العدد 2724 - الجمعة 19 فبراير 2010م الموافق 05 ربيع الاول 1431هـ

دول غرب آسيا الضعيفة والمخاوف من تنظيم «القاعدة»

يهدد «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» دولا ضعيفة في غرب إفريقيا بجرائم تصيبها بالشلل، مثل ضلوعه في جرائم خطف رهائن وتهريب كوكايين ولكن ليس بهجمات إرهابية واسعة النطاق.

وتوفر الفدى والأموال التي يجنيها التنظيم من تجارة المخدرات في دول مثل موريتانيا ومالي والنيجر تمويلا قد يجذب متشددين من دول فقيرة في وقت تتعرض فيه قيادة التنظيم في الجزائر إلى ضغوط.

لكن الأثر الرئيسي المترتب على أنشطة التنظيم سيكون على الأرجح تصاعد الجريمة المنظمة العنيفة في المناطق ذات مشاريع الموارد المزدهرة مقارنة بهجمات لها دوافع آيديولوجية يريد التنظيم منها أن يتصدر العناوين ويقتل العشرات.

وقال سوميلو بوبيي مايجا، وهو وزير دفاع سابق في مالي يعمل الآن مستشارا أمنيا «يستمد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قوته من ضعف الدول... تفكر الدول في غالبية الأحيان في استمرارها السياسي بدلا من الاستراتيجية، وهذه منطقة ستصبح مهمة بشكل متزايد للغاية». في إشارة إلى وجود مخزونات كبيرة من النفط والغاز والمعادن في المنطقة.

ويحتجز التنظيم في الوقت الحالي ست رهائن غربيين وتربطه صلات بتجارة الكوكايين بين دول منطقة الصحراء الكبرى تقدر بملايين الدولارات. وأثار الجناح الجنوبي من «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» مخاوف أمنية في الشهور القليلة الماضية.

وقال رئيس لجنة تابعة للأمم المتحدة تتولى مراقبة شئون «القاعدة» وحركة «طالبان»، ريتشارد باريت، لرويترز «إذا قمت بحساب الأمر على أساس تلقي فدية تقدر بنحو ثلاثة ملايين يورو لكل رهينة فهذه مبالغ طائلة. تلقوا هذه الأموال في الماضي مقابل رهائن».

ويعتقد محللون أن جماعات محلية هي التي غالبا ما تخطف الرهائن ثم تسلمهم إلى إسلاميين في المنطقة. وتتضمن المفاوضات مزيجا من مطالب جهادية معلنة وطلبات خاصة بدفع فدى بملايين الدولارات.

وأطلق التنظيم سراح كل الرهائن الذين احتجزهم فيما عدا بريطاني قتل العام الماضي.

ويتورط الجناح الجنوبي من التنظيم أيضا في تهريب السلاح والسجائر وفي الآونة الأخيرة الكوكايين الذي أصبح أهم بضاعة تدر الربح في منطقة صحراء شاسعة لها تاريخ حافل في نشاطات التهريب.

وأطلق وكلاء أميركيون عملية لمكافحة المخدرات في الآونة الأخيرة أسفرت عن القبض على ثلاثة أشخاص من مالي في غانا قالوا إنهم أعضاء في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» ما أثار مخاوف من أن يتورط التنظيم في التجارة المربحة وأدى إلى عقد مقارنات وصلات بينه وبين متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).

لكن الواقع في منطقة الصحراء مختلف فالإسلاميون ليسوا سوى مجرد قطعة واحدة في أحجية معقدة من الشبكات القبلية والإجرامية يجب عليهم التعاون معها ومنافستها.

وقال رئيس برنامج إفريقيا جنوب الصحراء في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ألان أنتيل وهو مؤسسة بحثية مقرها باريس «هذه تحالفات مؤقتة. إنها لعبة ماكرة للغاية وتوزع الطرق على الجماعات».

وفي إشارة إلى تراجع نشاط «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الجزائر» بعد حملة أطلقت العام 2007 يرى محللون أن زيادة العائدات من عمليات يقوم بها التنظيم في غرب إفريقيا ستكون مفيدة له في وقت يتعرض فيه لضغط من القوات الجزائرية وقيادة «القاعدة» التي تريد شن هجمات مقابل استخدام اسمها.

وتكافح حكومات إقليمية للتوصل إلى حل وتم تأجيل قمة أمنية مرارا.

ويقول محللون أيضا إن الجزائر تشعر بالإحباط لأن جيرانها الجنوبيين لم يسيروا على نهجها العسكري القوي.

وقال جوناثان وود، من شركة كونترول ريسكس، إن من الواضح أن هناك تهديدا متزايدا فيما يتعلق بمخاطر السفر لكن المستثمرين من غير المرجح أن يثنيهم هذا عن الدخول في مشاريع بالمنطقة.

وأضاف أن تضاؤل التعاطف مع الآيديولوجية المتشددة سيحد أيضا من الدعم الذي يحصل عليه التنظيم وغالبية أعضائه من الجزائريين لأن المشاكل المحلية ستكون لها الأولوية وليس الجهاد العالمي.

والتأثير الأخطر والأهم لدخول «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في دوائر المجرمين والمتمردين سيكون هو تعزيز المنافسة بشأن التهريب وتفاقم الفساد وبالتالي تصبح دول المنطقة أضعف حالا.

وحذر محلل المخاطر السياسية، ديفيد جوتليوس، لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي العام الماضي من أن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يتقن التمركز في المنطقة لكن التهديد الذي يمثله غير مباشر.

وقال «خطر انعدام الاستقرار في منطقة الساحل حقيقي لكن مصدر التهديد مرتبط بشكل مباشر باليأس الاقتصادي والجريمة وعدم المساواة سياسيا واقتصاديا وليس بتنظيم القاعدة أو الآيديولوجية السلفية».

العدد 2724 - الجمعة 19 فبراير 2010م الموافق 05 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:42 ص

      بحرانية

      قاتل الله هالتنظيم الفاسد مسببين ارهاب وخوف للعالم اجمع .. لعنة الله عليهم وعلى تفكيرهم وعلى من يتبعهم
      لازم احد يحارب هالكفار ويخلصنا منهم ... العجل يامولاي

    • زائر 3 | 3:45 ص

      بو عزوز إلى بو جاسم

      إن يحسدوني فإني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا ... فدام لي ولهم وما بهم ،،ومات أكثرنا غيظا بما يجدُ . أو . بع

    • زائر 2 | 1:19 ص

      رد لبو جاسم

      اذا الرجال تثاقلت عن عزمها هجيناهم بقولنا انكم نساء :

    • زائر 1 | 12:57 ص

      بو جاسم

      ولهذا الواجب على كل دولة تتخوف من السيارات المفخخة والعمليات الإرهابية التكفيرية وإشاعة البغض والكراهية بين مجتمعها وحز الرؤوس أن تدعم تلك الدول وأن ترسل جنودها لمطاردة رؤوس الكفر والردة أين ما حلوا والله ولي التوفيق لكل من يقاتل الإرهاب التكفيري الضال

اقرأ ايضاً