العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ

الكاتبة كريدية توقع «لوامع من بقايا الذاكرة»

وقعت الكاتبة مروة كريدية إصدارها الجديد «لوامع من بقَايا الذاكرة» الصادر عن دار الدوسري للثقافة والإبداع في المقهى الثقافي المنعقد خلال معرض الشارقة الدولي الـ 28 للكتاب، وقد أشارت كريدية إثرالتوقيع بأن الديوان يُشكل نقطة فارقة في إنتاجها الأدبي إذ حرصت من خلاله على أن تقدم للقارئ إضاءات وإشارات ماورائية تتجاوز عالم الحسّ مرتكزة بذلك على التراث الروحي للحضارات الإنسانية التي تشترك فيما بينها في الحكمة الانسانية الخالدة.

وفي هذا السياق قالت : «لقد تناول أهل العرفان والباطن من الصوفية صورة استمرارية «مادية» كتعبير عن مفهوم «الوحدة»، تماما كما شبّه الهنود الأدفيتيون في معتقداتهم عن تغيّر الأشكال برغم إشتراكها في أصل المادة».

وتضيف: «إننا في عصر الخواء الروحي القاتل ربما نحتاج الى واحة روحية تستمد أوراقها من جذور فكر عارٍ عن التبعية بريء عن التبعيات العقائدية تستلهم الحكم الخالدة من إرث الانسانية وتُطلُّ إلى الأبديّة وتَخطُّ شَاخِصَات عَلى دُروب الحَياة ... ففي اللوامع تُفْصِح مِن خلالِهَا رُوحِي، عن بَعض تَجَاربها المُعمَّدة بجمال الواجد وبهائه وتتطلع إلى أفق وجودي رحب».

وعن كتابها (فِكر على ورق) الذي يتناول قضايا فكرية ونقدية أشارت إلى أن: «الكتاب ينتقد انغلاق بعض النماذج الفكرية المؤسّسة للفعل الثقافي والسياسي... انتقاد لا يستهدف الانتقاص بقدر ما يهدف إلى الإفصاح عمّا نعانيه في آنتنا الرّاهنة يعود لأفكار تكرّس الصراع وتخلّ بتوازن المجتمعات البشرية. وهو مجرد محاولة لأشارك من أحبّ أن يُطل إلى الفكر الإنساني بعيون وجودية؛ حيث تلك الطبيعة المُستترة في عمق حقيقتنا الكونيّة الساميّة التي تتجاوز حتى الفكر نفسه».

وردا على سؤالنا حول مواهبها المتعددة، وكيف أنها تستطيع الجمع بين العمل الفكري والإبداع الفني قالت إنها لا «تحترف» شيئا بعينه ولا تسعى لتحقيق «الإنجازات»، بل تؤكد أن جلّ ما تقوم به هو جزء من حركة كليَّة غير منقطعة، لذلك فهي تتصرف بتلقائية حسب الظروف.

وإن الكتابة بالنسبة لها كسائر شؤون حياتها انعكاس للخبرة المُعبِّرة عن ينبوع حبّ كامن ينكشف إبداعا بوصفه كمال التناغم اللامتناهي بين مكونات الوجود، فالإبداع عندها ليس حكرا على أحدٍ أو على فن بعينه بل هو الوجود نفسه، وتؤكد أنَّ الحرية تكمن في الانعتاق من الرغبة الدائمة بالتملك والحرص والتشبث، فالتخلي عن «أن نريد» يورث السعادة، كما ترى أن «النجاح الشخصي» لا قيمة له على الحقيقة إذا ما وضع في إطار إنجازات الحضارة الإنسانية، فلا يوجد شخص يستطيع أن ينجز بمفرده لأنه جزء من الكلّ الكونيّ.

ديوان اللوامع ضمّ ثلاثة أقسام ضمّنتها الكاتبة ببعض اللوحات التي لها صلة بمضمون القصائد وهذه الأقسام هي:

القسم الأول عنوانه «عَنقاءُ الَمَدائن ... لوامِع تسامت فوق الرّماد» وتناولت فيها الكاتبة قصائد تعبّر عن السلام وضرورة نبذ العنف والحروب كما ضمّنتها رثاء للمؤرخ نقولا زيادة.

أما القسم الثاني المعنون بـ «لَوامعُ النّقط .....في منازل الرّوح» فقد تناولت فيه قصائد تحتوي على إشارات في التصوّف الفلسفي كمفهوم التكوين والحضرة الإلهية .

القسم الأخير جاء بعنوان « لَوَامِع العِشْق .... في حضْرة الأنثى». وفيه تطلق الكاتبة لأنوثتها العنان معتبرة أن الانوثة كمفهوم هي مكان استقطاب وحضن لإعادة إنتاج المحبة والجمال الوجودي وتغرق الشاعرة فيه بالصور الحسّية والشغف وتصوير الرغبة.

وتُعدّ الكاتبة مروة كريدية واحدة من المهتمات بالقضايا الإنسانية واللاعنف، حيث تطرح العلاقات الاجتماعية والسياسية من خلال رؤية وجودية تتجاوزالانقسامات الاثنية والدينية والجغرافية، وقد عملت في ميادين فكرية متنوعة، ولها العديد من الأعمال الأدبية والفنية التشكيلية والخواطر الشعرية والأبحاث الميدانية في علم الاجتماع السياسي. شاركت في أعمال حوار الأديان واللاهوت المقارن، كما نشطت في ميدان الإعلام الثقافي ومن إصداراتها: «أفكار متمردة» في الفكر والثقافة والسياسة، و»معابر الروح» ديوان شعري، و»مدائن الغربة» في الفنون التشكيلية، و»فكرٌ على ورق» في الفكر والسياسة.

العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً