العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ

لجنة فرز وتحكيم جديدة تعيد فناني البحرين الشباب للأضواء

وقفات على معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية 36

في لفتة مفاجئة هذا العام من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، شهد المعرض هذا العام عدد من المواهب والوجوه الشبابية التي تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث السنوي. هذه الوجوه قد يعتبرها كثيرون شابة وجديدة على الساحة الفنية، لكن الواقع هو أن معظم هذه المواهب التي شاركت كان لها دور في سنوات خلت، منعتها من المشاركة أسباب متباينة من بينها الانشغالات الحياتية، أو عدم تجاوز أعمالها المقدمة للمشاركة في دورات سابقة، لجان الفرز وذلك لعدم استيفائها لمعايير هذه اللجان. بالطبع لا ننكر وجود وجوه جديدة في الدورات السابقة لكن ليس بذلك الزخم الذي يصوره الآخرين.

مهرجان هذا العام اختلف بشكل مفاجئ في حلته الستة والثلاثين، حيث كان العزوف الواضح من قبل بعض الفنانين ممن لهم ثقلهم في الساحة الفنية، عن المشاركة مثل الفنان «إبراهيم بوسعد». بعض هؤلاء الفنانين شارك في المهرجان، لكن لم يدخل المسابقة، مثل الفنان عبد الله المحرقي وعبد الرحيم شريف.

هذا التوجه جيد لأنه على الأقل يضمن وجود منافسة شبابية يمكن لها أن تؤدي دور كذلك الذي قام به جيلان سابقان من الفنانين هما جيل السبعينيات والثمانينيات.

وعلى الرغم من وجود اعتراضات واسعة هذا العام على معايير لجنة الفرز، وهو أمر يحدث سنويا، إلا أن هذا الأمر يعد إيجابيا إذ إنه منح الشباب والفنانين الجدد فرصة المشاركة.

كذلك فإنه وعلى رغم وجود تحفظات على الطريقة التي تم بها هذا التحول، إلا أنه، وبحسب اعتقادي، أمر لن يستمر لسنوات أخرى إذا لم يكن للمشاركين الجدد الجدية في التغيير وتقديم ما هو أفضل. وقد لا يعيش المشاركون في المعارض المستقبلية نشوة المشاركة، إذ إن وزارة الثقافة بحسب اعتقادي تتجه إلى تشجيع جميع المواهب، بشرط ألا يكون ذلك على حساب الآخرين إذ أن الوزارة ترتئي من وراء هذه الحركة إبراز وجوه جديدة وذلك بهدف تغيير الجو العام للمعرض الذي ظل متقارب في الروح والثيمات المتكررة لسنوات عديدة.

معرض هذا العام حمل مفاجآت كثيرة اطلعنا عليها من خلال نتائج التحكيم التي لم تكن متوقعة بتاتا، ولاسيما جائزة الدانة التي حصل عليها الفنان «خليفة شويطر» بعمله ذو التوجه السريالي. وشويطر من الفنانين الذين غابوا عن المشاركات في الأعوام السابقة، ولذا فإنّ فوز عمله الواحد الذي اجتاز لجنة الفرز يعطي إشارة واضحة إلى التنويع في المدارس الفنية المشاركة وهي سابقة لم تحدث من قبل في هذا المعرض. أما الجوائز التقديرية الأربع فقد كانت من نصيب كل من محمد المهدي وعلي خميس وعلي مبارك وهدير البقالي.

وتحصل البقالي على جائزة المعرض لأول مرة، فيما حصل باقي الفنانين عليها في أعوام سابقة. وامتازت أعمال البقالي بنوع من عفوية الطفل العابث على سطح ليس له حدود يقف عنده الخط أو ينتهي به اللون، أو أن تكون هناك جاذبية تسيطر على أشكالها المتفاوتة في فضاء اللوحة.

أما علي مبارك فقد تعمد خلق حالة الفضاء ليوزع به رموزه الفلكية في أنحاء مختلفة وبعدة أحجام في توجه منه لخلق حالة الفضول الغير مصطنعة لإثارة المشاهد في تفكيك موتيفات عمله، بينما قدم علي خميس عمله (الجرافيك) باللونين الأسود ومضاده الأبيض في عدة درجات مع اختلاف الكثافة في محيط عمله.

أما «محمد المهدي» فلا زال يبحث عن ذاته في أعماله في مذكرات أيامه الطفولية عادة وإن بحث عنها في سنوات أخرى من سنين حياته المتقدمة أيضا إلا أن ما يشغله هي الطفولة المليئة بالأحداث ولا سيما تلك التي كانت لها بصمات واضحة في ذاكرته لينتفض بها في أعماله الأخيرة. وقد عمد إلى طرح ما أسماه بكابوس الحادث في تصور منه إلى التوحش برسم سيارة ذات روح تسعى لافتراسه بأسنانها الخلابة إلى الانقضاض على فريستها.

بعد هذا التوجه من قبل الوزارة هذا العام، هل تمنح الوجوه الجديدة متسعا من الاندفاع للمشاركة في السنوات المقبلة؟ سؤال نترقب إجابته في المعرض السنوي المقبل.

العدد 2694 - الأربعاء 20 يناير 2010م الموافق 05 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً