العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ

الغارات الجوية الأميركية على «طالبان باكستان» تزايدت في عهد أوباما

واشنطن، إسلام آباد - رويترز 

13 أكتوبر 2009

تصاعدت وتيرة الهجمات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار على المتمردين في باكستان في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما وقد تستمر في التصاعد بعد مراجعة البيت الأبيض لاستراتيجية الحرب الإقليمية. وأظهرت مجموعة من الإحصاءات قامت بها وكالة (رويترز) من تقارير لمسئولين أمنيين باكستانيين ومسئولين بالحكومة المحلية وسكان أن القوات الأميركية شنت 39 هجوما بطائرات من دون طيار في باكستان منذ تولي أوباما الرئاسة قبل أقل من تسعة أشهر. ويقارن ذلك مع 33 هجوما خلال العام الذي سبق تأدية أوباما لليمين الدستورية في 20 يناير/ كانون الثاني.

وأبرز ما ينسب الفضل للضربات الجوية التي يستخدم الكثير منها صواريخ «هيلفاير» فيه هو مقتل زعيم حركة «طالبان» الباكستانية بيت الله محسود في أغسطس/ آب وهو نجاح قوبل بإشادة كبيرة وغذى اهتماما متجددا بإمكانيات الحرب الآلية. ولكن في الوقت الذي يراجع البيت الأبيض فيه خيارات عالية التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب في باكستان وأفغانستان فإن منتقدي تكنولوجيا الطائرات بلا طيار يشككون في فاعلية عمليات القتل المستهدف وفائدة حملة تلهب المشاعر المضادة للولايات المتحدة. ووصف هنري كرامبتون وهو مسئول كبير سابق بوكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) ووزارة الخارجية ضربات باكستان بأنها أحد أكثر أسرار السي.اي.ايه المعروفة على نطاق واسع. وترفض «السي.اي.ايه والبنتاغون» مناقشة البرنامج الذي مازال رغم نجاحاته لا يحظى بشعبية في باكستان، إذ تعتبر الهجمات الجوية انتهاكا للسيادة الوطنية وينحى عليها باللائمة في مقتل العشرات من المدنيين الباكستانيين.

وقال مسئول سابق آخر بالمخابرات الأميركية طلب عدم ذكر اسمه، الشعور هو أنه كلما قل ما يقال أو يكتب عن هجمات الطائرات التي بلا طيار كان أفضل لأن ذلك يضع فقط مزيدا من الضغط على باكستان. ولذا حتى والولايات المتحدة تكثف التدريبات على التحكم في ذلك النوع من الطائرات والحصول على ما يسمى بأنظمة جوية من دون طيار فهي تفعل ذلك في هدوء شديد، إذ إن ذلك له علاقة بباكستان. والطائرات التي من دون طيار هي أرخص كثيرا من النفاثات المقاتلة التي يقودها طيار ويمكنها تعقب واستهداف المتمردين في أماكن لا تستطيع القوات الأميركية القيام بذلك فيها على الأرض.

كما أن مهماتها لا تمثل أي مخاطر للطيارين الأميركيين الذين يمكنهم التحكم في الطائرات عن بعد من مكاتبهم المريحة والآمنة على بعد آلاف الأميال. وهذه التكنولوجيا لها جاذبيتها للأسباب نفسها في أفغانستان حيث يتطلع القادة الأميركيون للإبقاء على معدل منخفض للخسائر. ويقول دايكي ويذرنجتون - وهو نائب مدير بوزارة الدفاع يشرف على شراء الأنظمة الجوية التي بدون طيار- من الآمن أن نقول إن مخزون وزارة الدفاع من هذه الطائرات سيواصل النمو بقوة خلال السنوات الخمس المقبلة، في إشارة إلى الطائرات من تلك النوعية بشكل عام. وحذر ويذرنجتون من أن غالبية تلك الأنظمة التي يزيد عددها على الألفين والتي تم نشرها لدعم العمليات القتالية في الخارج مصممة لجمع المعلومات الاستخباراتية وليس لإطلاق الصواريخ. وأضاف أن من بين الطائرات من دون طيار الجاهزة للقتال نحو 100 طائرة (بريديتور) ونحو 15 طائرة من طراز (ريبر) الأكبر والأسرع جميعها نشرت لدعم العمليات القتالية. والطرازان من إنتاج شركة (جنرال اتوميكس ايرونوتيكال سيستمز) الخاصة.

وقال كرامبتون الذي يؤيد التكنولوجيا إنها تعطي الولايات المتحدة مزيدا من السرعة والقدرة على التسلل والدقة المتناهية. وأضاف رأس صاروخ هيلفاير (الموجه بالليزر) يمكن أن يجعله يمر من خلال نافذة لتقليل ما يصاحبه من دمار.

إنه سلاح دقيق جدا. ويمكن للطائرة (ريبر) أن تحمل أسلحة أكبر حجما من صواريخ هيلفاير ولكن تلك الأسلحة تزيد من مخاطر وقوع خسائر بين المدنيين وهو ما تحاول واشنطن تقليله. ويقدر موقع على الانترنت عدد الذين قتلتهم الضربات الجوية في باكستان من يناير/ كانون الثاني حتى سبتمبر/ أيلول 2009 بنحو 447 شخصا.

وقال الموقع إن أقل من عشرة في المئة منهم مدنيون وهو زعم يناقضه آخرون يزعمون أن عدد القتلى قد يكون أكبر بكثير. ويتفق محللون على أن الضربات الجوية تؤجج الشعور المضاد للولايات المتحدة.

لكن بعض الخبراء يتحدون فرضية أن الضربات تساعد حركة «طالبان» على الحصول على مجندين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. ويقول من معهد أريانا للأبحاث خادم حسين ومقره باكستان من يعيشون تحت حكم حركة «طالبان» يرون في الغالب ضرورة اتخاذ إجراء مستهدف ضد التنظيمات المتشددة. وأشار ليون بانيتا بعد توليه المنصب مديرا للمخابرات المركزية الأميركية إلى أن الضربات التي كثفتها الولايات المتحدة لأول مرة في عهد الرئيس السابق جورج بوش في سبتمبر من العام الماضي تحقق نجاحا وأنها ستستمر. وتقول مصادر إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يؤيد تكثيف استخدام طائرات من دون طيار ضد أهداف تنظيم «القاعدة» في باكستان وأفغانستان وذلك في مراجعة البيت الأبيض لاستراتيجية الحرب. ويقول المؤيدون إن تلك الطائرات تحقق نجاحا.

ويقول موقع على الانترنت إن واحدة من كل ثلاث ضربات في باكستان قتلت ما أسماها الموقع أهدافا بارزة خلال هذا العام. لكن حتى المؤيدين يقرون بأن الهجمات التي تشنها طائرات من دون طيار لا يمكنها وحدها تفكيك تنظيم «القاعدة» وبأنها لم تؤد لاقتناص قادة التنظيم البارزين من أمثال أسامة بن لادن أو الرجل الثاني أيمن الظواهري.

ويتطلب ذلك معلومات استخباراتية أفضل. ثم هناك مسألة تأثير تلك الهجمات.

فلم تمر شهور بعد مقتل محسود حتى أحلت حركة «طالبان» باكستان زعيما آخر محله وشنت في مطلع الأسبوع أحد أكثر هجماتها جرأة باقتحام مقر الجيش الباكستاني واحتجزت رهائن. وتساءل بيتر سنجر من معهد بروكينجز إن كانت الولايات المتحدة تجتث بعض المتمردين فقط لتجد آخرين يظهرون في أماكن أخرى.

العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً