تتعدد أطر التواصل بين مصر ودول الخليج على جميع المستويات، غير أن العلاقات المصرية البحرينية تكتسب خصائص ومرتكزات خاصة تجعلها مثالا يحتذى به على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.
وفي هذا الإطار، يؤكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة محمد أشرف حربي أنه على الصعيد السياسي، تتسم العلاقات السياسية بين مصر والبحرين - وعلى مدار سنوات طويلة - بقدر كبير من التقارب والتنسيق المتواصل على مستوى القيادتين السياسيتين في كلا البلدين، «تؤكدها الزيارات المتبادلة بين الزعيمين وكان آخرها زيارة السيد الرئيس حسني مبارك لمملكة البحرين في 16 فبراير/ شباط من العام الجاري، والتي استغرقت عدة ساعات كان الهدف منها هو التعبير عن موقف مصر الثابت والدائم لمملكة البحرين حيال أي تهديد لأمن وسلامة أراضيها».
ويضيف «ولعل علاقة الأخوة والصداقة والتقدير المتبادل التي تربط الرئيس حسني مبارك وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتقدير المتبادل، تمثل استمرارا للعلاقات المتميزة التي ربطت الرئيس مبارك بالشيخ الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، غير أن أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين ونحن نحتفل بمرور عشر سنوات على تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد، هي قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في اطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية في اطار الشرعية الدولية».
يضاف لما تقدم، سعي قيادتي البلدين المستمر لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل التأييد في الترشيحات بالمحافل الدولية، وكان آخرها الموقف النبيل لمملكة البحرين في كونها من أولى الدول التي دعمت ترشيح مصر للوزير فاروق حسني لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو.
ولا يغيب عنا دورية انعقاد اللجنة العليا المصرية البحرينية المشتركة والتى سوف تعقد دورتها الثامنة يومي الثامن والتاسع من شهر ديسمبر القادم بالبحرين على مستوى وزيري الخارجية للبلدين، بالاضافة الي وجود لجان أمنية وعسكرية (الداخلية و الدفاع) مشتركة بين البلدين.
أما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، فقد انعكس هذا العمق في العلاقات السياسية على العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث بلغ حجم التجارة البينية بين مصر والبحرين إلى أكثر من 100 مليون دولار، وبلغت الصادرات المصرية للبحرين خلال النصف الأول من العام الحالي 18 مليون دولار، كما ارتفعت قيمة الاستثمارات البحرينية في مصر إلى ما يزيد عن 1.7 مليار دولار، والجهود ما زالت مستمرة على الجانبين لزيادة تلك الأرقام بما يتماشى مع مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وتطرق السفير وزير الاستثمار محمود محي الدين والوفد المرافق له المكون من 33 مستثمرا مصريا لمملكة البحرين في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2008، بالغ الأثر في فتح آفاق جديدة للاستثمار، حيث تناول اللقاء بحث الاتفاقيات التجارية ودراسة امكانية زيادة الاستثمار، والتعاون بين البلدين وتم الاتفاق على دراسة مشاريع كثيرة في مجالات متعددة مثل الألمنيوم والبتروكيماويات.
كما ترحب البحرين دائما باستقطاب عدد من الخبراء المصريين للمساهمة في مجالات التنمية التي تشهدها البلاد من خلال الهدف العام «لرؤية البحرين 2030»، وفي إطار الثقافة، هناك تشابه في الجذور التاريخية بين الشعبين المصري والبحريني وكيف لا وهما يمتلكان حضارتين من اعرق الحضارات القديمة، وهما إن شئنا الدقة الحضارة الفرعونية القديمة وحضارة دلمون العريقة، لذلك، لم تدخر مصر وسعا بأن تنقل الخبرة المصرية في توثيق التراث الحضاري والثقافي من خلال بروتوكول تعاون - وقع هذا العام - للعناية بالتراث الحضاري العربي والاسلامي والثقافي بين مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الاسكندرية ومركز عيسى الثقافي بالبحرين.
وفيما يتعلق بتفعيل علاقات التعاون الثقافي والاعلامي بين البلدين، فقد تم التوقيع في يونيو/ حزيران من العام 2009 على البرنامج التنفيذي للتعاون بين وزارة الإعلام المصرية ووزارة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين للفترة من 2009 - 2011، بغية تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الإعلام الخارجي، الإذاعة والتليفزيون، التدريب والتأهيل الإعلامي وتبادل الخبرات والمعلومات، إلى جانب تشكيل لجنة إعلامية مشتركة.
كما تم أيضا توقيع اتفاقا مع وزارة الثقافة المصرية بشأن «»البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين حكومتي مصر والبحرين للأعوام 2009 - 2011 وينص على التعاون بين البلدين في مجالات: الفنون التشكيلية، المسرح والموسيقى والأوبرا، الكتاب والمكتبات، ثقافة الطفل، السينما، الأسابيع الثقافية، الآثار، فضلا عن تبادل الزيارات والمعارض، وغيرها من المجالات الثقافية والفنية، مختتما بتوجيه التهنئة بالذكرى العاشرة لجلوس لعيد جلوس جلالة الملك والعيد الوطني الثامن والثلاثين الى البحرين، ملكا وحكومة وشعبا، منوها الى أن الحديث يطول عن حجم العلاقات الوثيقة بين البلدين في شتى المجالات ولعل القلم هنا قد ألقى الضوء على قليل من كثير.
العدد 2658 - الثلثاء 15 ديسمبر 2009م الموافق 28 ذي الحجة 1430هـ
