعيه بتقديم قراءة في موسيقى المسرح البحريني في محاضرات مقبلة
العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ
وووووووووواااااااااااووووووووو
الموضوع المنتقى ممتاز اعجبني مشكورين على هدا العمل