العدد 2372 - الأربعاء 04 مارس 2009م الموافق 07 ربيع الاول 1430هـ

النائب محمد المزعل... شكرا لك

مبارك فرج الدوسري comments [at] alwasatnews.com

أفرحني كثيرا وأسعدني حالي كحال أي مواطن يعيش على أرض مملكة البحرين الرد الإيجابي الذي صدر عن أخينا العضو النيابي النائب محمد المزعل ردا على التصريحات التي بدرت من أحد المسئولين في جمهورية إيران الإسلامية، في حين أننا في مملكة البحرين والتي يتكون شعبها وركيزته العروبة منذ الأزل وهذه الأرض التي تحوي الطائفتين الكريمتين المتحابتين والمتآخيتين من شيعة وسنة بدءا من مدينة المنامة المجيدة وما تشتمل عليه من هاتين الطائفتين ذهابا إلى المحرق العريقة رجوعا إلى سترة الأوفياء وعروبتهم ودينهم مرورا بالرفاعين أهل الشموخ والأمجاد مرورا بعسكر جوّ والدور المخلصين تعويلا على أهل الزلاق أهالي الشيمة والكرم مرورا بقرى المنطقة الغربية المتمسكين بعروبتهم ودينهم المتفانين في خدمة الوطن ذوي الهمة والشأن بدءا من داركليب مرورا بصدد والمالكية وشهركان ودمستان إلى أهالي الجسرة الأشماء والبديع أهل الكرامة والولاء عروجا إلى أهالي بني جمرة والدراز وصولا إلى الديه وجدحفص والسنابس ذوي العزة بالنفس والوطن، فإننا في هذا البلد الصغير بحجمه الكبير جدا جدا برجاله ونسائه الأماجد الكرام فإننا نقولها صريحة نحن شعب بحريني عربي مسلم نحترم ونحب كل الدول العربية المسلمة وكذلك إخواننا في الدين من جنسيات غير عربية وفي الوقت ذاته نتقدم بالشكر إلى حكومة جمهورية إيران الإسلامية على تحركها السريع في إثبات النية الحسنة تجاه البحرين وشعبها العربي الأبي.

كما أتمنى من الحكومة الإيرانية الإسلامية أن تكمل ما بدأته من هذا التحرك الدبلوماسي الذي أزال الشوائب وأرجع الصفاء بين الجيران، نتمنى أيضا أن نسمع بأن الحكومة الإيرانية قد اتخذت الإجراءات اللازمة ضد من تفوّه وتشدق بتصريحات غير عادية ولا يمكن أن تمرّ مرور الكرام إذ مثل هذه التصريحات التي قد عملت البلبلة وأثارت مشاعر شعب البحرين وحكومته وأثارت النخوة لدى جميع الدول العربية الأمر الذي نتقدم به بالشكر الجزيل إلى جميع الدول العربية والإسلامية على وقفتهم المشرّفة المستنكرة لما صدر من تصريحات غير مسئولة كما نؤكد أن الشعب البحريني العربي المسلم في حين أنه يبادل جميع الدول العربية المسلمة وجميع الدول المسلمة غير العربية كل احترام وتقدير ومحبة، إلا أنه لن يرضى ولن يترضى أن يكون تابعا لأية دولة كانت عربية أو غير عربية فنحن في البحرين حكومة وشعبا وإن اختلفنا في بعض الآراء والتوجهات إلا أننا نعود ونرجع إلى القاعدة السليمة التي خلّفها لنا آباؤنا وأجدادنا الذي تعايشوا من مئات السنين وتآخوا في البرّ والبحر والتناسب فيما بينهم، فإن البحرين ستبقى بلدا عربيا مسلما قائما بذاته معتمدا على الله سبحانه وتعالى جلت قدرته وعلى نفسه وحكومته الرشيدة التي لن نرضى عنها بديلا.

كما أنني أناشد إخوتي جميع فئات الشعب في البحرين أن يتخذوا الحيطة والحذر ويتكاتفوا ويترابطوا أكثر مما هم عليه الآن ويشدون على أيدي بعضهم بعضا ويفوتون الفرصة على كل من يتصيد الفرص ليعكر صفو عيشنا ومن ثم يستفيد الآخرون -لو لا قدر الله- حدثت أية مجابهة أو مشادة ببعضنا بعضا.

كما أقول وأناشد ذوي الضمائر الحية؛ إننا وفي هذا البلد ومنذ تولي جلالة الملك زمام الحكم فإننا قد خطونا خطوات واسعة شاسعة إلى الأمام تجاوزت بحسب تصوري الخاص الـ25 عاما في مجال الديمقراطية والشفافية والحرية والسعي لبناء قاعدة صلبة للأجيال المقبلة وذلك بتشريع الكثير من الإصلاحت الدستورية التي تصبّ في صالح الوطن والمواطن.

كما أتمنى من رجالات البحرين ذوي المناصب وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب السعادة النواب وأعضاء المجالس البلدية ورؤساء النوادي ومديري المدارس كل في منصبه وكل في دائرته بحسب ما يتمتعون به من شعبية في دوائرهم وعند أقاربهم وأصحابهم أن يسدوا النصح إلى الشبيبة والصبية بالكف عن العبث وتخريب المنجزات التي تعود إلى الوطن والمواطن بالفائدة وتأخذنا إلى مصاف الدول المتقدمة. قال الرسول (ص): «إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق»، أي ما يعني أن المسلم في إزالته أيا من الأمور التي تؤذي المسلمين في طريقهم هو من الإيمان. لكن مع الأسف نرى بعض الصبية المغرر بهم يضعون الأذى في الطرق نرجو من الله لهم الهداية.

كما أرجع وأقول إلى ذلك المسئول المتشدق بما تشدق به من تصريح: قال الرسول (ص) في خطبة الوداع: «إن كل المسلم على المسلم حرام؛ ماله ودمه وعرضه»، كما قال رسولنا الأعظم (ص): «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، ولقد وصى رسولنا الكريم على سابع جار، فأين أنت من توصيات الرسول والحفاظ على حقوق أخيك المسلم في دمه وماله وعرضه والمحافظة على الجوار.

إخوتي جميعا أهالي البحرين الشعب العربي الأبي من شيعة وسنة؛ لنرفع شعار الدين لله جلت قدرته والوطن للجميع، وإننا في الحاضر محاسبون أمام الله سبحانه وتعالى أن نبني هذا الوطن كما بناه آباؤنا وأجدادنا لنسلمه إلى الأجيال المقبلة وتعليمهم المحبة في بعضنا بعضا والتآخي بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر سواء كانت مذهبية أو سياسية وأن نحتكم في التعبير عن نواقصنا ومطالبنا وحقوقنا إلى الوسائل الديمقراطية والعقلانية التي لا تجرنا إلى العنف وإعطاء فكرة سيئة إلى الوافدين والمقيمين بأننا شعب يحب الفوضى في إيصال آرائه إلى المسئولين. وبما أن القوانين في الدولة والتشريعات والدستور أعطانا حرية التعبير وإيصال ما نريد أن نوصله للحكومة عن طريق أعضاء المجلس النيابي وأعضاء المجلس البلدي والصحف التي صارت بكثرة والاعتصامات المرخصة، فكل ذلك يدلّ على أننا شعب واعٍ ومتحضر بل طلب الأمن والأمان يتيح لبلدنا العزيز علينا جميعا استقطاب الشركات الكبرى الاستثمارية والتي تساهم في توظيف أبنائنا وبناتنا وذلك بطبيعة الحال سيساهم في القضاء على البطالة. ولنبق إخوة متحابين في الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إقرأ أيضا لـ "مبارك فرج الدوسري"

العدد 2372 - الأربعاء 04 مارس 2009م الموافق 07 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً