قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس (الأربعاء)، إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أمس الأول (الثلثاء) إلى 39,89 دولارا للبرميل من 41,39 دولارا يوم الاثنين الماضي.

وتضم سلة «أوبك» 12 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي: خام صحارى الجزائري وجيراسول الانغولي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي. سي.أف 17 من فنزويلا وأورينت من الإكوادور.

... والنفط الأميركي يواصل تراجعه بآسيا

وواصلت أسعار النفط الأميركي تراجعها في الأسواق الآسيوية في مستهل تعاملات أمس، وذلك بعد التراجع الحاد في أسعارها يوم أمس الأول.

وسجل سعر البرميل (159 ليترا) من خام غرب تكساس الخفيف تسليم مارس/ آذار المقبل 34,60 دولارا بتراجع مقداره 33 سنتا عن سعر الإغلاق في اليوم السابق. كما تراجع سعر برميل مزيج برنت تسليم أبريل/ نيسان بمقدار 53 سنتا ليسجل 40,50 دولارا.

وقال المتعاملون إن الخسائر الأخيرة في أسواق الأسهم الأميركية تقف وراء هذا التراجع، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن العديد من دول العالم تمر حاليا بفترة من الركود الاقتصادي، ما يقلل من الطلب على النفط الخام.

... و «الكويتي» يتراجع 99 سنتا

وتراجع سعر برميل النفط الخام الكويتي 99 سنتا في تعاملات أمس الأول في أسواق النفط العالمية مستقرا عند مستوى 39,19 دولارا للبرميل الواحد مقارنة باليوم السابق والبالغ 40,18 دولارا.

ويربط المراقبون النفطيون أسباب تراجع الأسعار ووصولها إلى مستويات قياسية متدنية جدا بجملة من الأسباب أبرزها سرعة تفاقم الأزمة المالية العالمية لتشمل الدول التي شهدت نموا على الطلب خلال الفترة الماضية.

وعزا المراقبون التراجع أيضا إلى المضاربات القوية في السوق وتراجع الدولار والتباطؤ الاقتصادي العالمي وزيادة المخزونات في منظمة البلدان الصناعية التي وصلت إلى 76 مليون برميل في اليوم وهي أعلى نسبة تصلها منذ خمس سنوات.

وتوقعوا أن تلجأ «أوبك» إلى إقرار خفض جديد لإنتاجها عندما يجتمع وزراء نفط المنظمة منتصف الشهر المقبل في فيينا في محاولة لدفع الأسعار إلى مستوى 70 دولارا.

وكانت «أوبك» خفضت إنتاجها من النفط بمقدار 4,2 ملايين برميل في اليوم اعتبارا من سبتمبر/ أيلول الماضي وعلى ثلاث مراحل في محاولة لتعزيز الأسعار التي تراجعت إلى نحو 40 دولارا للبرميل بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية في شهر أغسطس/ آب الماضي قاربت الـ148 دولارا للبرميل. يذكر أن سعر برميل النفط الخام الكويتي وصل إلى أعلى مستوياته في 2008 حين تجاوز مستوى 135 دولارا قبل أن يبدأ رحلة التراجعات في شهر أغسطس/ آب من العام نفسه.

نيجيريا: السوق متخمة رغم تخفيضات «أوبك»

إلى ذلك، قال وزير الدولة النيجيري للنفط، أودين أغوموغوبيا أمس، إن سوق النفط لاتزال متخمة بالمعروض على رغم تخفيضات الإنتاج الكبيرة التي أجرتها «أوبك» منذ سبتمبر/ أيلول، وذلك مع تقلص الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وقال أغوموغوبيا للصحافيين، على هامش مؤتمر في الدوحة، إن من غير الواضح ما إذا كانت «أوبك» بحاجة إلى خفض مزيد من الإنتاج في اجتماعها المقبل في مارس/ آذار أو مطالبة أعضائها بالتزام أكبر بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها بالفعل.

وردا على سؤال عما ينبغي لـ «أوبك» عمله لإعادة التوازن إلى سوق النفط، قال الوزير: «المسألة معقدة للغاية... علينا التحقق من مدى الالتزام». وأضاف «أفهم أنه ليس هناك التزام كامل بعد... لذلك ربما لا يحتاج الأمر سوى لتوجيه من أجل ضمان الالتزام».

وقد تعهدت أوبك بخفض 4,2 ملايين برميل يوميا تمثل نحو 5 في المئة من إمدادات النفط العالمية منذ سبتمبر الماضي. وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن «أوبك» خفضت في يناير/ كانون الثاني نحو ثلثي الكميات المتفق عليها.

وقال أغوموغوبيا: «أعتقد أننا متفقون جميعا على أن هناك انهيارا في الطلب وهذا هو السبب في أن الأمين العام لـ (أوبك) ورئيسها يطلبان من المنتجين خارج المنظمة خفض النفط المعروض في السوق. وإذا حدث ذلك فسنرى جميعا عندئذ التأثير».

وأضاف أنه حتى الشتاء البارد في نصف الكرة الشمالي لم يفلح في انعاش سوق النفط. وذكر الوزير أن إنتاج نيجيريا من النفط الخام يبلغ 1,885 مليون برميل يوميا. ويزيد هذا عن حصة نيجيريا في «أوبك» البالغة 1,67 مليون برميل يوميا