العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ

معد فيلم «حتى يبقى الماء» القعود: رصدنا تار يخ الماء في البحرين

في برنامج «مسامرات ثقافية» الذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»

الوسط - حبيب حيدر

«حاولنا أن نلقي الضوء على تاريخ الماء، وعلاقة الماء بحضارة البحرين، وما الأسباب التي قللت من منسوب المياه؟ وهنا يبدأ عمر مع النص ويلعب فيه كمخرج ويبدأ بوضع الرؤية الفنية، ويربط اللقاءات مع اللقطات الأرشيفية، ويتطلب التعامل مع الواقع إعادة تعديله بشكل فني جديد». جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج «مسامرات ثقافية» الذي يبث اليوم على «الوسط أونلاين» مع مخرج فيلم «حتى يبقى الماء» عمر آل سليس، والمعد أحمد القعود.

ما قصة فيلم « حتى يبقى الماء» وكيف تم إعداد الفيلم، وما الحكاية من ورائه؟

- آل سليس: الفيلم جاء نتيجة تعاون تلفزيون البحرين مع شركة «أي تي في» الشركة الأميركية Independent television voice وتم التعاون مع فرنسا العام 2007 لبث سلسلة أفلام وثائقية على قناة 55، وبعد أن تمت الموافقة وعرضت على الهواء كان هناك مشروع آخر يخص ست دول، منها البحرين وجنوب إفريقيا وكولومبيا والهند وسريلانكا وماليزيا وسنغافورة وعقد اجتماع في جوهناسبورغ في أبريل/ نيسان 2008، فتم الاتفاق على إنجاز هذا الفيلم.

كيف تم اختيار اسم الفيلم «حتى يبقى الماء»؟

- القعود: الأعمال الفنية، بحسب ما هو معروف، تطرح فيها مجموعة من العناوين التي لها علاقة بالموضوع، وعملية اختيار العنوان عادة تخضع لشروط من ضمنها أن يكون مثيرا، ومع عمر وضعنا مجموعة من الأسماء، فطلبت منه اختيار الاسم المناسب والأكثر إيحاء للجو العام في الفيلم.

ماذا وراء هذا الاسم؟

- القعود: العنوان يوحي بوجود مشكلة مائية «حتى يبقى الماء» فثمة أسباب عديدة وكثيرة تجعل الماء يذهب أو ينعدم أو لا يبقى ونحن نقوم بمحاولة ملاحقة هذا الموضوع ونسلط الضوء عليه حتى يبقى، فهي عملية إيصال للرسالة التي من خلالها يتنبه المشاهد أو المواطن أو الإنسان عموما إلى التعامل مع عنصر الماء بشكل آخر « حتى يبقى الماء».

ما غرض الفيلم هل هو توثيقي أو توجيهي أو توعية بأهمية المياه؟

- القعود: لا شك أن مشكلة المياه مشكلة عالمية، ولم تعد مشكلة خاصة بوطن معين، والأرض هي أمنا كلنا وكل ما فيها يهمنا، وإذا تلاشى تحدث مشكلة، ودائما ارتبط الماء بالحضارات الإنسانية، والقرآن الكريم يقول «وجعلنا من الماء كل شيء حي» فالحضارات الإنسانية كلها قامت على الأنهار وعلى الأحواض المائية فإذا انتهى الماء فهذه مشكلة كبرى.

الفنان عمر كم استغرق إعداد الفيلم وما هي كلفته؟

- آل سليس: لم يكلف الفيلم الكثير فالشركة دعمتنا بـ 6 الآف دولار؛ أي ما يقارب 2600 دينار، وتم الدفع بنوع من التجزيء مع كل مرحلة، إلى أن أرسلت النسخة النموذجية ليروا المسار الذي ننطلق فيه.

كم استغرقت من الوقت لإعداد للفيلم من الفكرة حتى إنتاجه والانتهاء منه؟

- آل سليس: أنا وأحمد كنا في فترة الذروة من الإنتاج حينها فهو كانت عنده أربعة أعمال وكنت منشغلا بعملين، لو أحصينا الأيام الفعلية في الإنتاج هي في حدود عشرين يوما.

ما الرؤية الأساسية التي اعتمدتها لإنجاز هذا الفيلم؟

- آل سليس: الرؤية الأساسية للفيلم تنطلق من البحرين، اسم مملكتنا، وهو الأساس الذي بنينا عليه الرؤية فالبحرين، كما يذهب البعض إلى أنها مشتقة من البحر المالح والبحر الحلو، هذه هي البداية التي انطلقنا منها، وللأسف هناك أشياء اندثرت وتلاشت مثل الينابيع البحرية والينابيع البرية كلها وتلاشت وكمواطن أنا مع أبناء من جيلي لم أشهد كثيرا منها، وما أعاصر إلا عذاري في آخر أيامها، وأحس أن الجيل الذي قبلي دائما يطلق الآهات والحسرة على العيون الكثيرة التي لم يبق منها شيء سوى في الذاكرة.

ما أهم المشاهد الأساسية التي يتكوّن منها الفيلم؟

- آل سليس: ركزت على أهمية الماء عبر مشهد شجرة الحياة كرمز بحريني مهم في التعبير عن أهمية الماء في الحياة بالنسبة إلى البحرين، ومشهد البحر الذي بدأ يتلون بالأسود بسبب النفايات المختلفة بعد أن كان نظيفا، ومشهد الحزام الأخضر المليء بالنخيل التي بدأ الماء ينحسر عنها، وكذلك الآبار والعيون التي لم يبق منها إلا الأحجار. والأمل عبر صورة الأطفال شمعة الحياة وهم يلعبون في البستان الأخضر الجميل بين الماء والنخيل، وفي المشاهد الفنتازية، أحسست أنه من ممكن أن نتفنن بالماء نفسه بأسلوب جديد فيه نوع من التقنية من حيث التصوير السريع وغيره.

ما أهم المراحل التي من خلالها تم إعداد الفيلم؟

- القعود: عادة في الأفلام الوثائقية هناك ما يسمى بالنص الإنشائي، وبعده يتغير النص كثيرا؛ لأنك في الوثائقيات تذهب نحو الواقع بمختلف أجزائه بعكس الأفلام الروائية الدرامية فالسيناريو يكون جاهزا منذ البداية، وهنا ليس عندك سيناريو جاهز، ونحن صنعنا النص الإنشائي الأولي وحاولنا أن نلقي الضوء على تاريخ الماء، وعلاقة الماء بالبحرين وحضارتها وما الأسباب الأساسية التي قللت من منسوب المياه؟ وهنا يبدأ عمر مع النص ويلعب فيه كمخرج ويبدأ بوضع الرؤية ويقلل حجم المعلومات الكثيرة، بحسب الرؤية الفنية، ويبدأ التحكم في التسلسل وربط اللقاءات مع اللقطات الأرشيفية ومراعاة النواحي الفنية التي لها علاقة بالموضوع، ودائما عملية التعامل مع الواقع تتطلب إعادة تعديله بشكل فني جديد، وهذا هو الجهد الأساسي.

ما أهم الذكريات الجميلة التي بقيت بعد إنجاز الفيلم؟

- آل سليس: من الذكريات الجميلة الطلعات الجوية بالطائرة العمودية؛ إذ ترى البحرين من على ارتفاع 500 متر. منظر خلاب. هذه أحلى الذكريات وكنا نريد أيضا التصوير تحت الماء لكن للأسف في تلك الفترة من شهر فبراير/ شباط كانت الرؤية تحت البحر غير مناسبة للتصوير إذ كان البحر متقلبا والجو مضطربا وللأسف لم نوفق لذلك اتجهنا إلى موضوع العناية بالمياه الارتوازية والجوفية وفي عمل آخر مستقبلا سندخل في عالم البحر لأنه عالم لوحده.

ما هو انطباعك بعد هذا الإنجاز؟

- آل سليس: فرحت بانطباع الحضور عن الفيلم وخصوصا المعلمة التي أوصت بعرضه في المدارس، وأتمنى أن أقدم أعمالا أخرى وتكون دائما في المقدمة.

يلحظ بعد عرض الفيلم من المداخلات أن هناك تعطشا شديدا إلى مثل هذه الأفلام الوثائقية، سواء من مداخلات التربويين الحاضرين أو المهتمين بمجال المياه وكأنهم وجدوا ضالة يبحثون عنها؛ إذ يطلبون أخذه إلى المدارس أو عرضه في المؤتمرات للتعريف بالماء في البحرين، فما تعليقك على ذلك.

- آل سليس: هذا بالنسبة لي نجاح، وكان هدفنا الأساسي ذلك، وهذا ما أسعدنا ونتمنى ذلك في الأعمال المقبلة.

- القعود: عادة الأفلام الوثائقية مملة أو جافة وليس فيها ذلك الأسلوب المشوق بينما العرض الفني الجميل هنا أمتعنا؛ إذ تصل المعرفة والمعلومة للمتلقي وهو مستمتع. وهو هذا الفن.

في النهاية ماهو انطباعكم بعد استماعكم للمداخلات والانطباعات.

- القعود: قدَّم وكيل وزارة الإعلام، محمد البنكي، تحليلا فنيا جميلا، يدل على رؤية فنية والرجل شاعري بالدرجة الأولى، وكان تحليله دقيقا حين أشار إلى أننا عادة حين نحلل بعض اللقطات الفنية لا نركب الرؤية العلمية الجافة على شيء فيه إحساس وصورة، إذ المهم الرسالة، ومشهد الماء والدلو والأطفال في النهاية يوصل الحس الفني ويهدف إلى إيصال الرسالة ولعل هذا ما تم فالعمل وصل إلى المتلقي بطريقة فنية.

العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً