العدد 2585 - السبت 03 أكتوبر 2009م الموافق 14 شوال 1430هـ

«بيتي فور» التمكين والانتخابات

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الحديث عن المرأة والانتخابات في بلد مثل البحرين يقود إلى فتح قضايا كثيرة تمس واقع البحرينية وكيفية تعاملها مع العمل الانتخابي وحتى فيما يتعلق بدرجة الوعي السياسي والأخير عنصر لابد منه لفهم مجريات الساحة والحراك المدني.

فالوعي السياسي هو الذي يحدد أهلية كل مرشحة عن أخرى وهو الذي يحدد إمكانيات من يذهب في كتابة دراسات عن تجارب البحرين السابقة مع الانتخابات البرلمانية والبلدية التي تحتاج إلى حقائق ودلائل لا تهويل إعلامي ولا تزييف إلى وقائع تجمل هذه التجارب وتستثني البعض بسبب الجدلية التي تصاحب شخصية من رشحت نفسها.

إن مجتمع البحرين واع كما هو واع سياسيا ويعلم تماما أن من يتحدث في هذا الجانب عليه أن لا يتعامل بسطحية مع موضوع التمكين السياسي والعمل الانتخابي من واقع بعيد عما يجري في الشارع البحريني وحتى بعيد عن الطبقات الاجتماعية التي أصبح فيها المتوسط والفقير يعاني منها, وبالتالي فإن نتائج عدم وصول المرأة إلى مقعد منتخب ليس محكوم بالأعراف والموروثات الاجتماعية بقدر أنه محكوم لممارسات وضغوطات تعيق من وصول العناصر النسائية وحتى الرجالية الجيدة أي المثقفة والواعية إلى مثل هذه المناصب لأن المصالح الفئوية ومصالح القوى هي من تقرر وهي أيضا من تتحكم في ذلك لاسيما مع استمرار بقاء الدوائر الانتخابية و بقاء «اختراع» مراكز التصويت العامة.

قد تلعب ورقة العادات والتقاليد في بعض الجوانب مع المرشحة لكنها في البحرين تسيس وتخضع لاعتبارات أخرى ولو غيبت هذه الاعتبارات والممارسات فإنه بلا شك قد تصل واحدة أو اثنتين.

إن الوعي السياسي والثقافي لا يمكن أن يصنعا و يجهزا في فترة زمنية قصيرة أي كأنه منتج يفصّل بحسب المقاس وهو يشبه في ذلك الدراسات التي تخاط وكأنها إكسسوار و أيضا مثلما الذي يصفق لها دون أن يتفوه بكلمة حق بل يفضل الصمت لحفظ مكتسباته.

فقول الحقيقة يخسر كثيرا بين من يتعامل مع الموضوع بأنه خبير زمانه وهو غير ملم بأصغر شيء يحصل في الشارع ولا حتى في مجتمعات النساء المحلية وبالتالي فإن الحديث عن هذا الموضوع أصبح مجرد وجاهة وتحصيل حاصل مما أفرغ محتواه حتى بدى مملا ومكررا.

إن الأموال التي تصرف وتمول من مختلف القنوات لأجل ذلك لن تحقق الهدف المرجو منه مادام الخطاب غائبا عن مختلف الشرائح النسوية في المجتمع ومادام التعامل والأسلوب يتم بصورة خاطئة وبلغة تقلل من شان الطرف الآخر.

وهو ما يعني أنه من السهل إطلاق كلام واستنتاجات قادمة من البرج العاجي الذي لا يمت بصلة إلى الواقع بل ينتمي إلى طبقة تفضل أكل «البيتي فور» عن « خبز الخباز»

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2585 - السبت 03 أكتوبر 2009م الموافق 14 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:57 ص

      شكرا ريم

      الاستاذة ريم خليفة باسم اعداد كبيرة من النساء في البحرين نرفع اليك شكرا الجزيل على وقوفك الدائم والحقيقي مع المراة . نتمى المزيد والى الامام دوما .
      سعاد الحدي

اقرأ ايضاً