العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ

تاريخ كرانة وموقعها في الحزام الأخضر

كانت قرى البحرين قبل نضوب الماء العذب تشكل غابة كثيفة من الأشجار تعرف بالحزام الأخضر، وبلديا بشارع النخيل. كانت في شكلها الزراعي وأشجارها الباسقة تشبه غوطة الشام، وكانت هذه التسمية تكتب في الوثائق العقارية (الطابو) والتاريخ «كرانا» ألف بدلا من التاء المربوطة. لا يوجد لهذا معنى في اللسان العربي بل قرأتها في المعاجم الفارسية بمعنى (ساحل دريا) أي ساحل البحر وهي بالفعل والقرى التابعة لها جاثمة على ساحل البحر الذي بدأ العمل في ردمه ليصبح برا لا بحرا بفعل الإنسان. أما القرية الصغيرة التابعة لها «حلة السيف، الرقعة، ألوطية، ونور كرفت».


قرية حلة السيف

روى لي أحد الرجال أن هذه القرية انجلى عنها أهلها في ليلة ظلماء عند سماعهم أنباء هجوم قبلي قد يفني رجالهم ويسبي نساءهم، فسافروا بالقوارب الشراعية إلى البصرة والمحمرة (خرمشهر) والقصبة لحقن دمائهم وصون شرفهم. لا شك في هذه الرواية فإن البحرين تعرضت إلى غارات بسبب مغادرة السكان القرية أقفل جدنا مخابزه ورجع إلى القرية، أما أهالي الرقعة فقد انضموا إلى الأم «كرانا» قبل خمسين عاما وتركوا حسينية يرجع تاريخها إلى نحو 250 عاما كما يُروى.


علماء «كرانا»

منهم السيد العلامة السيد عبدالله القاروني نزيل كرانة و كان أوحد زمانه له شرح المغني اللبيب. يقول صاحب «أنوار البدرين». «وقفت على مجلد منه كبير لم يبلغ الأوسط باب الألف وهو كثير الأبحاث دقيق الأنظار ومنها شرح العزة في اللغة العربية وهو من القرن الحادي عشر وكانت وفاته سنة 1028 هجرية وقد رثاه العلامة السيد ماجد بن السيد هاشم الغريفي البحراني بهذه الأبيات:

رثت لفقد لذة الفضل فشت خلافك آفة الجهل

وتنكبت سبل الهدى عصب قد كنت هاديها إلى السبْل وقد ذكرت ترجمته في أكثر من مصدر من تاريخ البحرين .


الزراعة و طريقة الري

وكانت في القرية عينا الجن وفضل وكانتا ترويان مساحات من النخيل الشاسعة ولسوء الحظ فقد نبض ماؤهما أما الزراعة الأخرى (الدولاب) قبل الماكينات الحديثة فكانت طريقة الري في البحرين بدائية، وكانت الزراعة تسقى على (الجازرة أو الزاجرة) تجرها الثيران والجادوف. لقد جفت جميع الآبار وعيون الماء العذبة وماتت الزراعة إلا أن بعضها باق يسقى بماء المجارى، ونظرا إلى شحة المياه الجوفية العذبة فقد انخفض مستوى الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ. والذي زاد الطين بلة أن الثروة السمكية أيضا تلاشت كليا، وذلك لما أقدم المسئولون عليه مع ما يسمى بمشروع نورانا بردم البحر. لقد ردمت بالطين مصائد صيد الأسماك (الحضور) وغيرها من المصادر الثروة السمكية.

العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً