قوبلت دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول إلى توسيع الديمقراطية في الشرق الأوسط بانتقادات شديدة من معلقين عرب اتهموه بتجاهل احتلال «إسرائيل» للمناطق الفلسطينية.

وقال بوش في كلمة شاملة عن السياسة الخارجية ان الاستراتيجية الأميركية لدعم الزعماء العرب غير الديمقراطيين على مدى الستين عاما الماضية كانت فاشلة، وطالب سورية وإيران وحتى مصر وهي حليف مهم لواشنطن بتبني الديمقراطية.

وقد رحب متحدث باسم السفارة السعودية في لندن بتشجيع الولايات المتحدة للإصلاح في الشرق الأوسط، ولكنه قال ان التدخل في شئون الدول الداخلية أمر مرفوض.

وتساءل رئيس تحرير صحيفة «اراب نيوز» التي تصدر باللغة الإنجليزية في السعودية خالد المعينة كيف يمكن لبوش ان يدعو إلى حريات أكبر في حين يتجاهل احتلال «إسرائيل» للمناطق الفلسطينية، وأضاف قائلا: «إننا في العالم العربي نعتقد انه إذا جاءت الحرية والديمقراطية إلى المنطقة فإنها يجب ان تأتي إلى الجميع وليس إلى مجموعة مختارة. إننا أيضا نطالب بالحرية والديمقراطية للشعب الفلسطيني. وعندئذ فإنها (تعليقات بوش) ستكون لها صدقية».

ورد الوزير الفلسطيني صائب عريقات على كلمة بوش بأن حث الرئيس الأميركي على تأكيد رؤيته للديمقراطية في الشرق الأوسط بمساعدة الفلسطينيين على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة.

ولكن مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون دوري غولد قال في تعليقات بعد ان وجه بوش كلمته ان السلطة الفلسطينية حولت مرارا الخطة التي ترعاها الولايات المتحدة والمعروفة بـ «خريطة الطريق» إلى «طريق مملوء بالعقبات بفشلها في تبني إصلاحات الديمقراطية والإجراءات الأمنية اللازمة للتحرك قدما نحو السلام».

وتعهد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع يوم الاثنين الماضي بإجراء الانتخابات في يونيو/حزيران المقبل في خطوة تفي بمطلب دولي ومحلي للإصلاح.

وقالت صحيفة «الرأي» الأردنية ان ما ذكره الرئيس الأميركي عن تدني الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ومحاولة الإيحاء بأن الحكومات في المنطقة وحدها تتحمل المسئولية عن ذلك يزيد من الهوة الفاصلة بين المنطق الأميركي ومنطق شعوب المنطقة ودولها