العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ

العماري يوثق ويفسّر مواويل الثلاثينات

شعراء الموّال في البحرين...

كما اللؤلؤ لم يبق من المواويل في البحرين غير ذكرى تبعث في النفس حنينا إلى كلمات تغدق بها قريحة الشعراء من وحي لحظة جميلة، لحظة تشاركوا فيها الفرح والحزن والقلق والشوق.

الموّال شأنه شأن القصأئد، كان وسيلة التعبير عن صور من الحياة اليومية، صور من أفراح الشعوب وأتراحهم، صور من العلاقات الاجتماعية.

ولانزال الى يوم الناس هذا نطرب لسماع المواويل التي تصلنا من مختلف بقاع الوطن العربي، الموّال صورة عن هذه المجتمعات المختلفة جزئيا والمتماثلة جذريا.

وفي البحرين اربتط الموّال ارتباطا وثيقا بالبحر، وهو ما يؤكّده الكاتب مبارك عَمرو العماري في مقدمة كتابه «المجموعة الخامسة من شعراء الموّال في البحرين»الذي أصدرته وزارة الاعلام بداية هذه السنة، حيث يشير إلى أنّ الموّال في البحرين»عشق ارتبط بالبحر ممارسة واستعمالا، ورائحة وطعما».

وقد تمكن العماري في كتابه من تجميع ما لا يقل عن 155 موّالا لشعراء بحرينيين وذلك على إثر بحث ميداني توصّل من خلاله إلى تجميع عدد من الروايات والسير الذاتية لشعراء الموّال في البحرين.

ويعتبر كتاب» المجموعة الخامسة من شعراء الموّال في البحرين» الحلقة الخامسة من سلسلة كتب أصدرها الكاتب على فترات متباعدة اهتم فيها بتجميع التراث البحريني من المواويل البحرينية.

وترصد هذه المجموعة الخامسة من سلسلة شعراء الموّال في البحرين أعمال تسعة عشر شاعرا بحرينيا وذلك على امتداد فترة زمنية تقارب الأربعين عاما، بدءا من مطلع ثلاثينيات القرن العشرين والى حدود نهاية الستينيات، جمّعها الكاتب في 246صفحة من الحجم المتوسط، ضمنها الكاتب مجموعة من الصور والسير الذاتية لهؤلاء الشعراء.

وعلى اعتبار أنّ هذه المواويل صيغت بعبارات يعود استخدامها إلى أوائل القرن الماضي، فقد عمد الكاتب إلى تضمين مجموعة القصائد المجمّعة تفسيرات وشروحا لهذه المفردات الصعبة على الفهم.

ويقر مبارك عمرو العماري في مقدّمة كتابه بأن ما يتضمنه هذا الكتاب من مواويل بحرينية، وكذا المجموعات الأربع التي سبق له نشرها في السياق ذاته، لا يعني أنها مستوفاة بمعنى أنه تمكّن من تجميع كلّ الإرث الشعبي من المواويل، بل هو على العكس تماما يقر بان هذه المجموعات من الكتب التوثيقية «مشاعة لكل إضافة أو تعديل»، ذلك أن الكاتب يضمن في كل مجموعة ينشرها ما توصل إلى تجميعه من مواويل بغض النظر عن كونها مجموعة مكتملة للشاعر أو لا، وهو ما يفسّر ما يُلاحظ في هذه «المجموعة الخامسة من شعراء الموّال في البحرين»، من أنه في الوقت الذي نجد فيه عددا يتجاوز العشرين قصيدة لشاعر ما على غرار الشاعر ضاحي بن شاهين المقلة أو الشاعر مبارك بن عنبر، نجد في أحيان أخرى قصيدة واحدة و يتيمة لشعراء آخرين على غرار الشاعر الشيخ خليفة بن حمد بن محمد آل خليفة أو الشاعر فهد باحسين المسلم.

على أنه من الجدير ذكره أنّ المواويل التي تضمنها الإصدار الجديد للكاتب مبارك عمرو العماري، لا تقتصر على غرض شعري معيّن وإنما تتراوح ما بين المدح والغزل والابتهال الى الله والشكوى ، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الامواويل بمثابة الردود عن مواويل أنشدها شعراء آخرون، ما يحيلنا على التفكير في أنّ الموّال اضطلع بوظيفة التواصل بين الشعراء من داخل البحرين وخارجها بالاضافة الى اضطلاعه بوظيفة التعبير عن مكنونات ذات الشاعر

العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً