قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط حسين الجزائري إن التدخين من المنتجات المميتة التي تفتك بنصف من يتعاطاها، وأضاف أنه إدراكا من المنظمة للأساليب الملتوية لصناعة التدخين فقد جمعت كل ما يتعلق بأنشطة صناعة التدخين في إقليم شرق المتوسط من تساؤلات في إصدار واحد سهل الاستعمال باللغتين العربية والإنجليزية وسيكون متاحا خلال فترة قريبة.
وأشار إلى أن شركات صناعة التبغ تواصل أنشطتها في تسويقه والترويج لمختلف طرق تعاطيه وتسعى أولا لاجتذاب الشباب باعتباره الوقود الذي يؤجّج من أرباحهم ويعزز من أسواقهم.
وأوضح في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين «جميع الاستراتيجيات المعمول بها لدى المنظمة تستهدف إنقاص استهلاك التبغ في المرحلة الحرجة من العمر وهي مرحلة المراهقة، وقد طلبت الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ وتقارير المنظمة الخاصة بالرصد والحماية والتحذير بأخطار التبغ وحظر الإعلان عنه وطلبت من الحكومات رفع أسعار منتجات التبغ لتكون صعبة المنال على المراهقين وحظر الإعلان عنها وحظر جميع أشكال الترويج لها، فحظر تعاطي التبغ في الأماكن العامة حظرا تاما يؤدي إلى خفض الأخطار الصحية وتقليص مبيعات التبغ للقُصَّر للحد من إتاحتها لهم وتوفير خدمات الإقلاع عن التبغ بالمساعدة الطبية وتقديم المشورة لمن يرغب بذلك بسهولة وبكلفة مقبولة»، وأكد ضرورة تنفيذ هذه الإجراءات في الإقليم.
وواصل الجزائري «كانت منظمة الصحة العالمية ولاتزال ملتزمة بالإقلال من عدد ضحايا التدخين، وهي تسعى إلى ذلك على جميع المستويات الممكنة سواء الإقليمية والدولية والوطنية؛ وتُعَدْ الشراكات في هذا السياق من الرسائل الأساسية، شأنها شأن إشراك الشباب مباشرة في الأنشطة والحملات، فكلاهما من الآليات الرئيسية للتغلُّب على التحدِّيات ولحمل الرسالة إلى الأجيال القادمة، أصبح من الثابت أن الشباب على وعي بجسامة المشكلة وأنهم يرغبون بالإقلاع فقد دلَّت نتائج المسح العالمي للتدخين لدى الشباب أن ثلثي المدخنين منهم يودون الإقلاع عنه، وأكثر من ثمانين في المئة منهم يؤيدون الأماكن الخالية من التبغ وسنمدهم بالمساعدة».
واستطرد «يبين المسح العالمي للتدخين أن ثمانية وثلاثين وثلاثة أعشار في المئة من الشباب معرَّضون لتعاطي التبغ وللدخان المنبعث في بيوتهم، والمجتمعات التي لا تمتثل امتثالا كافيا للتشريعات النافذة المفعول فيها، كما توضح التقارير الواردة من البلدان التي يحظر فيها التدخين في الأماكن العامة أن خمسة وأربعين وسبعة أعشار في المئة من الناس معرَّضون للدخان المنبعث في الأماكن العامة، ويركز المسح العالمي للتدخين على الشبان بأعمار تتراوح ما بين 13 و15 عاما، ما يثير التساؤل بشأن المجموعات العمرية الأخرى وأنماط المحفزات التي يتعرَّضون لها عند الحديث عن القبول الاجتماعي لتعاطي التبغ».
ولفت إلى أن المنظمة تعتمد حاليا على الشبكة الناجحة المتوافرة في جميع بلدان الإقليم لإنجاح جهود مكافحة التبغ، وذكر أنه ثمة بوادر إيجابية للتغيير على الجبهة السياسية في بعض البلدان، ونوه بأن المنظمة تتطلع إلى مزيد من التقدم على صعيد السكان أيضا.
العدد 2097 - الإثنين 02 يونيو 2008م الموافق 27 جمادى الأولى 1429هـ