إذا توقفت علاوة الغلاء عن المواطنين من أصحاب الدخل المحدود فسوف تكون هناك مأساة حقيقية لهذه الفئة المستضعفة المنهمكة في هذه الحياة والتي تصارع الفقر منذ أمد بعيد وتبحث عن منقذ لها لعلها تجد من يمد لها يد العون أو يخفف عنها أعباء المعيشة ولكن بلا جدوى فالأبواب مغلقة دائما وكأنها غير محسوبة من البشر وقد تباشروا بالخير والفرج عندما سمعوا خبر نزول الخمسين دينارا في رصيدهم فكانوا في سعادة لا توصف والذي يراهم في تلك الحالة ويرى ملامح وجوههم يظن بأن الذي نزل برصيدهم ألف دينار وليس خمسون دينارا وذلك بسبب سوء وضعف أحوالهم المعيشية فكانت هذه الخمسون كالمنقذ لهم صحيح إنها لم تساهم في جميع اعباء المعيشة ولكنها ساهمت في بعض الأعباء فبعض من هؤلاء قد استقرض له مبلغا من البنك ليشتري له سيارة مستخدمة والبعض الآخر اشترك في جمعية والبقية الباقية قد استعانت بها على قضاء معيشتها ولكن الطامة الكبرى عندما نزل الخبر على الجميع كالصاعقة بأن علاوة الغلاء بين الاستمرار والتوقف فماذا يصنعون هؤلاء حاليا وكيف يتصرفون وما يفعلون بالديون المطالبون بها فهم في حيرة من أمرهم وهمومهم وأحزانهم قد زادت عن ذي قبل وأصبحوا في مأزق حقيقي فكيف يسددون ديونهم وراتبهم لا يفي بمتطلبات المعيشة وهناك سؤال يطرح نفسه وهو: ما الذي ينقصنا نحن كي نعيش كباقي دول الخليج فالكويت مثلا 120 دينارا علاوة غلاء لكل مواطن وراتبهم لا يستهان بما زد على ذلك لكل طفل 50 دينارا بينما نحن إذا قارنا أنفسنا بهم فسوف نكون تحت الصفر فلا راتب يكفي لأخر الشهر ولا سكن ولا معيشة طيبة كباقي البشر أطفالنا يذهبون إلى المدرسة بلا مصروف فلا مقارنة بيننا وبينهم لذا أنني أطالب وأناشد الاستمرار في معونة الغلاء.
أسامة بن عيسى
العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ