قال رئيس قسم مراقبة الأغذية في إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة محمد الحداق لـ «الوسط» إن القسم استقبل 419 شكوى في العام 2009 متعلقة بالأغذية ومخالفة المنشآت الغذائية للمتطلبات الصحية وذلك عبر الخط الساخن المخصص للشكاوى بالإضافة إلى البلاغات الأخرى التي وردت إلى القسم عن طريق الخط العادي وتمت متابعتها من قبل اختصاصيي الصحة العامة.
وذكر أن متوسط الشكاوى كان نحو 8 في المئة للشهر الواحد من إجمالي البلاغات أي بمعدل 35 بلاغا لكل شهر، وهو أكثر ارتفاعا بالمقارنة مع العام 2008م.
وعزا الحداق هذه الزيادة إلى عدة أسباب أهمها، «النمو الاقتصادي وازدياد أعداد محلات الأغذية بوتيرة متسارعة وبالتالي زيادة نسبة التجاوزات المرصودة، وأيضا تنامي وعي المستهلكين بأهمية التبليغ عن المخالفات الصحية، وكذلك لاستمرار نشر رقم الخط الساخن عبر الوسائط الإعلامية المتنوعة».
وذكر رئيس مراقبة الأغذية أنه «جاء في دراسة إحصائية تحليلية أعدها اختصاصي مراقبة الأغذية مجتبى التتان أن شهر أغسطس/ آب شهد أكبر عدد من الشكاوى بالنسبة إلى بقية أشهر السنة الماضية، بينما سُجِّلت أقل نسبة من الشكاوى في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي».
وأضاف أن ذلك «يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها في هذا الشهر وهي من أكثر الفترات التي ترتفع فيها عادة نسب الإصابة بالتسمم الغذائي والاضطرابات الناجمة عنه، فالجو الحار يتيح فرصا تلائم نمو البكتيريا ونشاط الجراثيم وتكاثرها وبالتالي تزيد فرصة تلوث الأطعمة واحتمالات الإصابة».
ومضى الحداق «وجدنا من خلال الدراسة أيضا أن النصيب الأكبر من البلاغات شمل فئة المطاعم والكافتيريات على مستوى المنشآت الغذائية تلتها البقالات وبعدها مراكز بيع المواد الغذائية الكبيرة»، مردفا «أما بالنسبة إلى مواضيع الشكاوى فقد تصدرت قائمتَها مشكلة المواد الغذائية منتهية الصلاحية تلاها تدني مستوى النظافة العامة للمحلات الغذائية وخاصة المطاعم، فيما جاءت مشكلة وجود الحشرات بالمواد الغذائية في المرتبة الثالثة، وتفاوتت المواضيع الأخرى بين تعفن الأغذية وتغير مواصفاتها ووجود أجسام غريبة بها وبين أساليب الحفظ والتخزين والطهو».
وأضاف «شملت الحالات أيضا الغش التجاري في الأغذية والأنشطة الغذائية غير المرخصة والمحلات التي تتجاوز النشاط المسموح به، وتجاوزت الأكل لتشمل عددا من الموضوعات ذات الصلة مثل التدخين والمفرقعات التي تحتوي على صورة فواكه في تمويه غير جائز ويخالف الأحكام الخاصة وغير ذلك من المواضيع، وبالتالي نجد أن الدراسة سلطت الضوء على محورين مهمين أولهما تصنيف وإحصاء شكاوى الخط الساخن بحسب نوع المنشأة الغذائية والثاني تصنيف واستقراء البلاغات بحسب موضوع الشكاوى الواردة».
من جهته، أكد اختصاصي مراقبة الأغذية مجتبى التتان أن «جميع هذه الشكاوى حظيت بالمتابعة الجادة والاهتمام المطلوب، وتوصلت إدارة القسم من خلال هذه الدراسة إلى توصيات وقرارات مهمة تهدف إلى مكافحة جميع أنواع المخالفات الصحية لدى المنشآت الغذائية بسائر أنواعها».
وأوضح التتان أن «من بين هذه الإجراءات التخطيط لرسم سياسات رقابة غذائية مكثفة على الفئات التي سجلت المعدلات الأعلى في قائمة الشكاوى بالإضافة إلى تفعيل الدور القانوني وسن إجراءات جديدة تكفل الحد من مثل هذه الظواهر غير الصحية لدى المحلات الغذائية وأيضا تنشيط دور فرق العمل الميداني وتكليف لجنة متخصصة بعقد الاجتماعات الدورية لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات الهادفة إلى رفع مستوى تقيد المحلات الغذائية بالاشتراطات الصحية بما يعزز صحة المستهلكين ويحقق شعار الغذاء الآمن للمجتمع في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القسم».
يذكر أنه تم تدشين الخط الساخن لقسم مراقبة الأغذية مطلع شهر يوليو/تموز من العام 2008م وكانت حصيلة الشكاوى الإجمالية للشهور الستة الأخيرة من ذلك العام بلغت 198 بلاغا، أي ما معدله 33 بلاغا للشهر الواحد، وهذا المعدل أقل كما هو واضح عن العام الذي أعقبه فقد زاد معدل البلاغات لكل شهر في العام 2009م بنسبة 2 في المئة.
وذكر الحداق أن قسم مراقبة الأغذية يحرص على متابعة هذه البلاغات أولا بأول وتطبيق الإجراءات والعقوبات اللازمة على المحلات المخالفة، كما يسعى من خلال الزيارات التفتيشية الروتينية والحملات المكثفة التي تجرى من فترة لأخرى إلى تقوية النظم الغذائية ومعايير السلامة التي تضمن سلامة وجودة الأغذية من خلال متابعة سائر أنواع المنشآت الغذائية من بقالات ومطاعم ومخابز ومصانع أغذية بالإضافة إلى محلات بيع اللحوم والدواجن والمخازن والأسواق المركزية».
واستطرد الحداق «يقوم المفتشون الصحيون بالتفتيش والتحقق بشكل دقيق من استيفاء عناصر السلامة والاشتراطات الصحية ومراقبة تواريخ صلاحية المواد الغذائية ومراقبة طرق حفظ وتخزين الطعام، وتحليل المخاطر الغذائية ونقاط المراقبة الحرجة، وتحليل الأغذية مخبريّا بما يمنع عمليات الغش والتحايل، كما يتولى القسم مهمة تفتيش منتجات الأغذية الواردة والإشراف على عملية إتلاف الأغذية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، ويقوم اختصاصيو الصحة العامة أيضا بالكشف على المحلات الجديدة وترخيصها ومعاينة الأغذية المراد إعادة تصديرها والتحقيق في حالات التسمم التي ترد حول محلات الأغذية ومتابعتها».
وأهاب رئيس قسم مراقبة الأغذية بجميع المواطنين والمقيمين ضرورة التبليغ عن أية مخالفات أو حالات غير صحية تتعلق بالمنشآت الغذائية عن طريق الخط الساخن وهو : 39427743، ويؤكد القسم في الوقت ذاته سعيه الحثيث نحو تحسين نظم وخدمات مراقبة الأغذية وتدشين حملات مكثفة جديدة في مختلف محافظات المملكة من أجل تعزيز سلامة الأغذية وجودتها بما يدعم إستراتيجية مراقبة الأغذية ويضمن صحة المستهلك ويساهم في النهوض بالواقع الصحي للمجتمع.
العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ