العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ

دول الجوار العراقي تلزم الصمت عدا إيران

لم يكن رد الفعل الدولي والعربي على إعلان نتائج الانتخابات العراقية بالحجم المتوقع على رغم أهمية تلك الانتخابات التي تمهد لمرحلة استعادة العراق لسيادته، وربما يرجع السبب للتلكؤ الطويل في إعلان تلك النتائج الأمر الذي افقدها الكثير من الزخم، كما أن توقيت إعلان تلك النتائج من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جاء متزامنا مع انشغال العالم العربي بقمة سرت العربية.

فعلى المستوي الغربي، رحبت الولايات المتحدة فقط ليل (الجمعة) بانتهاء العملية الانتخابية في العراق، معتبرة أنها «محطة مهمة في التطور الديمقراطي» للبلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي «نهنئ الشعب والحكومة العراقيين (...) أنها محطة مهمة في التطور الديمقراطي للعراق».

وفي إطار دول الجوار تنبأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن العراق ينتظره مستقبل مشرق. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن الرئيس قوله للرئيس العراقي جلال الطالباني عقب ظهور نتائج الانتخابات العراقية: «سيحظى العراق بمستقبل مشرق...وإيران ستدعم وحدة وأمن العراق دائما». وأضاف أحمدي نجاد «إن إيران تعتبر أي تقدم في العراق تقدما لها...ولا تضع أي قيود أمام توسيع نطاق العلاقات الثنائية».

وفي المقابل، لم يصدر عن دول الجوار العربية أية ردود فعل تجاه نتائج الانتخابات العراقية مما يشير إلى أنها لازالت تراقب الوضع عن كثب وتترقب لمعرفة شكل الحكومة المقبلة.

وعلى الرغم قالت وكالة رويترز إن الجيران العرب للعراق تنفسوا الصعداء لفوز اياد علاوي المرشح العلماني بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان العراقي على أمل أن يعطي فوزه أي حكومة ائتلافية جديدة صبغة مؤيدة للعرب ومتعددة الطوائف.

لكن تقارب النتائج الذي ينذر بمحادثات صعبة قد تؤدي لانقسامات من اجل تشكيل الحكومة الجديدة يترك العرب في حالة ترقب لاحتمال تهميش الأقلية السنية إذا نحى تحالف محتمل بين الكتلتين الشيعيتين علاوي جانبا وأبقى نفوذ إيران قويا.

وقال خالد الدخيل المحاضر السياسي في جامعة الملك سعود إن هذه النتائج مشجعة للغاية. وأضاف أن من شأن هذه النتائج أن تستعيد التوازن في المشهد السياسي العراقي ولكن احتمال أن يتحول العراق إلى لبنان جديد ما زال قائما حيث ما زال العديد من الأحزاب يتمتع بدعم قوى إقليمية.

بينما قال عبدالخالق عبد الله المحلل السياسي المقيم في الإمارات إن هذه النتائج تبرز الآن عراقا أقرب إلى العلمانية من الطائفية كما تظهر تراجع التأثير الإيراني على الرغم من أن طهران مازالت تمثل قوة كبيرة في العراق.

وأضاف أنه يعتقد أن الطائفية تولد العنف والتوتر والاضطراب وان غياب الاستقرار في العراق يمثل مشكلة كبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي وبقية العالم العربي وان استقرار العراق يفيد الجميع.

وقال نادر المطيري (36 عاما) المحامي بالكويت إن علاوي يميل إلى العرب وإنه فاز على الرغم من التدخلات الإيرانية. وأضاف المطيري لن يتمكن من تشكيل حكومة لأن أحدا لن ينضم إليه في ائتلاف. وقال إنه يتمنى للعراقيين السلام ويأمل أن ينأوا بأنفسهم عن الطائفية.

العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً