العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ

يعتمر قبعة الفنان بعيون فوتوغرافية

الكوفي في معرضه الأخير

هكذا بكل بساطة يخلع الفوتوغرافي علي الكوفي قبعة المصور ليعتمر قبعة الفنان التشكيلي عبر معرضه الأخير الذي افتتحه الرئيس الفخري لجمعية الفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، بصالة الجمعية وقد دشن الكوفي تحوّله هذا بست وعشرين لوحة تشكيلية. في عرض حضره مجموعة من الفنانين والمهتمين والأصدقاء.

يذهب الكوفي في لوحته نحو التعبير عن ظلال أربعة محاور أساسية متداخلة وكأنها موضوعا واحدا أولها القرية ثم الحقل ثم الحصان ثم البحر، بل هي بتشابكها هذا تمثل موضوعا واحدا ربما هو الطبيعة والإنسان بشيء من الاختزال ولعل هذه الموضوعات دائما هي الأثيرة لهذا هذا الفنان سواء على مستوى الفوتوغرافيا أو هاهنا على مستوى التشكيل، فمن يعرف الكوفي سيجد أن هذه الموضوعات هي في الأساس اختياراته الفوتوغرافية بل الظريف أن بعض اللوحات ما هي إلا صور فوتوغرافية أثيرة لديه وشهيرة عند متابعيه أخذا يعالجها ويعالجها حتى استقرت في شكلها التشكيلي الجديد وكأنه مازال حتى في نسخته الأخيرة كفنان تشكيلي لم يستطع التخلص من فوتوغرافيته الواقعية التي لا يراوحها دائما.

ولذلك تجده يذهب نحو الموضوعات الأربعة الأثيرة لديه الحقل والقرية والبحر والحصان ليجسدها في أكثر من لوحة وبأكثر من شكل فربما تبدأ أول لوحة لديه بتفاصيل كثيرة وتنتهي بغياب التفاصيل شيئا ما ولكنه يحاول أن يراوح هذه الحالة حتى لا يبقى منها سوى الملامح أو الإحساس الذي يصنعه اللون وربما كان الطريق نحو هذه الحالة مازال وعدا قادما في الأثر.

وحين تجده يكرر الموضوع ذاته في أكثر من لوحة وبأكثر من تقنية حتى يغِّيب شيء من التفاصيل ستتأكد أنه مازال يبحث عن الصورة المعبرة والشكل الأخير الذي يقبل به وربما يستقر عليه فيكون هو البصمة الخاصة به كفنان فالحصان يستحوذ على أكثر من لوحة منذ اللوحة التفصيلية التي يحاول الفنان فيها أن يعبر عن قدرته في الرصد والتجسيد إلى لوحة يبدو فيها وجه الحصان في صورة بين التفصيل والتعبير ثم في لوحة أخرى يكتفي فيها بشيء من الإحساس ولوحة أخرى... إلى أن يأخذ شكله النهائي بلوحة تلفت المتلقي وتكون فريدة في هذا المعرض.

وكذلك كان موضوع البحر والقرية والحقل يتجسد في أكثر من لوحة ليستقر ربما في شكله النهائي الذي وصل إليه الكوفي في معرضه هذا مع ملاحظة أنه في موضوع الحصان كان أكثر وضوحا. في تحوّله من تخوم الشكل إلى نفثات الإحساس.

من يتأمل في معرض الكوفي تأخذه تلك اللمسات السريعة التي يحاول فيها الخروج من شكل الحصان وتفاصيله إلى صورة تعبيرية جميلة تبتكرها ريشة عابرة سريعة المسح على اللوحة سريعة الوثب كما هي قفزات حصان سريع، ولعل الكوفي انتبه لتوقف المتلقين كثيرا عند لوحة الحصان الذي لم يبق من شكله سوى تلك القفشات السريعة بما يجسد تلك السرعة التي يمر بها الحصان في أذهاننا كلمحة بارقة.

العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً