العدد 635 - الثلثاء 01 يونيو 2004م الموافق 12 ربيع الثاني 1425هـ

الليف والصابون والكفن ضرورة في التظاهرات العربية

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

التظاهرات حال من الغضب تعم شوارع العالم من أجل نصرة قضية معينة، سواء دينية أم خلقية أم سياسية أم معيشية. فالمظاهرات القائمة هذه الأيام في كل أنحاء المعمورة ضد جرائم الاحتلال الأميركي في العراق أو تلك المناصرة للفلسطينيين في حربهم ضد الإسرائيليين، أو تلك الأخيرة في لبنان، أصبحت أشبه بفريضة الصلاة على المسلم أن يؤديها حيث أدركته، سواء أكان مقيما أم على سفر، متوضئا بالدموع، وإن لم يستطع فمتيمما بالحجر.

بركان الغضب العربي عندما تقارنه بالبركان الأجنبي فإنك ستكون بين فروق عشرة. فلو رأيت تظاهرة في بلد أجنبي حتى وان كانت من خلال شاشة التلفاز، فإن شعورا جميلا بالعنفوان يملأك، عندما تتظاهر في بلد غير عربي، وتلتقي في زحام الأمواج البشرية أجانب لا تعرفهم، فإنك تود لو قبلتهم واحدا واحدا، شاكرا حضورهم النبيل. وجميلٌ أكثر أن تختبر معنى أن تكون مواطنا، له حق التظاهر والإدلاء برأيه، أيا كان رأيه، والعودة سالما إلى بيتك وأنت في كامل ثيابك «الناشفة»، وكامل صحتك.

أما عندما تكون وسط تظاهرة عربية، كتلك التي خرج فيها عشرات اللبنانيين ينددون بارتفاع أسعار صفيحة الوقود، فإنك تجد أنه كان لهم شرف الاختيار بين «التوضؤ» بكاء جراء قنابل الغاز المسيل للدموع، أو الاستحمام إكراها إما بالماء أو الدماء، بسبب خراطيم المياه المصوبة نحوهم، أو الرصاصات الحية الموجهة إلى صدورهم، فيما جعلهم يردون على رجال الأمن بالحجارة، وجعل المعركة تحسم في المقابر بعدد من القتلى، وفي المستشفيات بعدد من الجرحى.

كل مشهد في التظاهرات العربية، يذكرني بقلم الكاتبة أحلام مستغانمي، التي نصحت في إحدى كتاباتها المواطن العربي، عندما يخرج للتظاهر، بألا يكتفي بأخذ الليفة والصابون، بل عليه أحيانا أن يأخذ معه كفنه

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 635 - الثلثاء 01 يونيو 2004م الموافق 12 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً