العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ

القوات الجوية الأفغانية تحاول التحليق بمروحيات سوفياتية متهالكة

نموذج من الطائرات المروحية السوفياتية
نموذج من الطائرات المروحية السوفياتية

مطار قندهار - ديبا بابينجتون 

05 أبريل 2010

يواجه الكولونيل برنارد ميتر من الجيش الأميركي مهمة مضنية تتمثل في تدريب القوات الجوية الأفغانية حديثة العهد. إذ من الصعب العثور على مجندين متعلمين كما أن الأسطول يتكون من طائرات مروحية متداعية تعود للعهد السوفياتي وكتيبات الإرشادات إما أنها مفقودة أو مكتوبة باللغة الروسية.

كانت القوات الجوية الأفغانية قوة يعتد بها في يوم من الأيام من أجل التنقل عبر الجبال الوعرة والصحاري في البلاد لكن إعادة بناء القوة تسير بخطى بطيئة بعد أعوام من عدم الاستخدام خلال الحروب وأثناء حكم حركة «طالبان».

وعلى أمل أن تتمكن القوات الجوية في نهاية الأمر من دعم الجيش الأفغاني دون مساعدة من قوات أجنبية فإنها تضع خططا طموحة للتوسع إذ تأمل أن تزيد من حجم أسطولها ثلاثة أمثال ليصل إلى 150 طائرة وزيادة الأفراد إلى ثمانية آلاف بحلول العام 2016 ارتفاعا من ثلاثة آلاف في الوقت الحالي.

وفي قندهار وحدها يجري إنفاق 100 مليون دولار على بناء الثكنات والمنشآت بينما تتلقى الوحدة التي تتألف من 250 فردا تدريبات على يد ميتر ورجاله وتسعى أن تزيد إلى 1200 من الطيارين وأطقم الصيانة في العام المقبل.

ويقول ميتر إن الطيارين الأفغان مهرة ويتعلمون سريعا. لكن شأن هذه العملية شأن أمور كثيرة في أفغانستان فإن إعادة بناء القوة ربما تعني في كثير من الأحيان البدء من الصفر. وتذكر ميتر كيف أنه حصل على 17 مركبة إضافية للطيارين الأفغان ليكتشف إن عدد المركبات أصبح أكبر من عدد الأفراد الذين لديهم رخصة للقيادة.

وقال ميتر «بعد ذلك أدركنا أن علينا أن نعلمهم القيادة.» ومضى يقول إنه في مرة أخرى أطاع طيار أفغاني أوامر بالتحليق بالطائرة المروحية لارتفاع معين متجها إلى الشمال... لكن أعواما طويلة من إطاعة الأوامر بشكل حرفي جعلته يقود المروحية فوق البلدات والطرق مما جعله دون أن يقصد هدفا للمسلحين.

وتابع ميتر «نحاول أن نعلمهم أن هناك مجالا للمرونة الميدانية وفي الوقت ذاته إطاعة الأوامر... لم يشعر أي من هؤلاء الرجال قط بأن لديه قدرة على التصرف. هذا يرجع إلى أسلوب القيادة السوفياتي».

وبالنسبة للوقت الراهن لا تنطلق أي من الطائرات المروحية الأفغانية في قندهار دون وجود على متنها مدرب أميركي ومن أسباب ذلك أن الأوامر الصادرة من برج المراقبة ما زالت تصدر بالانجليزية في مطار قندهار الذي ما زال يسيطر عليه حلف شمال الأطلسي.

وقال سليل نايت وهو استشاري أميركي للطيارين «في الوقت الراهن... ما زلنا في مرحلة الخطى الأولى... ما زال أمامهم طريق طويل».

كما أن هناك مشكلة متعلقة بالطائرات ذاتها. ففي قندهار توجد أربع طائرات مروحية كبيرة وتحمل كل علامات التأثير السوفياتي مثل الكتابة بالروسية داخل الطائرة وكذلك فوق لوحة التحكم.

هذه الطائرات المروحية قوية التحمل وبدائية نوعا ما ولا تحتوي على أجهزة إلكترونية متطورة كما أن مقاعدها مهترئة والطلاء متقشر لكن يمكن الاعتماد عليها كوسيلة لنقل القوات. وبما أن هذه الطائرات ذات تاريخ جيد في مجال السلامة فإنها تستخدم حتى في نقل الجرحى.

وقال الكابتن كريس تومان الذي يرأس قطاع التدريب على الصيانة في قندهار في إشارة إلى اسم شركة أميركية للجرارات «نطلق عليها اسم جون ديريس السماء لأنها صنعت كي تشبه سيارات الدفع الرباعي... إنها بسيطة للغاية لكنها تعمل بنجاح».

لكن ميتر يقول إن بعض الطائرات التي يصل عددها إلى 46 في أسطول القوات الجوية لا يمكنها التحليق لأنها قديمة للغاية أو لا يمكن استبدال أجزاء منها. وأضاف أن كتيبات الإرشادات إما مفقودة أو مكتوبة باللغة الروسية مما دفع الجيش الأميركي إلى ترجمتها للغة الداري والبشتو.

أما التحدي الكبير فهو العثور على مجندين مؤهلين كي يكونون نواة للقوات الجوية في ظل انخفاض نسبة التعليم ووجود جيل بأكمله ليس لديه خبرة في قيادة الطائرات أو تعلم القيام بذلك أثناء حكم حركة «طالبان». ومضى ميتر يقول «جزء من التحدي هو أن متوسط عمر الطيار الأفغاني 45 عاما».

عندما كانت القوات الجوية الأفغانية في أفضل حالاتها خلال الاحتلال السوفياتي في الثمانينات وحتى العام 1992 كانت تضم ما يصل إلى 500 طائرة منها 200 طائرة مروحية و100 مقاتلة وما يصل إلى سبعة آلاف فرد.

طالتها يد الإهمال بسبب عدم صيانتها عندما تولت «طالبان» السلطة وتم تدمير أغلب المعدات التي لم تصل إلى أيدي قادة الفصائل عندما أطاحت القوات الأفغانية التي كانت مدعومة من القوات الأميركية ب»طالبان» في أواخر عام 2001.

وتكثر الشائعات حول مصير الطائرات خلال حكم «طالبان» وقال ميتر إن أحد الطيارين الأفغان زعم أنه قاد طائرة مروحية داخل كهف وفككها ثم أعاد تركيبها بعد الإطاحة بـ»طالبان».

ويقول ميتر إنه ما زال متفائلا رغم كل التحديات وتذكر كيف أتت طائرات مروحية أفغانية في إحدى المرات لنجدة بدو تقطعت بهم السبل بعد فيضانات مما جعل الأطفال يشعرون بشغف تجاه الطائرات المروحية حتى وإن كانوا خائفين في البداية.

ومضى يقول «كان إخراجهم من المروحية أصعب من إدخالهم إليها... أتمنى أنه بعد 20 عاما من الآن يأخذني أحد هؤلاء الأطفال في جولة في هذه القاعدة كي يعرفني عليها».

العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً