قطعت بنحرك سيف الممات

فمنه تفجر نبع الحياة

ورودا صدورا قياما قعود

وأنت تروي سني الخنوع

تربعت فوق سنام الخلود

وأصبحت مختلف الثائرين

عِجال الرحال رقال الهزال

تلاحقُها ومضات النجوم

هناك هناك بقبر الحسين

وقلب النبي هناك ثوى

هناك علي طويل النحيب

وعين البتول بلطمتها

وما شئت من ملك لا يقوم

فهموا لمزدحم الطائفين

على روضة تحت اطباقها

وقد ركزته العدا بين ذين

فأجنح رأسه كالمستحيل

وقال لجثمانه خلني

ويا نفس لا تخلدي للبقاء

وقولي الى الله جاء الحسين

ظمأت وأظمأت ماء الفرات

وعنَّ له منك طيف الخيال

أصبت بعين الابا ذا الجناح

فغض اسفا يا زلال الفرات

تكدرت بالذل عند الحسين

ومن ريقه عسل المرضعات

إذا ما نثا منك ريح الهوان

وكان الغليل به مرجل

وراح يعالج داء القروم

فريد العزيمة وتر الحسام

يلاقي الكماة فزاع الشرودِ

إذا كبر الله لبى الصقيل

وصعق السماء فرند لموع

إذا ما اشرأبت طلاء الرؤوس

أناب المران محل البيان

فلما تقرب حتف القضا

تلقف بالقلب سهم المنون

وقال اذبحيني كابن الخليل

وقال إلى الخيل هيا اصعدي

فضج الملائك ما للقضا

وكذبت شمرا بما يدعي

فنهلا وعلا من المنبعِ

وزحفا الى حوضك المترعِ

لتخضر من عزك الممرعِ

فأعيا الفناءُ عن المطلعِ

وجمع الكرامة والمجمعِ

وما غير مثواك من مزمعِ

ويزجرها البرق هيا اسرعي

يد الله مبتورة الاصبعِ

بسهم تلوى ولم ينزعِ

وحسبك من نحبة الانزعِ

على القبر دامية المدمعِ

من الساجدين أو الركعِ

على روضة الشرف الأرفعِ

بقايا مكسرة الاضلعِ

يرى بالخضوع أو المصرعِ

وطار الى ذروة المشرعِ

أحس بثقل وأنت معي

ومن منحري بالدماء اطلعي

بثوب الدماء ولم يخضعِ

فلم تعطه شرف المجرعِ

على صهوة الأبلج الابقعِ

فعز وعف عن المكرعِ

وفض للبهائم والخنع

فشامك مستنقع اليرمعِ

يضج من الحنظل اللاذعِ

نثا المسك من عزه الاضوعِ

يقاذف من سمه المنقعِ

بشاف من القد والمقطعِ

سبوحا على سابح الاربعِ

كأنه آت الى المفزع

نداه على هامة الاشجعِ

يلوح على كفه الالمعِ

دعاها خسأت خذي واهطعي

وأسجع بالثاقب المصقع

وفرض الرجوع إلى المبدعِ

وبالودجين شبا اللامع

أنا الذبح اياك أن ترجعِ

على ألم الذل في أضلعي

رأينا كمثله من طيعِ