للأسف الشديد حمّى الانتخابات على الأبواب، ونوّابنا يريدون اتخاذ قرارات تنفعهم في اليوم الأسود، والتخبّط هنا وهناك من أجل الدخول في انتخابات 2010 م، وهاهي أسلحة جديدة أخذت تلوح في الأفق، ولكنها أسلحة كيدية ضعيفة لا يهتم لها الناس كثيرا.

إن ما طالعتنا به الصحف من الزوبعة الكبيرة التي حلّت على النوّاب لسن قانون الاتصالات، ما هي الا وهن لبيت العنكبوت، فالتسريع بسن هذا القرار كما تقول هيئة تنظيم الاتصالات ما هو الا عمل كيدي، وعلى سبيل الدعاية الانتخابية لبعض النواب والبلديين.

كنا نتمنى من النوّاب التسريع في قانون التشريع الاجرامي، الذي سيكون أداة قوية لهم، وبالتالي ستساعدهم في أدواتهم الانتخابية، وسترضي الشارع البحريني قليلا، الأمر الذي سيحد من نسبة الجريمة في البحرين وخاصة جرائم الأعراض والتحرّشات الجنسية والاعتداءات وغيرها.

لماذا لم يتم تفعيل قانون الإعدام أو السجن المؤبّد لكل من يتاجر بالبشر أو يتعرّض لطفل بريء؟، والإجابة على ذلك هي أنّ أجندة النواب ممتلئة بأمور لا تفيد الشارع كثيرا.

إن الاعتداءات والمخدرات في ازدياد هذه الأيام كما نراها في الصحف وكما نراها في أرض الواقع، ولكن الزوبعة الأخيرة والموديل الجديد لنوّابنا، أثار الشعب أكثر مما تجعله في سبات مرّة أخرى.

أو تعلمون لماذا لا تكون الأجندة البشرية في حقيبة عدد كبير من النوّاب؟

لأننا آخر من يهتم به نوّابنا، إذ خدرونا بشعارات ووعود كانت حصيلتها حصولهم على التقاعد، وضربوا تقاعد الناس عرض الحائط، فالمصلحة الشخصية لكثير من النوّاب تعلو على المصلحة العامة، وبالتالي أصبح دور النائب مهمّشا الا من حصوله على العلاوة الفلانية أو التقاعد الفلاني أو السفرة (أم خردة)!

أليس من الأصلح أن يلتفت النوّاب في آخر أيّامهم الى الأجندة البشرية وإلى ما يريده الناس، فحتى هرم ماسلو وضع الأمن والأمان كأولوية قبل الاتصالات والأمور الثانوية!

لا نعتقد بأنّ النواب سيقومون بسن قانون يرجع حق المظلوم وحق المقهور، إذ جلّ ما قاموا به هذه الأيام في تسريع شيء، ما هو الا قانون ثانوي لا يفيد الكل، بل عقّد الأمور أكثر، ويا ليتهم يستفيدون من أخطائهم، فانك ناديت لمن أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!

أحد النوّاب هدّد منذ أيام وزيرة الإعلام الخليفية بنت البحرين بجرّها الى المحاكم - كما قرأناه في الصحف -، ويا ليت يصنع ما صنعت هذه الخليفية في شهور قليلة من أجل الشعب البحريني ومن أجل النهوض بالثقافة البحرينية.

انشغالهم لا يفيدنا يا شعبنا الكريم، بل يفيد أغراضا شخصية بحتة نعلمها ويعلمونها من يستفيد منها، فالإسراع بقانون الاتصالات في مصلحة من؟ ويفيد ويخدم من؟ وما هذه الزوبعة المتهتّكة هذه الأيام؟

أيّها الشعب: اقرأوا واضحكوا فإننا لا نطال خيرا ولا مصلحة من تسريع قانون الاتصالات، ولكننا قد نطال مزيدا من تضييع الوقت التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن نسمع قانون الاعدام الذي ننتظره للمتاجرين بالبشر والمعتدين على الأعراض والمتحرّشين بالأطفال