عندما حل علينا ملتقى أصيلة ضيفا على البحرين، كان محملا بباكورة متنوعة من الثقافات والفنون، فهناك التصوير والنحت والموسيقى والمسرح، ومع تنوع هذه المجالات تنوعت آراء الفنانين، فتراوحت في توازن محكم بين السلب والإيجاب، إلا أن هناك شحنات مكبوتة عند بعضهم، آثرت إلا أن تطبق على أفواههم لتمنعهم عن التعليق، فمنهم من ألقى اللوم على المنظمين، ومنهم من لم يحضر أية فعالية ضمن الملتقى، وآخرون وجدوا في أنفسهم الكفاءة، التي ما فتئت تنازع للخروج ولكن بعيدا عن التجاهل - على حد قول بعضهم - وكأنما نظمت هذه البرامج لفئة بعينها، دون الأخرى... ومع ذلك فهناك من أراد أن ينقل عبر «الوسط» رأيه ببساطة ومن دون تحفظ. يقول المسرحي عبدالله ملك: «المسرح البحريني في ملتقى أصيلة أخذ نصيبه، فهناك مسرحية حكاية نمر لكلثوم أمين بالإضافة إلى مسرح الشارع».
وأضاف «نحن في الواقع نطمح إلى اعطاء الفرصة لتقديم وعرض عدد أكبر من المسرحيات المحلية المشاركة، كمسرحية عذاري إلا أن هذه المشاركات الحالية، مثلت المسرح البحريني بشكل عام، وربما يعود هذا الأمر ايضا لرغبة المنظمين في الإرشاد وتقليل العناصر التمثيلية في المسرحيات».
مزيج ثقافي
أما الموسيقي محمد الحداد فأوضح قائلا: «لم تسنح لي الفرصة للاطلاع على كل الفعاليات، ولكن لدي علم أن هناك مدارس مهمة شاركت في هذا الملتقى، ومنها موسيقى الفلامنكو والموسيقى الكلاسيكية التراثية البحرينية، بالإضافة الى موسيقى المدرسة المغربية».
واضاف «أعتقد أن حفلة الفلامنكو كانت من اهم الحفلات الموسيقية، لأنها جاءت مزيجا بين الثقافتين الإسبانية والبحرينية اذ وفق المنظمون في اختيار الفرقة الإسبانية المشاركة الى الإعداد للورشة الموسيقية المصاحبة».
كما أثنى الحداد على الملتقى اذ قال «بشكل عام الملتقى غير معني باكتشاف المدارس، ولكن بتسليط الضوء على المواهب».
مسرح الشارع
في حين أوضح المسرحي محمد الصفار أن الملتقى لم يساهم في إبراز «مدارس معينة لأنه كان أشبه باستعراض نشاط» فالأعمال المسرحية لم تكن منتخبة من سير عمل المسرح، فمسرح الشارع مثلا يجب أن تكون له معايشة سياسية مباشرة - على حد قوله - لأن طرحه سياسي.
بوابة للمعارف
أما الفنان التشكيلي عباس يوسف أشار إلى أن «أصيلة» هي بوابة مفتوحة على عالم الفن اذ استقدم خيرة الفنانين والحفارين حول العالم، مثل الفنان محمد عمر من السودان، ومنير الإسلام من بنغلاديش.
واضاف معلقا «لا أرى في الملتقى أية سلبية... لأن الفنان البحريني بصراحة حقق من خلاله استفادة جمة كاطلاعه على معارف لم يطلع عليها من قبل».
بينما تمنى الفنان الفوتوغرافي حيدر أكبر أن يكون لهذا الملتقى «اسم مشترك بين احدى القرى البحرينية وقرية أصيلة المغربية»، حتى يتأصل الاندماج الثقافي بين البلدين. وقال: «عموما هذه التظاهرة حققت لنا الكثير من الامنيات بل وفتحت لنا الكثير من الفرص، فبوجود الفنانين العمانيين والمغاربة واليابانيين استطعنا أن نكتسب منهم الكثير في مجال التصوير».
في حين أوضح الموسيقي احمد القاسم أن الملتقى أسهم في إظهار «فن الفلامنكو كمدرسة جديدة للجمهور» وذلك باصطحابه لإحدى الفرق الإسبانية المحترفة، وبوجود الراقصين المصاحبين في هذا المجال، كما أتاح الفرصة لفرقة البحرين للفلامنكو للاحتكاك بهم، وهو ما يحسب في صالح القائمين على هذه التظاهرة الفنية المميزة
العدد 603 - الجمعة 30 أبريل 2004م الموافق 10 ربيع الاول 1425هـ