العدد 2631 - الأربعاء 18 نوفمبر 2009م الموافق 01 ذي الحجة 1430هـ

الرويعي والحليبي يناقشان الطائفية دون محاباة

في ثالث أعمال الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي ... (حنين)

العدلية - منصورة عبدالأمير 

18 نوفمبر 2009

أسرتان بحرينيتان يجمعهما القدر في منزل واحد ليحولهما إلى أسرة واحدة، يظللها الحب والوئام، تمتلئ أيامها بسعادة لا تعلم أن قدرا آخر سيكون لها بالمرصاد. الحرب العراقية الإيرانية تكون البداية ثم تأتي كل الظروف الأخرى التي عاشتها المنطقة وتأثرت بها البحرين لتخلق حالا ما ألفتها تلك الأسرة كما لم تألفها جل الأسر البحرينية. حالا تحيل حياة الأسرة إلى جحيم، تجعل الإخوة أعداء، فيروس ينتشر كالنار في الهشيم تؤججه تيارات وأهواء مختلفة، يحيل بحرين الأمس المنتشية حبا إلى بحرين لا تشبه تلك التي يعرفها أبناؤها، بحرين يسعى البعض إلى أن يشعلها البعض طائفية بغيضة تنهش أوصالها.

الطائفية بكل وجوهها، والبحرين منذ العام 1983 حتى العام 2000، ثم كل ما مرت به من أحداث ومنعطفات سياسية واجتماعية، ستشكلان موضوع الفيلم الثالث لشركة البحرين للإنتاج السينمائي الذي تقدمه تحت عنوان «حنين»، والذي بدأت أعمال تصويره الثلثاء الماضي، والذي أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة أكرم مكناس تدشينه خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الأحد الماضي بنادي الخريجين، تحدث فيه مكناس بالإضافة إلى مخرج الفيلم حسين الحليبي وكاتبه خالد الرويعي، وعدد من الفنانين المشاركين في الفيلم.

مكناس أعلن خلال المؤتمر نفسه، تولي الفنان البحريني قحطان القحطاني إدارة الشركة وذلك خلفا للمخرج البحريني بسام الذوادي، مضيفا بأن الشركة ستواصل العمل على تطوير الكفاءات البحرينية، وإنها ستسخر كل إمكاناتها، وأن كانت ضعيفة، في هذا الشأن.

القحطاني من جانبه أكد بأنه سيبذل كل جهده من أجل تحقيق الأهداف التي تم إنشاء الشركة من أجلها والمتمثلة في تشجيع قيام حركة فنية سينمائية في البحرين، مشيرا إلى أن مشاركته الإدارية في فيلم «حنين» تمثل الأولى بالنسبة له على مستوى السينما، على رغم خبرته الطويلة في العمل التلفزيوني.

وبحسب القحطاني فإنه يفترض الانتهاء من تصوير الفيلم خلال 22 يوما فقط، وستصور معظم المشاهد في منطقة أم الحصم فيما يتم استكمال ما تبقى منها في جمهورية مصر العربية. ويشارك في الفيلم كل من مريم زيمان، هيفاء حسين، علي الغرير، خالد فؤاد، وياسر القرمزي.


نستعرض الواقع ولا نجرح أحدا

وعن فكرة العمل أكد كاتب السيناريو، خالد الرويعي، أن عمله يتناول قضية الطائفية من خلال استرجاعه لبعض الحوادث في تاريخ البحرين الاجتماعي والسياسي، مؤكدا «نرجع بالذاكرة من خلال استعراض كل التقلبات التي شهدتها البحرين في هذه الفترة»

مضيفا «سنمر بهذه الأحداث ونعيشها من خلال أسرة بحرينية تعيش هذه الأجواء وسنشهد معها الكثير مما شهدته البحرين، ستكون ذاكرة البحرين حاضرة لذلك أسمينا الفيلم (حنين) ففيه حنين لأمور كثيرة».

حسين الحليبي، مخرج العمل، أكد بأن الفيلم يقدم حالا رومانسية معتدلة، لكنه يميل إلى الفيلم السياسي، وهو في واقع الأمر يمتلئ بالحنين للذكريات الجميلة وللماضي الجميل، للحب الذي كان يملأ القلوب «الحب الذي نتمنى أن يكون موجودا، للتقارب، للاندماج» وأضاف «عكفنا على كتابة السيناريو لمدة عام ونصف وقمنا بعمل العديد من المعالجات الدرامية له، لذلك أعتقد أن الفيلم جاء بشكل مدروس فهو يقدم أحداثا تاريخية اجتماعية وسياسية حقيقة مرت بها البحرين، والعائلة محور فيلمنا».

وعلى رغم واقعية «حنين» العالية واستعراضه لأجزاء من تاريخ البحرين المعاصر، إلا أن الحليبي يؤكد أن أحداث فيلمه «لن تكون مطابقة للواقع، ستكون مأخوذة من حوادث واقعية، وستكون شخصيات الفيلم مشابهة لشخصيات بحرينية حقيقية، لكن تلك الأحداث والشخصيات لن تكون مطابقة للواقع، بالطبع سيكون فيها جانب درامي وستوضع ضمن إطار حبكة درامية»

وأكد «سنحاول قدر الإمكان ألا نجرح أي طرف ولن نمس بأي طائفة. لا نريد سوى أن ننقل الواقع ونعرض هذه القضية. في هذا الفيلم نحترم جميع الشخصيات الوطنية لكننا نتطرق إلى اللمتطرفين الذين يعملون على زعزعة البلد، وهؤلاء ينتمون لجميع الطوائف، الطائفة السنية والشيعية، بل ولمختلف الأيديولوجيات»


الحلول بيد الحكومة والمجتمع المدني

الحليبي والرويعي أكدا أنهما لا يسعيان إلى تقديم أو اقتراح حلول للقضية الطائفية، والرويعي يؤكد جرأة طرح «حنين» ويقول: «لن نحابي أي طرف في طرحنا هذا، ونحن نعلم تماما أنه لا يمكن معالجة هذا الموضوع بهذه السهولة، لكننا نطمح أن يعكس فيلمنا الواقع كما هو».

من ناحيته يقول الحليبي: «سنطرح القضية بشكل محايد لأننا نريد أن نصل إلى الجميع، لكل من يمارس الطائفية، لكل من يقمع الآخر ويتحداه ويفرض عليه أجندة معينة»، ثم يشير إلى أنه ترك نهاية فيلمه مفتوحة «لا يقدم الفيلم حلولا، الحلول تأتي من خلال مؤسسات المجتمع المدني ومن الحكومة. نحن لا نفعل سوى أن نسلط الضوء ثم يأتي التغيير من الجهات المعنية».

ويؤكد أن تجربته الفنية تلك «يمكن تداولها في العالم العربي فالفن هو اللغة التي تفهمها كل الشعوب وتشعر بها. لن أحتكم لمدلولات تخص الشعب البحريني فقط لكن تلك التي تتعلق بكل الشعوب»

ويوضح «قدرة الفن على تقديم أي رسالة من خلال فيلم أو مسرحية أو أي شكل فني، أكبر بكثير من قدرة أي بيان سياسي على الوصول إلى قلوب وأحاسيس الناس. البيان قد يكون مكتوبا بصيغة تخاطب نخبة معينة، أما العمل الفني فيمكن أن يحوي من الأحاسيس وعوامل الجذب الأخرى ما يجعله قادرا على الوصول لكل مشاهديه وبالتالي يصبح تأثيره أكبر»


الأغاني وطنية رومانسية

يحتوي الفيلم على عدد من الأغاني التي يقدمها المطرب البحريني، خالد فؤاد وهو الذي يقوم بدور البطولة في الفيلم إلى جانب هيفاء حسين. كلمات الأغاني، بحسب الحليبي، يمكن تأويلها بأكثر من طريقة «تعمدنا أن تكتب الكلمات ثم توضع لها ألحان تجعلها مناسبة لحالتي الحب والحنين اللتين يطرحهما الفيلم. فالحب هنا هو ذلك الموجود بين الحبيب وحبيبته، وهو الذي يرمز لحب الشعب لوطنه».

وعن اخيتاره لخالد فؤاد للمرة الثانية، يعلق «أي عمل فني يجب أن يحوي عناصر جذب كالموضوع والممثلين. وخالد تميز في أداء دوره في فيلم أربع بنات على رغم أنه ممثل جديد، إضافة إلى شعبيته العالية بين جمهوره البحريني والخليجي».

يشار إلى أن الحليبي كان قد أخرج ثاني أفلام الشركة وهو فيلم «أربع بنات» الذي حصد جائزة المركز الثاني بمهرجان دبي السينمائي عدا مشاركاته في عدد من المهرجانات العربية والعالمية.

وهو في استعراضه لتجربته تلك، يعلق قائلا: «حصل فيلمي السابق على كثير من الانتقادات، لكن انطلاقتي هذه المرة ستكون مختلفة وسيأخذ الفيلم شكلا آخر، فقد كتب بلغة سينمائية قوية، وأنا أؤمن أن أهم خطوة في أي عمل هي الورق، إذا كان قويا ومكتوبا بشكل جيد فإن ذلك يتيح للمخرج أن يرتقى برؤاه وأن يقدم عملا جيدا. كذلك أصور الفيلم بتقنية مختلفة عن سابقتها؛ إذ نستخدم هذه المرة كاميرا Full HD وهي التي تعطي صورا ذات جودة سينمائية عالية»

يشارك في الفيلم أحمد الفردان كمخرج منفذ، فيما يشارك كل من محمود الحليبي، فهد مندي، وسلمان الزياني كمساعدين للمخرج. إدارة الإنتاج أسندت لمحمود شفيق، فيما يقوم عبدالنبي الفردان بأعمال التصوير.

ويقول الحليبي: «الفيلم يحمل كل الكوادر والعناصر التي تملك بصمات واضحة سواء في البحرين أو خارجها».

يشار إلى أن «حنين» الذي بدأ تصويره منذ يومين، يتوقع عرضه في مارس/ آذار المقبل بدور السينما في البحرين.

العدد 2631 - الأربعاء 18 نوفمبر 2009م الموافق 01 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً