العدد 683 - الإثنين 19 يوليو 2004م الموافق 01 جمادى الآخرة 1425هـ

قلم المرأة

هل كتب على المرأة ألا تكتب طوال قرن من الزمان إلا عن المرأة؟ فتبقى تلوك العناوين والقضايا نفسها؟ ألا يمكن ان تكتب وتفر بعيدا ولو لفترة بسيطة عن كابوس الحقوق المضيعة ومأساة المظلومية وهوس التحرير التي تستحضرها في كل مناسبة فتكتب في السياسة ومشكلات الانحراف الاخلاقي والفساد الإداري والبطالة وغيرها؟

لا نقول ذلك اجحافا بحق الأقلام النسائية، ولا تقليلا من أهمية هذه القضايا. ولكن لنثير عدة أسئلة ومنها: لماذا لم تتغير اجندتنا ولم يتغير وضعنا نحن النساء بعد مرور قرن من الزمن تقريبا على بدء ظهور الحركات النسائية؟ ما الذي تغير وما هي المجالات التي لم يطالها التغيير؟ المستوى المطلوب الوصول إليه هل تحقق جزئيا أم كليا أو لم يتحقق؟ ان حقق القرن الماضي الحرية والمساواة للمرأة فلنوجه جهودنا لمجالات أخرى. وان لم يتحقق على رغم مرور هذه الفترة الطويلة فما السبب وأين الخلل؟ هل ان من تصدى للدعوة من الرجال والنساء لا يملك جواز المرور لعقل ونفس الرجل والمرأة العربية؟ أم ان الخلل في اصل الدعوة نفسها، اذ يجب عليها تغيير لباسها وشعاراتها؟ وماذا عن الغرب مهد الدعوة للحرية والمساواة، اذ تواجهنا حقائق واحصاءات مفاجئة عن وضع المرأة وتعرضها للعنف في 40 بلدا أوروبيا بمعدل امرأة من كل خمس نساء خصوصا من الاقارب؟ اذ اثبتت الدراسات تشابه العنف بين دول العالم الثالث والدول المتقدمة بصورة مذهلة.

هكذا على رغم مئات الاقلام المدافعة عن حقوق المرأة من مختلف التوجهات. وعلى ورغم مئات المؤتمرات والمنظمات والاتفاقات الدولية الموقعة وغير الموقعة، وزيادة نسبة التعليم، وانتشار الوعي الديني، ودخول المرأة سوق العمل والميدان السياسي، مازالت الاقلام تكتب والرؤوس تشيب والاعمار تفنى والجمعيات تتكاثر عن قضية تسمى قضية حقوق المرأة. الا نقف قليلا ونسأل متى تنتهي هذه المعركة؟ بل لماذا لم تنتهِ؟ وما الذي تحقق؟ وما هي المعوقات وأين المخرج لقضية تبدو عالمية وليست عربية فقط كما تشير الدراسات والاحصاءات الدولية؟

صفية يوسف

العدد 683 - الإثنين 19 يوليو 2004م الموافق 01 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً