العدد 410 - الإثنين 20 أكتوبر 2003م الموافق 23 شعبان 1424هـ

بريمر يدرس اعتقال مقتدى الصدر

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

أكدت مصادر عراقية مقربة من سلطة الاحتلال ان قوات الاحتلال تدرس اعتقال الزعيم الشيعي الشاب السيدمقتدى الصدر. واكدت المصادر ان قوات التحالف مازالت مترددة في اتخاذ قرار الاعتقال باعتبار أنه قد يؤدي إلى تزايد شعبيته بين الشيعة العراقيين. الا ان المصادر نفسها لم تستبعد أن تقرر السلطات اعتقاله. واوضحت المصادر لـ «الوسط» ان قوات التحالف باتت تشعر بقلق متزايد من الزعيم الشاب، وصارت تعتبره مصدر تهديد لها. وأشارت الى ان المسئولين الأميركيين مقتنعون بأن «أعمال الصدر تستدعي الرد»، غير ان طبيعة ذلك الرد «لم يتحدد بعد». ولم تستبعد المصادر أن تتولى الشرطة العراقية أو فصائل شيعية أخرى توجيه ذلك الرد.

وأوضحت المصادر ان الحاكم المدني الاميركي بول بريمر أكد لاعضاء في مجلس الحكم الانتقالي انه يريد أن يتجنب إثارة أعمال شغب أو أي من أشكال العنف عبر التحرك ضد الصدر. ولكنه في الوقت نفسه يرفض تجاهل تحدي الصدر الواضح للقوات الأميركية والعراقيين المتعاونين مع الاحتلال.

وبينت المصادر عن اعتقادها أن هناك عددا من الأسباب تجعل القوات الأميركية مترددة في اتخاذ قرار التحرك ضد الصدر، وأوضحت أن بين الأسباب عدم التأكد من قدر الخطر الذي يمثله الصدر ومؤيدوه، وهم لا يعلمون عدد أعضاء «ميليشيا المهدي» التي أعلن الصدر تشكيلها والأسلحة التي يحملونها.

وكشفت المصادر ان اعضاء مجلس الحكم الانتقالي قد اختلفوا فيما بينهم بشأن ضرورة الرد على الصدر عبر اعتقاله، ورأى بعضهم «ان اعتقال الصدر قد يكون له تأثير غير مرغوب فيه، وهو تزايد شعبيته بين الشيعة العراقيين»، وأشاروا إلى أن الشيعة - وهم غالبية الشعب - يعانون حال من الإحباط بسبب استمرار الاحتلال لبلادهم.

ولكن المسئولين الاميركيين اوضحوا لاعضاء مجلس الحكم، حسب المصادر، انهم يرغبون التصرف بطريقة تضمن أقل حجم للخسائر في الأرواح، وتمنع أي تدهور في الأوضاع، ولكنهم ايضا يريدون في الوقت نفسه أن يوضحوا أنه لا يوجد أحد فوق قانون الإدارة الأميركية في العراق.

وكشفت المصادر انه في حال اتخاذ قرار باعتقال الصدر فان قائمة من الاتهامات يمكن ان توجه له من بينها التحريض على اعمال الارهاب والتسبب في اثارة الفتن فضلا عن توجيه الاتهام المباشر له بالتحريض على القتل في قضية مقتل السيدعبدالمجيد الخوئي في 10 ابريل/ نيسان الماضي في النجف الاشرف.

وأوضحت المصادر أن ثلاثة اشخاص هم من ضمن 23 آخرين القي القبض عليهم بتهمة المشاركة بقتل الخوئي قد أعترفوا خلال التحقيق بأنهم نفذوا جريمتهم بأوامر مباشرة من الصدر وقالت ان الثلاثة هم الذين قاموا بطعن رجل الدين الراحل فيما ساهم المتهمون الآخرون بإخراجه قبيل ان يلفظ انفاسه الاخيرة من أحد الدكاكين الذي حاول صاحبه انقاذه بتخبئته فيه ثم قاموا بسحبه في احد الشوارع القريبة من مرقد الامام علي بن أبي طالب(ع) الى ان قضى.

وأوضحت ان ملف التحقيق الذي انجزه قاضيان عراقي واميركي جاهز لتوجيه التهم رسميا لكل المتهمين بارتكاب الجريمة وكذلك المحرضين عليها وتقديمهم للمحاكمة بانتظار الظروف الملائمة للقيام بهذه الخطوة التي يتوقع ان تكون لها تداعيات خطيرة على الساحتين السياسية والدينية في العراق وخصوصا على مستقبل الصدر.

وفي تطور على صلة بالموضوع أعلنت القوات الأميركية امس أنها استعادت في عملية مشتركة مع القوات العراقية مقر المجلس البلدي في مدينة الصدر في بغداد، متهمة أنصار الزعيم الشاب بالاستيلاء عليه. وأضافت أن المجلس الشرعي استعاد مكانه. وبررت القوات الاميركية العملية بان «أنصار مقتدى الصدر استولوا من قبل على المبنى وهم الآن يحاولون استرداده». وأكد شهود عيان لـ «الوسط» ان القوات الأميركية اعتقلت 12 عضوا من أعضاء مجلس بلدية مدينة الصدر، بعد محاصرة مبنى مجلس البلدية. واشار الشهود إلى انه لم تحدث حتى الآن أية اشتباكات بين قوات مقتدى الصدر والقوات الأميركية بعد عملية شاركت فيها ست دبابات وعدد من الآليات المدرعة

العدد 410 - الإثنين 20 أكتوبر 2003م الموافق 23 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً