العدد 2785 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ

دراسات في الأدب والنقد

في إطار الأنشطة الأدبية والثقافية التي ينظمها ماستر الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب ومختبرالسرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني المحمدية، قدم مجموعة من الباحثين يوم الجمعة الماضي (16 أبريل/ نيسان الجاري) بقاعة المحاضرات، يوما دراسيا في محور «دراسات في الأدب والنقد» حول أعمال نقدية لمجموعة من النقاد، وقد انطلقت أشغال هذا اليوم الدراسي بكلمة ألقاها شعيب حليفي نوه فيها إلى مجهود الباحثين مرحبا بالحاضرين من أساتذة وطلبة ومهتمين، معربا عن الهدف من مثل هذه اللقاءات والتي تساهم في إثراء وإغناء البحث المعرفي والفكري والأدبي في إطار انفتاح البحث على الثقافة بكل أشكالها وعلى قراء متعددين ينتمون إلى المحيط الثقافي.

بعد ذلك، أدار الشريشي لمعاشي اللقاء تاركا الكلمة للباحث عبدالغني الحميدي و الذي تقدم بورقة حول كتاب «ترويض الحكاية»للناقد شرف الدين ماجدولين، حيث أكد الباحث أن هذا الكتاب يقدم دراسات نهلت موضوعاتها من التراث العربي، ولعل الخيط الناظم بينها كونها تنزع الى تقديم تصور مغاير للتراث وذلك بإعادة رسم هوية جديدة بصيغ لغوية وجمالية و تخييلية مواتية لعالم «الهنا» وزمن «الأنا»، ويتأرجح موضوع هذه القراءات بالأساس حول أجناس أدبية من قبيل «السيرة الشعبية» و»الرحلات» و»الأخبار» و»المرويات» و»النوادر» وقد استهل الناقد شرف الدين ماجدولين - بحسب رأي الباحث - عمله بالجانب النوعي مع كل من النقاد سعيد يقطين حول السيرة الشعبية وحسن محراوي في المرويات الشفاهية ومحمد مشبال حول موضوع النوادر، قبل أن ينتقل الى الجانب الموضوعي المنفتح على مختلف الأجناس الأدبية مع النقاد عبد الفتاح كيليطو في موضوع اللغة ونورالدين أفاية انطلاقا من مقولة الآخر وموضوع الجسد مع الناقد فريد الزاهي.

الورقة الثانية قدمها الباحث نبيل لهوير حول كتاب» صور العنف في الرواية الجزائرية» للناقدة سعاد العنزي (الكويت) حيث أشار، في بداية مداخلته، إلى أن الدراسة تهدف إلى تحقيق تواصل أدبي ونقدي بين المشرق والمغرب، وانتقل الباحث إلى حصر الأسباب الثاوية وراء اختيار الناقدة لموضوع العنف السياسي في الرواية الجزائرية المعاصرة، كما حددتها في دراستها، بعد ذلك عرض الباحث لمحتوى الدراسة في بابين، تطرقت في الباب الأول لموضوع مدارات السرد ثم تجليات الخطاب الروائي من خلال ثلاث تقنيات (العنونة ـ التناص ـ الصوت السردي)

كما ألمح نبيل لهوير إلى أن الدراسة لم تستلزم عدْة منهجية فحسب، بل اقتضت من الناقدة زادا معرفيا فرضته الموضوعة المتشعبة الأطراف والمتداخلة الرؤى.

وفي ختام مداخلته نوه الباحث بدراسة سعاد العنزي واعتبرها دراسة مهمة ومتفردة في منهجها.

وبشأن كتاب» صورة الآخر في الخيال الأدبي «لتوني موريسون (ترجمة محمد مشبال)، تدخلت الناقدة حسنى كرون في دراسة كتاب ينتمي إلى النقد المقارن والمتمركز حول الصورة التي أخذت عن الذات الأفريقية من طرف الآخر الأميركي و قد تمحورت هذه الدراسات حول القضايا الجمالية والصورة مع التركيز عل اللون الأسود، في جميع تمظهراته من لون بشرة أو بقعة على اللوحة أو حتى لون ظلال، وقد استهلت الباحثة قراءتها بتوضيح فكرة أساسية، مفادها أن هذا الآخر ليس هو الأجنبي، بل الآخر الذي له الانتماء نفسه: أي داخل نطاق الأمة، لكنه من أصل أبيض، أي ذلك الشخص الموسوم بالبياض، و هنا يتولد الصراع الروائي وليس الصراع السياسي أو الاجتماعي ويتجلى في محاولة العثور على جواب لسؤالها الذي كان يتعلق بصورة الآخر وقدرته على التأثير في صورة الرواية.

خلصت الباحثة إلى أن هدف الناقدة موريسون هو محاولة نشر أسلوب من أبرز سماته الانفتاح والإفهام والتواصل مع القارئ البعيد والقريب.

بعد ذلك تدخلت الباحثة آمال الحسيني حول كتاب (مرآة الغريبة ) للناقدة شهلا العجيلي (سورية)، فقدمت قراءة في عنوانها حاولت فيها الإلماح إلى أن العلاقة بين المرأة والمرآة على مستوى الدوال والمدلولات، لترى المرأة انعكاس صورتها داخل القارئ فتوزعت المقالات عبر ثلاث صور: صورة التأمل النصي حيث تنشغل الذاكرة من خلال التراكم النصي الممتد عبر التجربة القرائية للناقدة، فتنتقي نصوصا ومواقف تخلق مادة للكتابة، وتتمثل الصورة الثانية في التأمل الثقافي حيث الحضور المكثف والوظيفي للسخرية حينما تتعلق الموضوعات بقضايا الوطن العربي التي نالت حيزا مهما من هموم وانشغالات الباحثة، فبلغت السخرية حد المرارة وعمقها لما أصبحت الحياة والموت في العالم العربي مصادفة تلعب الضمة والكسرة دورها فيه.

أما الصورة الثالثة و الأخيرة فترتبط بالتأمل الذاتي عندما انشغلت القارئة بتأمل المبدعة فانسلخت عنها ومارست الكتابة متمثلة صورها من خلال استحضار نصها الروائي «عين الهر» مضيئة ملامح خفية، بصوت الصحيفة لا صوت الروائية، فاستحضرت مواقف حياتية جعلت منها منطلقا للكتابة، فكانت النصوص، بعد اكتمالها، مرآة رأت فيها الباحثة الغريبة الأصول المتداخلة: الذات والثقافة والنص.

الورقة الأخيرة جاءت تحت عنوان «الكتابة بين سؤال النقد وجواب الإبداع» قارب من خلالها الباحث سمير ملاح كتاب الناقد نبيل حداد(الأردن) «الكتابة بأوجاع الحاضر»، متوقفا على فعل الكتابة باعتباره محفزا قويا يتيح فرصة الخروج من الحيز الضيق والتطلع إلى ما هو إنساني شامل، كما تناولت ورقة الباحث علاقة النص الروائي الأردني بأوجاع الحاضر فهو إما منبثق عنها أو صانع لها، بل يمكن القول أن الواقع تجسد من خلال إعادة التصوير ثارة والنزوع نحو التجريب تارة أخرى، تجريب ينحو نحو الذهاب بالرواية الأردنية إلى الأمام.

وبعد استفاء المداخلات الخمس تدخل الحاضرون غايتهم في ذلك توضيح بعض القضايا وإضافة جملة من الأفكار التي أثارتها المداخلات السابقة ركزوا فيها على المنهجي والمعرفي مما أعطى للقاء صبغة علمية.

العدد 2785 - الأربعاء 21 أبريل 2010م الموافق 06 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:14 ص

      دراسات في الادب

      نشكر ماستر الدراسات الادبية والثقافية على هده الندوات التي تغني فكر المثقفين به باعتبارها تقربنا من الوسط الادبي عن طريق تقديم قراءات في جل الكتب المتنوعة الاهتمامات سواء في مجال النقد او في مجال الادب

اقرأ ايضاً