العدد 2724 - الجمعة 19 فبراير 2010م الموافق 05 ربيع الاول 1431هـ

انسحاب الولايات المتحدة يفسح مجال غزو القمر لطموحات منافستها الصين

أفسح قرار الولايات المتحدة التخلي عن برنامج العودة إلى القمر المجال أمام الصين لتكون الأمة المقبلة التي تغزو التابع الوحيد للأرض، ما اعتبر نصرا رمزيا لبرنامج أكثر تقشفا وبراغماتية من البرنامج الأميركي.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في بداية فبراير/ شباط نيته التخلي عن برنامج (كوكبة النجوم) المكلف الذي أطلقه سلفه جورج بوش وكانت بلغت نفقاته أكثر من عشرة مليارات دولار أي نحو عشرة أضعاف كلفة برنامج الفضاء الصيني، بحسب أرقام رسمية.

وفي حال تمت الموافقة على مقاربة أوباما في مشروعه لميزانية 2011، فان الأميركيين لن يعودوا إلى القمر الذي سبق لهم وان نظموا ست رحلات إليه بين 1969 و1972.

وفي الصين لم يصدر رد فعل من أي مسئول كما تجنب الخبراء أي تحليل.

وقال فو سونغ من مدرسة علوم الفضاء في جامعة شينغهوا ببكين «لا يمكننا أن نقول إن القرار الأميركي بوقف برنامج العودة إلى القمر يمنح أفضلية للصين، كما انه لا يمكننا بالتأكيد القول إن الصين لحقت بالولايات المتحدة» في هذا المجال.

وأضاف أن «الصين ستتابع في هدوء برنامجها المقرر لاستكشاف الفضاء».

وتبنى الصينيون مقاربة براغماتية جدا منذ أن أطلقوا البرنامج الفضائي المأهول الذي أقرته الحكومة في 1992 اعتمادا على تكنولوجيا روسية.

ولم ترسل بكين أول رائد فضاء إلا في 2003 لتصبح ثالث بلد يقوم بذلك بعد الولايات المتحدة وروسيا.

وأوضحت ايزابيل سوربي-فيرجي المكلفة بالأبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا والمتخصصة في برنامج الفضاء الصيني «انه برنامج فضاء غير مكلف جدا ومحسوب بعناية لجهة العلاقة بين التسيير الذاتي والنجاعة والاستقلالية».

ولا يتضمن البرنامج الصيني لغزو القمر «شانغ اي» تاريخا دقيقا لإرسال رائد فضاء إلى القمر، ويشير مهندسون إلى أفق 2020 بعد إرسال صاروخ غير مأهول قبل 2013.

ولاحظ بيتر كوغلاي المتخصص في الصين في مركز الأبحاث الأميركي سي ان ايه «حتى إن لم يحصل الهبوط الصيني على القمر بحسب الجدول المقرر، فان ما يهم الحزب الشيوعي الصيني أكثر هو الخبرة التقنية المكتسبة وتعزيز الإشعاع الوطني».

وعلاوة على ذلك يضيف الخبراء انه ولى زمن السباق لغزو الفضاء لستينات وسبعينات القرن الماضي حين كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي يخوضان مواجهة إيديولوجية وتكنولوجية للهيمنة على العالم.

وقال جيمس لويس من مركز الأبحاث الإستراتيجية والدولية بواشنطن «بشكل عام الصين متخلفة عن الولايات المتحدة من الناحية التكنولوجية والحضور في الفضاء. وتشغل الولايات المتحدة عشرات الأقمار الصناعية أما الصينيون فلا يشغلون إلا بضعة أقمار».

وأضاف إن «القلق الحقيقي يتعلق بالتوجه حيث تتزايد القدرات الصينية في حين يبدو أن الأميركيين عالقون في وضع صعب رغم مليارات الدولارات التي أنفقوها».

وبالرغم من كل ذلك يمكن النظر إلى هذا الوضع على انه صعود متنام للصين كقوة من الطراز الأول في مواجهة الولايات المتحدة، في هذا المجال.

وقال لويس «أنا أرى في ذلك تأكيدا لأفول نجم الولايات المتحدة. ربما يكون تراجعا مؤقتا ناجما عن الأخطاء العديدة التي ارتكبت في ظل إدارة بوش».

وقد يتخذ مشي أول رائد فضاء صيني على سطح القمر شكل الانجاز غير المسبوق لدى مواطنيه.

وقالت سوربيس-فيرجي «في 1969 لم يكن عدد الصينيين الذين يشاهدون التلفزيون كبيرا وبالتالي فان مشاهدة رجل يمشي على الأرض يوما ما سيشكل حدثا غير مسبوق بالنسبة إليهم لأن الإنجاز الأميركي الأول ليس محفورا في الذاكرة الصينية».

بيد انه سيكون على الصين الأخذ في الاعتبار منافسين آسيويين آخرين مثل اليابان والهند اللتين لديهما أيضا طموح بغزو القمر.

العدد 2724 - الجمعة 19 فبراير 2010م الموافق 05 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً