العدد 2574 - الأربعاء 23 سبتمبر 2009م الموافق 04 شوال 1430هـ

الأميركيون المسلمون يلبّون نداء الخدمة المجتمعيّة

سلمى حسن علي - كاتبة ومتطوعة في العمل المجتمعي، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند» 

23 سبتمبر 2009

أُعلن يوم 11 سبتمبر/ أيلول هذا العام «يوما وطنيا للخدمة والاستذكار»، يتم فيه وضع نهاية رمزية لحركة خدمة مجتمعية استمرت طوال فصل الصيف عنوانها «معا نقدم الخدمة». كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أطلق البرنامج لتشجيع الأميركيين على التطوع في مجتمعاتهم، وتقدّم المسلمون الأميركيون فورا لتلبية النداء.

وبما أن 11 سبتمبر تصادَف مروره خلال شهر رمضان الكريم هذه السنة، فقد شكّل فرصة ممتازة للمسلمين الأميركيين لإعلان اليوم يوم التزام تجاه بعضنا بعضا وتجاه أمّتنا.

تشكّل مؤسسة المسلمون الأميركيون يلبّون النداء ردا على مستوى الجذور بهدف حشد كل مسلم أميركي ضمن جهود موحدة لخدمة المجتمع. وقد ورد في القرآن الكريم: «فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا» (المائدة: 48). وبما أن الحملة استمرت خلال شهر رمضان، شعر الكثيرون منّا أنه لا يوجد أسلوب أفضل من العمل لإظهار إيماننا. التزمت المجموعة، اعتبارا من 22 يونيو/ حزيران بإتمام ألف مشروع لخدمة المجتمع، ولكن العدد تعدى الثلاثة آلاف.

تفاوتت المشاريع بين التشارك مع «جيش الخلاص»، وهي منظمة مكرّسة للحد من الفقر، إلى إعداد آلاف وجبات الطعام للمشرّدين في عاصمة أمتنا، إلى العمل مع الناشرين للتوفير كتب منهجية للمدارس التي لا تحصل على تمويلٍ كافٍ في مناطق الأميركيين الأصليين المحمية.

حضرْت الأسبوع الماضي مأدبة إفطار Fast2Feed المتعددة الأديان في كنيس يهودي تاريخي على تقاطُع الشارع السادس وشارع (I) في العاصمة واشنطن.

شكّل الحدث جزءا من نشاطات أسبوع امتد بين31 أغسطس/ آب و6 سبتمبر للقيام بخدمات اجتماعية لمنظمة «United We Serve»، وكان واحدا من آلاف المناسبات بين الأديان التي تم تنظيمها في كل أنحاء الولايات المتحدة. أحضر المشاركون الذين أتوا من خلفيات دينية متعددة معهم طعاما للمحتاجين، ودمجوا الخدمة الاجتماعية مع فرصة لتعلّم المزيد من التقاليد الدينية للآخرين.

كانت تلك المرة الأولى التي أحضر فيها إفطارا في كنيس يهودي، ولم أكن متأكدة تماما مما أتوقعه. ثم سمعت نداء الصلاة وقد رفعه بأسلوب جميل شاب مسلم وقف على المنبر الذي تُقرأ منه التوراة عادة. نادى بالعربية «الله أكبر»، وعلى جانبيه شمعدانان يهوديان مُذهّبان وخلفه نجمة داوود محفورة في الزجاج الملوّن.

صلّى أطفالي أمام منبر التوراة في الكنيس في تلك الأمسية. غمرتني مشاعر التأثر وأنا أنظر إلى ابني زيد، البالغ من العمر 7 سنوات وقد طوى يديه على صدره وهو يواجه القِبلة، وابنتي سانيا البالغة من العمر 13 سنة وهي تصلّي مغطاة الرأس وعيناها تتلألآن. أخذت صورة وتركْت روعة اللحظة تجتاحني.

وفجأة تنبهت لما يجري. كان الأمر الذي اعتبرته رائعا واستثنائيا وجميلا بشكل فريد، أمرا عاديا جدا بالنسبة لهما. شعرت سانيا وزيد براحة تامة وهما يصليان في الكنيس وكأنهما يصليان في مسجد أو في غرفة الجلوس في المنزل. كان الأمر بالنسبة لهما بهيجا ولكنه غير مثير للانتباه.

استُخدِم يوم 11 سبتمبر في السنوات العديدة الماضية لإثارة الخوف والفُرقة. كانت هذه فرصتنا لنثبت هويتنا وما نؤمن به من خلال أعمالنا، والكشف عما هو أساسي في عقيدتنا من خلال أعمال الخدمة الاجتماعية والتعاطف، واستعادة مواقعنا في الخليط الأميركي الفسيفسائي.

انتهت حملة «United We Stand» يوم 11 سبتمبر. إلا أنها في الواقع تشير إلى بداية جهد مستدام تعاوني أكثر لجعل الخدمة الاجتماعية جزءا من حياتنا اليومية. تحدّثْت يوم 11 سبتمبر أمام صف زيد عن شهر رمضان وعيد الفطر، الاحتفال الذي يختتم فيه شهر رمضان المبارك. قمنا أنا وسانيا بإعداد بطاقات العيد بعد ساعات الدراسة، استمرارا لمشروع الخدمة الذي يعتمد على الصناعات اليدوية لجمع المال لتعليم الأطفال، ثم قمنا بتقديم طعام العشاء لملجأ للنساء المشرّدات في مجتمعنا المحلي.

وجّه رئيسنا نداء لنا للعمل. يطلب منا ديننا أن نعمل. يجب ألا يوقفنا شيء في هذا السباق نحو عمل الخير.

العدد 2574 - الأربعاء 23 سبتمبر 2009م الموافق 04 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً