العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ

مواطنة تتمنى السكن في مقبرة... وأخرى تودع مرآبا لقلة الحيلة

دموع أم حسين سبقت كلماتها. تلك الدموع حكت قصة العذاب القهري الذي ما فتئ يلازم عائلتها أمدا طويلا من الزمن في سبيل الحصول على بيت. أم حسين أكدت في حديثها إلى «الوسط» أن لو كان المنزل في مقبرة فسترضى به؛ نظرا إلى ضعف الحال وعدم اهتمام الجهات المعنية. أخرى جعلت المرآب سكنا لها يحوي كل عذابات السنين وشظفها التي ألقتها على كاهل ابنتها الوحيدة التي لم يسعها المال لتجد ملاذا آخر أفضل من المرآب سكنا لأمها العجوز بعد أن أعيتها الطرق عن إيجاد غيره.

«الوسط» تتنقل بين عذابات الناس لتنقل إليكم صورة أقرب إلى الواقع من الخيال من آمال أناس يعيشون الفقر، وملجأهم الوحيد وحدة سكنية في مشروع النويدرات السكني الذي تتلاقفه الأيدي بين يمنة ويسرة قطعا له بين الفينة والأخرى.

في زحمة العوائل المكتظة في الغرف الخشبية هناك طفلة خماسية تصرخ لأمها وتقول: «اتصلي ببابا حمد لعله يوفر لنا بيتا». هذا الحديث يعكس صورة عن عائلات لا أحد يعلم عنها إلا أنها رسمت جدار الأمل في لحظة وبنت جدار الألم في دولة أغلقت ملف إسكان النويدرات بالشمع الأحمر إلا أن هذا الجدار مازال ينتظر إذا ما كان هناك أحد سيبنيه مرة أخرى أو سيهدمه ليرسل أحلام أهالي القرى الأربع إلى القبر من دون رجعة إلى حياة الفقر والبؤس.

طفلة سكتت بين غرور

صديقاتها وبكت عند باب فقرها

زهرة عبدالرضا لم يتجاوز عمرها 10 سنوات لديها أختان واحدة منهما تعيش لدى جدتها وأخرى تنام مع زهرة وأمها وأبيها في حجرة صغيرة لا يوجد بها إلا دورة مياه واحدة. تنظر زهرة إلى «الوسط» لعلها تجد من يسمع كلماتها التي غصت بالحزن لتقول: «أريد أن أرى أختي الكبرى كل يوم (...) لماذا حرمتموني منها؟ فأنا لا أراها إلا عندما أذهب إلى بيت جدي (...) كيف تسكن معنا ولا توجد إلا غرفة واحدة بها دورة مياه واحدة ولا يوجد بها مطبخ(...)؟ نتشاجر أنا وأختي على أدوات الاستحمام كل يوم. فالحال لا يسر العدو».

تواصل حديثها لعل هناك من يسمعها ويصدر تصريحا بأن يكون إسكان النويدرات لأهالي القرى الأربع (سند، المعامير، العكر والنويدرات) فقط: «الغرفة التي نسكنها عديمة التهوية لذلك تتعالج أمي وأختي من الحساسية إذ إن الطبيب أكد لهما أن ضيق الغرفة سبب لهما هذه الحساسية».

زهرة كانت طفلة من بين أطفال القرى الأربع الذين تعبوا من العيش في غرفة واحدة فهي تسكن مع 27 شخصا أي ما يقرب من ست عائلات في منزل واحد وكلهم يعيشون في غرفة واحدة وطبعا البيت الذي يسكنون فيه هو بيت بدأ يودع أهله لعدم قدرته على التحمل أكثر.

عادة ما تبكي زهرة عند رجوعها من المدرسة فهي دائما ما تسمع صديقاتها يتحدثن عن غرفهن التي احتوت جميع الألعاب ولونها الوردي في الوقت الذي لونت هي مسكنها بالألم واليأس اللذين بدآ عندما تم إعلان أن الوحدات الإسكانية بمشروع النويدرات السكني سيكون جزءا منه من نصيب أهالي الدائرة الثامنة.

دورة المياه بغرفتها = مطبخها

أم علي كانت قصتها قصة غالبية العائلات فمأساتها بدأت عندما طلبت قسيمة أرض في العام 1991 وبعدها تم تبديل الطلب إلى قرض شراء في العام 1998 وظلت ما يقرب من 3 أشهر تحاول الحصول على البيت بـ20 ألف دينار ولم تحصل، وكان من حظها أن ترد وزارة الإسكان بعدم قدرتها على الحصول على منزل فحرمها توقيع قلم من حلمها ليحسبوا طلب عائلاتها في العام 2004.

حاولت أم علي أكثر من مرة إلا أن لا فائدة بأن يتم احتساب رقم الطلب القديم فالموظفون بوزارة الإسكان كان يؤكدون لها أنه حتى في حال انتظرت 20 عاما فلن تحصل على بيت.

ضاعت أحلام أم علي فأرسلت الخطابات والرسائل لعلها تقابل أحد المسئولين وتشكي ضعف الحال ولكن للأسف رسالتها مازالت تدور حول العالم.

مازالت أم علي تغص بعبرات الألم التي كانت نتيجة صفعة قوية أتتها من باب وزارة الإسكان الرئيسي لتقول: «عندي 8 أولاد (...) غرفة المعيشة من حطب ودورة المياه هي المطبخ».

تواصل بالألم حديثها وعمرها الصغير يرسم عبارات اليأس حتى تبدو كأنها كبيرة: «ابني الذي يبلغ من العمر 19 عاما ينام على الأرض مع أخته التي تبلغ من العمر 18 والأخرى التي تبلغ من العمر 17 (...) اثنتاهما تنامان على سرير من خشب (...) أما أبنائي الخمسة الذين تبلغ أعمارهم 13 عاما و11 و7 أعوام و5 و3 فهم ينامون معي في غرفتي مع أبيهم».

وتواصل: «هناك أكثر من ثلاث عوائل يعيشون معنا في البيت الذي أعتقد انه فارق الحياة منذ السبعينيات (...) لا أحد يسمعنا فالنائب التابع لمجمع منطقتنا وهو 643 لا يعلم عن شيء على الرغم من محاولتنا الاتصال به أكثر من مرة في الوقت الذي تعاون معنا أكثر من مرة النائب عبدعلي محمد الذي لم يمكن نائبا لمنطقتنا».

سرعان ما عادت العبرات تخنق صوت أم علي التي صرخت بصوت الألم لتؤكد أنه لابد من إيقاف المأساة لتؤكد أنها تريد مقابلة واحد مع المسئولين لتؤكد لهم أن باب وزارة الإسكان أُغلق أمام الفقراء وخصوصا أنه تم حرمانها حتى من الـ100 دينار التي تصرفها الإسكان.

أزمة الإسكان جعلتنا نكرر الأفلام المصرية

أم خليل لم تكن مأساتها مختلفة عن مثيلاتها فهي كررت أكثر من مرة أن قضية الإسكان تمت رؤيتها في الأفلام المصرية إلا أن ذلك تمت رؤيته بشكل واضح على أرض البحرين وخصوصا بالنسبة إلى أهالي القرى الأربع الذين حرموا من أن يكون مشروع النويدرات السكني بالكامل ملكا لهم وخصوصا أن الدائرة الثامنة نالت نصيبا منه.

أم خليل لعلها من الأمهات اللواتي كن يأملن بأن يطبق مشروع امتداد القرى على القرى الأربع فهي كانت متفائلة وخصوصا أنه طبق على عدد من القرى إلا أنها لا تعلم أن الحظ السيئ كان حليف منطقتها هذه المرة فعندما وصل إليهم لم يتم تطبيقه بالكامل، فالدائرة الثامنة ستشاركهم مما سيؤثر على الطلبات الموجودة للقرى الأربع.

أم خليل شاركت بحزنها بقية النساء. فهي تعيش في وحدة سكنية غير لائقة مع أجر مرتفع لا يتناسب مع دخلها هي وزوجها إلا أنها مجبرة على الدفع وخصوصا أن أمل الحصول على وحدة من الإسكان كان يراودها منذ ما يقرب من عشرة أعوام. نعم كان طلبها الإسكاني منذ العام 1995.

تقول أم خليل وعيناها تحبسان دموعها التي سببتها وزارة الإسكان وتجاهل الجهات المعنية: «أسكن في غرفة يطلق عليها شقة وأجرها مرتفع جدا ولدي 4 أولاد بالإضافة إلى أمي فهي أرملة وحالتنا المادية لا تسمح أن نأخذ أجرا أغلى وخصوصا أن الكلف المعيشية مرتفعة وكان لدينا أمل أن نحصل على بيت من الإسكان ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».

تواصل حديثها: «أولادنا يشعرون بالإحباط بعد التفاؤل إذ كانوا دائما يتمنون الحصول على بيت من هذا المشروع».

تقول أم خليل: «الأراضي التي بنيت عليها هذه البيوت هي أراضي أهالي المنطقة نفسها إذ قبل أن تباع هذه الأراضي وقبل أن تشتريها الجهات المعنية كان الأهالي متمسكين بها إلا أن إجبارية البيع جعلتهم يشترطون أن تكون البيوت الجديدة لأهالي القرى الأربع إلا أن التصريحات الأخيرة للمسئولين بأن الدائرة الثامنة ستشارك القرى الأربع في المشروع أشعرتنا بالإحباط وأصبح حلمنا مجرد سراب».

تصرخ أم خليل من قلبها لعل هناك من يسمعها. فهي تعبت وصبرت بما فيه الكفاية. فالأسعار تتضخم والمعيشة بدأت تصعب يوما بعد يوم لتؤكد أنها رضت بأقدم البيوت على أمل أن تحصل على بيت من هذا المشروع إلا أن الأمل بدأ يتبدد.

واستنكرت أم خليل التسمية الجديدة التي أطلقت على سند وهي تسمية هورة سند. فالاسم لم ينل جزءا مما سمعته وهي المولودة منذ السبعينات، إلى جانب استنكار جدها - الذي يتجاوز عمره 88 عاما - هذه التسمية التي تم إطلاقها عليها بحجة أن يحصل المتنفذون على باب يدخلوا منه للاستيلاء على البيوت السكنية غير التابعة لهم في الوقت الذي بإمكانهم تخصيص مشاريع سكنية للمناطق التابعة لهم بدلا من الاستيلاء على حق غيرهم.

وناشدت أم خليل الجميع وضع النقاط على الحروف، مناشدة أيضا «جلالة الملك وخصوصا أننا نحن في دولة نفطية تملك موازنة ضخمة»، متمنية أن يحصل الجميع على وحدات سكنية في المنطقة التابعة لسكنهم القديم.

أجرت لوالدتها مرآبا وهُدِّدت بالطلاق

أم حسين كانت من أكثر القصص التي عبّرت عن التشتت العائلي. فأمها الأرملة والمريضة لا تملك أحدا في الدنيا سوى ابنتها التي تعيش قصة مأساوية إذ تقول أم حسين: «أمي ليس لديها إلا أنا. أنا متزوجة وأسكن مع زوجي وأولادي في غرفة سميت شقة. وبحكم أن أمي وحيدة ومريضة فمن المفترض أن تعيش معي وبحكم أن الغرفة لا تسعنا إلا أنا وزوجي أجبرت على أن أستأجر لها مرآبا بالقرب مني حتى تعيش به وأكون بجانبها».

تتابع «ليس هناك بيت يضمني. فأنا مشتتة بين أمي وزوجي وخصوصا أن أمي مريضة فأحيانا أنام معها لما يقرب من سبعة أشهر وهذا ما لا يرضى به أي زوج على رغم أن زوجي يريد أن يكون لنا بيت حتى أتمكن من استضافة أمي فيه ولكن لا فائدة (...) كلّمت أكثر من المسئول وأكثر من جهة إلا أن لا فائدة؛ لذلك كان أملي في هذه البيوت وخصوصا أن طلبي منذ العام 1999».

«أين قطعة الأرض التي من المفترض أن نحصل عليها فأهل الدار أولى بها؟» هذا ما قالته أم حسين، التي استغربت عدم تنفيذ ما أمر به جلالة الملك إذ لطالما طالب بتطبيق مشروع امتداد القرى، متسائلة وعيناها تدمعان عن السبب الذي يمنعهم من تنفيذ هذا المشروع في القرى الأربع في الوقت الذي نفذ في قرى أخرى.

تتساءل أم حسين: «هل القرى الباقية أفضل منا لتطبيق المشروع فيها ويوقف عندنا؟ (...) لماذا النواب يطالبون بوحدات من مشروع النويدرات الإسكاني بحكم كونها قريبة من دوائرهم؟ (...) مشروع إسكان النويدرات لا يكفينا فكيف يطالبون بجزء منه؟ (...) لدينا ظروف فارحمونا».

وطالبت أم حسين بأن يكون الجزء الباقي من المشروع وهو عبارة عن 500 وحدة لأهالي القرى الأربع، مطالبة بأن يتم بناء وحدات سكنية في جميع المناطق حتى يستفيد كل المواطنين.

كما طالبت أم حسين بإعادة النظر في الأسر التي لديها ظروف خاصة من أصحاب القرى وخصوصا أن حياتها الزوجية كانت مهددة بالطلاق بسبب تشتتها بين والدتها وزوجها.

أما عن أولادها فهم يعيشون في حالة الهوس إذ يقومون بتجميع 100 فلس حتى إذا حصلوا على البيت الجديد يزينون بالمبلغ المستحصل غرفهم؛ مما سبب تدهور حالتهم النفسية.

البيت الجديد «فزورة» الصغار

أم حسين أخرى طلبها الإسكاني منذ 1993 وتم تحويله إلى 1996 من دون علمهم ولديها خمسة أولاد وفي بيت والد زوجها مع 24 شخصا والفقر وضعف الحالة المادية أثرا عليها.

تقول: «بسبب كثرة ما سمعه أطفالنا عن مشروع إسكان النويدرات صار المشروع فزورة. فكل أطفال المنزل يحكون قصته ويسألون متى سيطلع بيتنا».

تواصل: «حالنا لا يسر أحدا. فدورات المياه عليها ازدحام كل يوم إذ إن كل طفل عليه أن يقف عليها بالدور (...) نعيش في حجرة واحدة وننام على الأرض (...) جميع أطفالي يطالبوني بشراء أسرّة إلا أني لا أستطيع حتى بدأ أولادي ينعتوني بالكاذبة وأننا لن نحصل على بيت (...) من كذب علينا ومن أعطانا الأمل؟ أليست الجهات المعنية؟ لذلك لابد أن ينعتها الأولاد بالكاذبين».

وأكدت أيضا أن لو كانت كل توجيهات القيادة السياسية تنطبق بحذافيرها لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن من تبديد لأعصاب الناس على مشروعات تؤخذ منهم غصبا.

وتؤكد أنها لا تريد سوى جدار يجمعها مع زوجها ويؤمن لهم الاستقرار الذي حرمت منه ويجعلها تستضيف صديقاتها اللواتي انقطعت عنهن بسبب عدم قدرتها على استضافة أي أحد فيه.

وتواصل: «حتى الـ100 دينار حرمنا منها لأن زوجي بحار (...) اتصلنا بجميع الجهات ولا يوجد رد من أحد فالجميع يتجاهل ويؤكد أن هناك من يعيش في وضع سيئ أكثر (...) وضعنا نحن سيئ فولدي الكبير ينام مع أخته التي بدأت تتمنى أن تهجر البيت لعدم قدرتها على أخذ حريتها».

وتواصل: «إن ما يحدث عار على الدولة وخصوصا أننا دولة نفطية وعددها السكاني بسيط (...) أليس هناك أحد من المسئولين يفكر في أن يحضر الاعتصامات ليرى الوضع؟ (...) هل نحن على الهامش؟ (...) إن هذه القضية ليست سياسية فبمجرد قلم يمكن حلها فلماذا يتم تجاهلها؟».

وأكدت أيضا أن لو كان المنزل في مقبرة فسترضى به؛ لضعف الحال؛ وعدم اهتمام الجهات المعنية.

الدوس نصيب أطفالي لضيق الغرفة

أم حسنين من أصحاب الطلبات الإسكانية المسجلة في العام 1991 وعند سماع زوجها عن إحدى المكارم قام بتبديل الطلب إلى 1995. أم حسنين التي تعبت من الصراخ كانت تسكن مع 21 شخصا في بيت وسبعة أشخاص في غرفة صغيرة بها دورة مياه واحدة.

أم حسنين أصيب زوجها بضيق تنفس حاد وأصيبت هي بالضغط بسبب عدم ملاءمة الغرفة للشروط الصحية فضلا عن أنها لا يوجد بها سرير وكان أبناؤها يدوسون على بعضهم بسبب الضيق.

بعد سماعها عن المشروع طلب منها أخوها أن تتحول إلى بيته بصورة مؤقتة حتى تحصل على وحدة سكنية من المشروع إلا أن أخاها طلب منها الخروج من بيته بعد ذاك. لا يوجد لديها محل تعيش فيه والغرفة التي كانت تسكن فيها أخذها أخ زوجها.

كثرة العائلات في البيت

الواحد سببت مشكلات

أم زينب قدمت طلبها في سنة 1998. تعيش المأساة نفسها. فطفلتها التي تبلغ من العمر سبعة أعوام مازالت تحلم بالبيت الجديد إلا أن التصريحات الأخيرة خيبت آمال طفلة لم تعرف إلى الآن أن تعد الأرقام بالصورة الصحيحة.

تشكي أم زينب من كثرة المشكلات الموجودة بسبب كثرة العائلات في بيت واحد وكان الضيق سببها الرئيسي وخصوصا أن في بيت والد زوجها تعيش ثلاث عائلات أي ما يقرب من 16 فردا إلا أنها لا تريد سوى منزل صغير يضمها مع زوجها وأولادها.

أطفال القرى الأربع

رسموا الخيال وكذبوا فيه

ومع استمرار أزمة السكن لأهالي القرى الأربع بدأ أولاد هؤلاء يعيشون في الخيال إذ إنهم دائما ما يكذبون ففي المدرسة على سبيل المثال أصبحوا يكذبون عن حياتهم المعيشية خوفا من أن يستهزئ بهم باقي الطلبة في الوقت الذي بدأ باقي الطلبة الانعزال بسبب ضعف الحالة المعيشية لديهم وعدم قدرتهم على اللحاق بأقرانهم.

النساء في ختام حديثهن

وأكدن النساء اللواتي قابلتهن «الوسط» أنهن لن يسكتن إذا تم توزيع الوحدات على مناطق خارج القرى الأربع، مبينات أن إذا سكت الرجال فإنهن لن يسكتن بل سيصرخن بأعلى صوت لجلالة الملك إذ إن هذا حق من حقوقهن متمنيات من المسئولين أن يحسموا الموضوع إذ لا داعي لهذا التأجيل فهناك علامة استفهام كبيرة، موضحات أنهن يردن كلاما واضحا ومتفقا عليه.

اللجنة الأهلية تؤازر

قصص الأهالي وتؤكدها

وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة الأهلية لإسكان النويدرات جعفر علي: «إن الكلام الذي قاله الأهالي مأساوي ومؤثر وله تأثير سلبي على الجانب الأسري والاجتماعي؛ مما ينعكس على الجانب النفسي للأسر ويكون له تأثير سلبي على الأطفال وكل ذلك ينعكس في النهاية على الجانب السلوكي والتحصيلي من جهة أخرى الذي يمكن أن يولّد العنف لدى الأطفال وهذا ما لا يرضاه أحد من القيادة السياسية. فالمنزل له دور في الاطمئنان على سلوك الأبناء وجانب السلبي يخرج على التحصيل الدراسي».

ويواصل: «إن ما يحدث في القرى الأربع يؤثر على الجانب النفسي والصحي الذي بدأ ينعكس بصورة ملحوظة على الأبناء من ناحية الجانب الاجتماعي. فالكثير من الأبناء بدأ الخوف والانطواء يطغيان عليهم فهم لا يشاركون باقي الأطفال وخصوصا أن هؤلاء يكونون في مواقف محرجة؛ مما يؤثر على الجانب النفسي لذا يبتعدون عن مشاركة أقرانهم (...) ونحن بدورنا نتمنى من الجهات المعنية وعلى رأسهم جلالة الملك ورئيس الوزراء أن ينظرا نظرة أبوية إلى هذه الأسر إذ الأسر المستقرة من جميع النواحي تعيش الإحساس بالأمان والاطمئنان».

ويواصل: «ولي العهد كان من المتابعين لملف الإسكان. لذلك نتمنى نحن من هذا السياق أن يتوجه بمطالبة الجهة المعنية بإعطاء الأهالي المستحقين الوحدات السكنية من المشروع؛ إذ إن الأهالي كانوا يزورون الوحدات السكنية منذ أن تم وضع أول حجر؛ لذا من الصعب أن يحرموا منها».

وتساءل علي عن التأثير السلبي الذي من الممكن أن يصيب الأهالي والأطفال وخصوصا أن الحالات التي مرت عكست مطالب اللجنة بأن تكون 230 وحدة للقرى الأربع وأن يحتسب التاريخ القديم عند تبديل الطلب مع احتساب الشقة حلا مؤقتا حتى الحصول على شقة سكنية مع زيادة عدد الوحدات السكنية، مطالبا أهالي الدوائر الأخرى بأن ينظروا بنظرة وطنية وإنسانية إلى هذه الأسر التي هي فعلا حان الوقت لأن تعيش في بيت تحس فيه بالأمان والاستقلال، مؤكدا أن هناك العديد من الأسر تعيش المأساة نفسها ولكن ليست بالقضية نفسها وخصوصا أن البعض يعيش في غرف من الخشب.

وأوضح علي أنه لابد من إطلاق صرخة بأن الأهالي هم الأحق وأن تكون هذه الصرخة صرخة وطنية بها عزم على أن هذه الوحدات يجب أن تكون لأهالي القرى الأربع لأنهم أحوج إليها، متمنيا من ممثلي الدوائر الأخرى أن يقفوا مع هذه الأسر ويحسوا بمعاناتها مع ضرورة عدم التعدي على حقوق المواطنين بالنسبة إلى الوحدات السكنية.

وناشد علي باسم الأهالي المسئولين ضرورة عقد لقاء مع الأهالي واللجنة حتى يتم التوصل إلى حل لهذه القضية.

العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً